جزيرة الملايو
تتميز شبه جزيرة الملايو التي تقع في جنوب شرق آسيا بأنها أكثر جهات العالم حرارة ورطوبة.
وتكسوها متاهات من النباتات أغزر مما هو موجود بأدغال البرازيل، وأكبر الظن أن الملايو من أقدم مناطق الأدغال في العالم حرا.
وبعيداً عن شاطئ الملايو تقع مجموعة من الجزر أكبر منها في أي مكان، ومنها تتكون إندونيسيا، ويطلق عليها أحيانا اسم جزر الهند الشرقية.
وقد كانت معروفة لدى قباطنة البحر الأمريكيين الأولين باسم جزر (التوابل). ومن شواطئها كان يفوح إلى عرض البحر شذى القرفة والقرنفل.
جُزر جاوة وسومطرة وبورنيو وسليبس:
وتوجد في هذه المجموعة أربع جزر رئيسية هي: جاوة وسومطرة وبورنيو وسليبس.
وهي تمتد من الجهة الغربية لسومطرة إلى الحدود الشرقية لغينيا الجديدة المسافة "6400 كيلومتره 4۰۰۰ ميل" على طول خط الاستواء.
وفي الحقيقة أن خط الاستواء يقسم كلا من الجزيرتين الأكبر حجما - سومطرة وبورنيو - إلى جزءين متساويين تقريبا.
وتفوق مساحة الماء بالطبع مساحة اليابسة، ولكن مجموع مساحة اليابس من هذه الجزر المغطاة بالأدغال يبلغ حوالي مليون وربع مليون كيلومتر مربع ۷۰۰۰۰۰ ميل مربع. ويساوي هذا على وجه التقريب مساحة الجزء من الولايات المتحدة الأمريكية الواقع شرق نهر المسيسيبي.
وعلى عكس الهضبة المستوية للبرازيل، فإن جبال جزر الهند ترتفع في زوايا عمودية مسننة تبدأ من أعماق تغور إلى ۱۲۰۰ متر «ميل» في قاع المحيط.
وهذه منطقة نشاط بركاني شديد، وهي من أخطر مناطق الزلازل الأرضية في العالم. ويوجد في إندونيسيا ما يزيد على ۲۰۰ بركان ثائر. وقد ساعدت براكين إندونيسيا على خلق تربة غنية جداً. فمثل هذه التربة تحتوي على الكثير من الحديد والبوتاس وحامض الفوسفوريك.
ونظراً لعدم وجود أي تغير يذكر في الفصول في إندونيسيا فإن النباتات تترعرع طوال العام: وتهب عليها رياح موسمية منتظمة (المونسون) تأتي من الجنوب الغربي صيفًا ومن الشمال الشرقي شتاء.
وضغطها معتدل جدا بحيث إن جميع النباتات تبدو مستقرة كما لو كانت تحبس أنفاسها من الحرارة قبل أن تتفتح أكمامها مزهرة. وفي الحقيقة أن ما نسميه نسيما غير معروف مطلقا في معظم أنحاء إندونيسيا.
ونظراً لأن جزر الهند الشرقية تقع بين آسيا وأستراليا فإنها تنطق بتأثير هاتين القارتين الشاسعتين. وتحتوي نباتات وحيوانات شائعة في كل من آسيا وأستراليا.
وسبب ذلك أن هذه الجزر كانت متصلة بالقارة في أزمنة مختلفة. وعلى مر العصور كان مستوى البحر يرتفع ثم ينخفض، وكانت جزر الأدغال تتصل فيما بينها ثم تنفصل. وقد انقطع الاتصال بين آسيا وأستراليا ثم أعيد الاتصال ثم انقطع مرة أخرى.
والقادم لأول مرة إلى إندونيسيا يبادر لأول وهلة إلى تقسيم الطقس إلى دافيئ، وحار، وأكثر حرارة، وشديد الحرارة. وبالنسبة لغير قاطنيها تعتبر درجة الرطوبة على طول شاطئ البحر شيئا لا يحتمل.
وفي يوم عادي الحرارة على الشاطئ يقف الترمومتر عند درجة حوالى 49 م، ولكن الحرارة تنخفض كلما ارتفعنا فرق الجبال.
تتميز الملايو وجزر الهند بأنها أكثر مناطق العالم من حيث كمية الأمطار وانتظام سقوطها على مدار العام. وتتزايد الأمطار المتساقطة بازدياد الارتفاع.
فعلى جبل سنجالانج بالقرب من خط الاستواء في سومطرة استمر سقوط المطر ۳۲۰ يوما في عام واحد.
وكان معدل الرطوبة 93% وفي كل مساء تقريبا يتساقط رذاذ خفيف فوق الأدغال العالية. وتصفو السماء عادة عند الصباح، ولكنها تتلبد بالغيوم بعد الظهر.
والهواء الساخن الرطب وحمام البخار المستمر تقريباً هما العاملان الملائمان تماما لنمو أكثر الأدغال كثافة.