المأوى في الأدغال:
في الأدغال للوقاية من الشمس أو المطر أو الريح، قد تبني مظلات بسرعة من مواد متعددة، ففي المناطق التي لا تنمو بها أشجار جوز الهند يمكن استخدام أوراق أشجار الزنجبيل أو أوراق الموز المرتكزة على إطار صلب كمظلة واقية. وإمرار أوراق الموز فوق الحرارة يجعلها صلبة وأكثر مناعة لمرور الماء خلالها.
وقبل اختيار مكان المخيم، يجب أن تأخذ في الاعتبار ملاءمته للنوم وإمكان الحصول على الطعام والماء. واصنع سريراً مرتفعاً عن مستوى الأرض بقدر الإمكان. وقبل كل شيء يجب ألا تنام في ثياب مبللة على أرض رطبة، اللهم إلا إذا لم يكن لديك الخيار في الموضوع. وإذا كان ثمة مأوى طبيعي مثل كهف فيجب أن تستعمله دون تردد، فإن السر الحقيقي للبقاء في الأدغال هو أن تحتفظ بطاقتك ما أمكن ذلك.
النار :
والجو في بعض مناطق الأدغال يصبح بارداً عند الليل. لذا قد يكون من الضروري أن تشعل ناراً حتى مطلع الفجر.
ولكي توقد النار أثناء وجودك بالغابة الممطرة ابحث عن مادة جافة للوقود تحت بعض الصخور البارزة، أو تحت الأشجار المائلة.
وإذا لم يكن ذلك في متناول اليد، فعليك أن تقطع الجزء الخارجي الرطب للأطراف الميتة لكي تحصل على خشب جاف. وإذا ابتلت أعواد الثقاب فيمكن تجفيفها عن طريق دعكها بسرعة بين راحتي بديك.
إشعار النار في الأدغال بدون ثقاب:
قد يكون من الضروري أحيانا أن توقد ناراً دون استخدام أعواد الثقاب. ويمكن عمل ذلك بتركيز أشعة الشمس على كومة من الصوفان الجاف من خلال عدسة كشاف بطارية أو منظار مكبر، أو توليد شرارة من قطعة من حجر الصوان أو "الكوارتز"، تستعمل لإشعال النار.
ويمكن استخدام الطرف غير الحاد للمطواة أو أي قطعة من الصلب الجاف لتوليد الشرر. والقشرة الداخلية التي تشبه الورق والتي تبطن الجدار الداخلي للبامبو تشتعل بسرعة حينما تفشل في ذلك معظم أنواع الصوفان الأخرى.
وحينما تكون أشجار جوز الهند وفيرة يمكنك أن توفر أعواد الثقاب باستعمال القشور الجافة لثمار جوز الهند. وباستخدام عدسة يمكن إشعال القشرة في الحال، وذلك حينما تكون الشمس في كبد السماء.
وطريقة الوطنيين هي أن يكسروا ثمرة جوز هند قديمة وجافة إلى نصفين، ثم يضعوا طرفاً منها في النار المشتعلة لإبقائها متقدة. وغالباً ما يحملها الوطنيون معهم إلى المعسكر التالى لهم. وإذا كان في نيتهم العودة إلى نفس مكان المعسكر فإنهم يدفنون كتلة خشب مدخنة في الرمل.
صناعة فرن للطهي في الأدغال:
يطهو الوطنيون معظم طعامهم دون استخدام أوان معدنية. ويستطيع من يعيش في الأدغال أن يفعل نفس الشيء إذا اضطر إلى ذلك. فتستخدم النار المكشوفة في الشي ويتولى فرن أرضي جميع مهام الطبخ الأخرى.
وعلى الرغم من أن هذه الطريقة بطيئة فإن ميزتها أنها تتطلب القليل من العناية، كما أنها تحمي الطعام من الذباب والآفات الأخرى. وكذلك تستهلك كمية قليلة نسبيا من خشب الحريق.
ولكي تصنع مثل هذا الفرن، احفر حفرة مستديرة يبلغ قطرها 60 سنتيمتراً اقدمين، وعمقها من ۲۰-۲۰ سنتيمتراً. من 8 إلى 10 بوصات، وأغرز عصا طولها 60 سم اقدمان، وسط الحفرة بالضبط. ثم ضع طبقة من أوراق النبات الجافة وخشب الحريق على طبقة من الغصون الخضراء عند القاع.
ثم غط هذا بقشور ثمار جوز الهند والعصي الأكبر حجما ثم ضع عشر قطع أو أكثر من الأحجار في ضعف حجم قبضة اليد على قمة الوقود. ثم اسحب العصا. والآن أسقط بعض الصوفان المتقد في قاع الفرن خلال الفتحة الناتجة عن رفع العصا من مكانها.
وتستعمل أنبوبة من: البوص الهندي "البامبو" كمنفاخ جيد للتهوية على اللهب. اترك النار لتحترق دون أي تدخل لمدة تقرب من الساعة. وستكون الحجارة حينئذ قد سخنت تماماً..
والخطوة التالية هي أن تلف اللحم أو السمك بعناية في أوراق النباتات، وأوراق الموز ملائمة جدا لهذا الغرض. ضع الطعام على الحجارة المحترقة. ثم قم بتغطيتها بطبقة كثيفة من الأوراق الخضراء حتى تمنع تسرب الحرارة. وفي ظرف ساعتين يكون غذاؤك قد طهى تماماً..
حفظ الطعام في الأدغال:
ولكي تحتفظ بالطعام من اللحوم، أعد طهيها مرة كل يوم. ويمكن تدخين السمك والفاكهة وتجفيفهما للاستعمال مستقبلا. واغل الماء بوضعه في أنبوبة، بامبو، أو قشرة ثمرة جوز هند موضوعة على الفحم، أو بإسقاط حجارة ساخنة في الماء الواحدة تلو الأخرى. وورقة جوز هند مطبقة من طبقتين تصبح ملقاطاً مدهشاً لمثل هذه العملية. وحينها تغلق سلاميات البامبو من الطرفين تصبح أوعية جميلة لطهي اللحم.
وما دمت قد أعددت مكانك الأول الذي تحتمي به وطهيت وجبتك الأولى فإن فرصك تصبح ممتازة للبقاء بالأدغال لمدة طويلة.
والمعيشة بالأدغال علم. وفي جميع أنحاء الأدغال بالعالم – بالبرازيل وإندونيسيا وغرب أفريقيا - رزق رجال الغابات بهذا العلم إلى حد الكمال.
وفي استطاعتك أن تتعلم ذلك أيضاً. ولكن يجب عليك أن تبقى حذراً طول الوقت. فلحظة واحدة من عدم الاكتراث قد تعني نهايتك.
وكل شيء تراه وتسمعه وتقابله يجب أن تترجمه إلى ماء أو طعام أو نار أو مأوى – وهي الضروريات الأولية التي بدونها لا يمكن لأحد أن يعيش.
وفي السنوات القادمة تواجه أدغال العالم مصيراً غامضاً، فمساحات شاسعة من الغابات الاستوائية، تُزال لتحل محلها الزراعات، وتقطع الأشجار الخشبية دون التفكير في زراعة بديل لها.
وتجرف الأمطار التربة غير المشجرة، فتربل الطبقة العليا من التربة. والمشروعات التجارية واسعة المدى مثل التنقيب عن المناجم في الأرض وتحت سطحها تهدد والغابات الممطرة، ومنذ سنوات مضت والغابات البكر لأمريكا الشمالية تئن تحت وطأة فؤوس مرتاديها، والمطالب الضخمة لمصانع الأخشاب. وبذا قد تختفي الغابات المطيرة في مدي أجيال قليلة.
وفقد مصادر الثروة الطبيعية هذه شيء بالغ الخطورة، وفقط بالحكمة وبعد النظر في تدبر الأمر يمكن الاحتفاظ للأجيال القادمة بثروة هذه الأدغال ومنتجاتها.