يتعلق بهذا
يدور حول الأرض الآن ما يزيد على ألف قمر صناعي تقوم بأداء مهام محددة تساعدنا في كثير من الأنشطة التي تيسر لنا الحياة على الأرض.
الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية:
هذه الأقمار مزودة بآلات تصوير تليفزيونية لتصوير التكوينات السحابية فوق مساحات شاسعة من سطح الأرض، وتستقبل هذه الصور على الأرض فتساعد على دقة التنبؤات بالأحوال الجوية. وبعض هذه الأقمار مزود بأجهزة حساسة للأشعة تحت الحمراء لقياس كمية الحرارة التي تشعها السحب والمسطحات المائية والأجزاء اليابسة من الأرض.
الأقمار الصناعية لاستكشاف الموارد الطبيعية الأرضية:
يمكن لهذه الأقمار الصناعية أن تميز ما فوق سطح الأرض من أراضي قاحلة أو مزروعة ومن صخور أو منشآت ذات طبيعة خاصة، كما يمكنها التمييز بين المحاصيل وأنواعها والمصاب منها بآفات والسليم. ويمكنها أيضاً استكشاف ما في باطن الأرض من مياه أو ثروات معدنية وما في جو الأرض من تلوث. فنحن نعلم أن جميع الأشياء تبعث بأشعة حرارية، يسميها العلماء الأشعة تحت الحمراء وتختلف الأشعة الحرارية المنبعثة من الأشياء باختلاف طبيعتها ودرجة حرارتها.
وهذه الأقمار الصناعية مزودة بحساسات حرارية تميز بين مختلف أنواع الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الأشياء التي على سطح الأرض أو في باطنها أو جوها. كما يوجد في القمر الصناعي حاسب آلي يعالج البيانات التي تعطيها المحساسات وترسل النتائج إلى الأرض عن طريق جهاز الإرسال. فيحصل العلماء على خرائط لمختلف المناطق الأرضية، يعرفون منها ما يريدون معرفته بشأن المحاصيل والثروات المعدنية والمياه الجوفية وغير ذلك من المعلومات التي لولا تلك الأقمار الصناعية ما تيسر لهم الحصول عليها إلا بعد سنوات من العمل المضني.
الأقمار الصناعية للاتصالات:
يوجد الآن اتصال تليفوني وتلغرافي وتليفزيوني بين أجزاء العالم المختلفة، ما كان من الممكن أن يتحقق بدون الاستعانة بالأقمار الصناعية. وتختلف هذه الأقمار الصناعية عن غيرها في أنها تبدو ثابتة، لا يتغير موقعها بالنسبة للراصد على الأرض. ولكنها في الواقع تدور في مدار حول الأرض، غير أن سرعتها في هذا المدار تساوي تماماً سرعة دوران الأرض حول نفسها، فكلما دار القمر الصناعي مسافة معينة دارت الأرض هذه المسافة نفسها، وهكذا يبدو القمر الصناعي للراصد على الأرض كأنه معلق في السماء على ارتفاع قدره ۳۰۸۸۰ كيلومتراً.
لقد كانت صعوبة الاتصال بين الأماكن البعيدة عن بعضها البعض هي أن موجات الراديو والتليفزيون لا يمكنها الوصول إلى مسافات بعيدة نظراً لانحناء سطح الأرض، وباستخدام موجات دقيقة، طول موجتها قصير جدا وتوجيهها نحو القمر الصناعي تنعكس هذه الموجات من السطح الخارجي للقمر، كما تنعكس أشعة الضوء من سطح المرأة، وتتجه إلى مناطق بعيدة عن المصدر.
وتوجد أقمار صناعية مزودة بأجهزة إرسال واستقبال ودوائر الكترونية لتضخيم الموجات، فتستقبل الموجات القادمة إليها من محطة الإرسال الأرضية وتضخمها ثم تعيد إرسالها نحو الأرض فتغطي مساحة كبيرة جدا منها.
ويستطيع المقيمون في القاهرة أو الرياض أو بغداد الاستمتاع بمشاهدة مباراة كرة القدم التي تجري في النصف الغربي من العالم، على شاشة التليفزيون دون مشقة أو عناء، بل من الممكن إقامة مناظرة أو حوار بين فريقين أحدهما في الشرق والآخر في الغرب بالاتصال التليفزيوني عن طريق القمر الصناعي.
الأقمار الصناعية للملاحة:
لم يعد الضباب ولا السحاب من الأمور المزعجة لربان السفينة في عرض البحر، فيستطيع ربان السفينة معرفة مكانه بالضبط بالاستعانة بقمر صناعي يدور حول الأرض خصيصاً لهذا الغرض، فيرسل الربان إشارة خاصة بالراديو إلى القمر الصناعي، ويأتيه الرد أيضاً بالراديو محددا موقع القمر الصناعي في مداره.
ولدى الربان جدول مواعيد ومواقع القمر الصناعي في مداره، فيستطيع بالطرق المعتادة في الملاحة، تحديد موقع السفينة بالضبط.
أقمار صناعية للتجسس:
لقد أطلقت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي أقماراً صناعية للتجسس والاستطلاع. وهذه الأقمار الصناعية مزودة بحساسات للأشعة " تحت الحمراء التي تستطيع تصوير المنشآت العسكرية، واكتشاف الصواريخ العدائية، وإطلاق صواريخ مضادة لاعتراض مسار الصواريخ العدائية وتحطيمها قبل بلوغها الهدف..
مركبات الفضاء:
نجحت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في إطلاق صواريخ لسبر أغوار الفضاء، ومعرفة ما يجري على سطوح الكواكب الأخرى. فقبل هبوط الإنسان على سطح القمر، تسابق كل من البلدين في إرسال مركبات الفضاء الخالية من البشر (مسابير) لتدور حول القمر وتلتقط صورة تليفزيونية الجميع أجزائه، بل لقد حطت مركبة فضائية سوفيتية وأخرى أمريكية خاليتان من البشر على سطح القمر المعرفة طبيعة هذا السطح.
ومركبات الفضاء مزودة بمختلف وسائل الاستكشاف والتصوير والتليفزيوني الترسل إلى الأرض ما تحصل عليه من معلومات وصور. ولقد أرسلت مركبات إلى كل من المريخ والزهرة وعطارد والمشتري وزحل، وهي الآن في طريقها إلى النجوم خارج المجموعة الشمسية.