كيف يتم تقليص كمية القطران في السجائر؟

تتحدث شركات السجائر بأستمرار عن قلة (القطران) في آخر صنف لديها من السجائر، وكآن القطران بحد ذاته هو مادة منفصلة عن غيرها يمكن تقليصها بسهولة حفاظاً على الصحة العامة، ويمكن استبدالها بمادة أخرى بالسهولة نفسها حفاظاً على النكهة.

أما في الحقيقة، فإن (القطران) ليس مادة مستقلة بحد ذاتها، وإنما هو مجموع ألفي إلى عشرة الاف عنصر، من بينها مركبة الشبقلي (Alkaloids) وماء النشادر، وثاني أكسيد الكربون، وأحادي أكسيد الكربون، وسيانيد الهيدروجين، وغيرها.

وتُعرف هذه العناصر مجموعة في عالم صناعة التبغ بـ (المادة المجموعة الاستثنائية). وتشكل هذه المادة عن طريق حرق في المادة العضوية، وهي تشمل رقائق التبغ وورق السجائر معاً.

وتستطيع لجنة التجارة الفيدرالية أن تقيس كمية هذه المادة الاستثنائية داخل السجائر عن طريق سحب الدخان الخارج عنها عبر فیلتر خاص إلى داخل آلة ميكانيكية مُدخَّنة، وتخضع السيجارة المنوي إجراء الفحص عليها لبعض الإجراءات، منها إبقائها لمدة أربع وعشرين ساعة داخل مخزن لا تزيد درجة الحرارة بداخله عن 75 درجة فهرنهايت، وبمعدل 60% من الرطوبة النسبية، وبعد عملية التخزين هذه يتم حرق السيجارة داخل الألة المذكورة حتى عقبها. وبحسب وزن هذه المادة (المبلولة) بقياس الزيادة في الوزن الصافي للفيلتر بعد عملية التدخين.

أما احتساب وزن المادة (الناشفة) فيكون بطرح وزن النيكوتين والماء من المجموع. وغالباً ما يظهر الرقم المحتسب هذا على غلاف علبة السجائر من اجل اطلاع المدخنين عليه، والجدير بالذكر أنه في العام 1979 قامت اللجنة المذكورة بنشر لائحة تضم كميات «القطران، والنيكوتين لحوالي 176 صنفاً من السجائر المحلية.

وعلى سبيل المثالى، فقد قدرت كمية القطران في سجائر مارلبورو بحدود ال 17 ملغ، ولدي سجائر (امیریت) بحدود ال 8 مالغرامات. ويُعتبر هذا الفرق بالكمية مدروساً ومحسوباً بدقة، ذلك أن الشركات التي تنتج السجائر غالباً ما تستخدم عدة تقنيات من أجل الوصول إلى هذا الرقم.

وإحدى هذه التقنيات، على سبيل المثال، تلجأ بكل بساطة إلى تخفيف كمية القطران عن طريق تقليص كمية التبغ في السجائر، وذلك عبر تضييق قطر السيجارة، أو عبر استعمال نوع خفيف (زغبي) من التبغ (وهذا النوع يكون عادة مجفف بطريقة خاصة بحيث يحفظ حجمه الأصلي حتى بعد نزع الرطوبة عنه).

أما تضييق قطر السيجارة فيعني بدوره تقليص حجمها وبالتالي تضاؤل زمن الاحتراق، مما يؤدي إلى تقليل كمية (القطران). وتشمل التقنية الثانية توضيب التبغ بطريقة تؤمن احتراقه بسرعة أكبر، حتى أثناء الفترات التي لا يمسج فيها المدخن سيجارته.

وتقنية ثالثة تعتمد استخدام نوع خاص، مسامي ونفيذ (تنفذ إليه السوائل)، من الورق، مما يساعد على رفع نسبة الاحتراق وعلى تعديل الدخان بحيث تدخل كمية أقل من مادة القطران إلى رئتي المدخن. ويصنع هذا الورق بحيث يحوي ثقوب صغيرة لا يمكن رؤيتها بالعين المجرد، کما بالإمكان إضافة بعض المواد إلى التبغ تساعده على احتراقه بسرعة أكبر. وهذا يشكل في الواقع السقف الذي يمكن أن تقبل به شركات التبغ قبل خسارة زبائنها.

ويظل الفيلتر هو الوسيلة الأكثر فعالية لتقليص كمية القطران في السجائر. وغالباً ما تكون الفيلترات مخرمة بغرض مزج الدخان بالهواء. وكلما إزداد طول الفيلتر وصعبت عملية سحب الدخان منه، كلما إزدادت فعاليته.