منذ آلاف السنين تدفقت أمواج من الناس من آسيا مخترقين سيام وبورما إلى شبه جزيرة الملايو الضيقة. ومن هناك انتشروا إلى جزر الهند الشرقية المتناثرة.
والآن ينتمي خلفاؤهم إلى أجناس شي ويتكلمون لغات عدة. ويعيش أكثر من 75 مليون شخص في جزر الأدغال بجزر الهند.
وفي جاوة وحدها يوجد 50 مليون شخص شخص، وهي أكثر مناطق العالم ازدحاماً بالسكان بالنسبة إلى مساحتها.
وتحتوي جزيرة بالي الصغيرة وحدها على مليون شخص.
والإندونيسيون من أقصر الأقوام جسماً على وجه الأرض. ويندر أن يزيد طول قامة الرجال على متر ونصف متر، والنساء أقل من ذلك.
ولهن ملامح جميلة، وهن لطيفات في الحركة والسكون. وعظام الخد متسعة والأنوف مفلطحة.
وفم وشفتا كل إندونيسي تقريباً مصطبغة بالاحمرار بسبب مضغ نبات البتل.
وكل إندونيسي تقريبا يغلب عليه الهدوء. وقلما تصدر عنه حركة سريعة، ولن نسمع أبداً صوتاً غليظاً مرتفعاً.
والأكثر من ذلك أنه إذا لم يكن لديه شيء ذو أهمية يقوله فإنه يظل صامتاً. والثرثرة الأمريكية الدائمة تعتبر شوشرة، بالنسبة إليه.
ومعظم الإندونيسيين - حتى أولئك الذين يعيشون في أكثر الأدغال كثافة - هم من الزراع. والرز غذاؤه الرئيسي.
وسكان الأدغال يزيلون ويحرقون ما نما طبيعيا، ويزرعون حبوب الرز بعصى الحفر في التربة الغنية الرطبة المغطاة بالرماد ويعيش الإندونيسيون بالقرب من أرضهم، وينتجون بأيديهم كل شيء تقريباً مما يمكن أن تقدمه الأرض.
فهم قوم الأنهار والأدغال والتربة. وهي تربة غنية جدا، كما ثبت فعلا أن أهل جاوة (وتزدحم بهم الأرض لأكثر من ۳۱۰ نسمة في الكيلومتر المربع الواحد) يعيشون كلية على نتاج أراضيهم الخاصة.
ولحسن الحظ أن الإندونيسيين يحتاجون إلى القليل جدا من الطعام.
فصحفة من الرز يضاف إليه قليل من السمك المجفف و ۱ صلصة خضراوات تكون وجبة طعام.، و طبقان، مثل هذا في اليوم كافيان لأي رجل بالغ أو امرأة.