متاعب السواقة
إحدى أكثر الشكاوى شيوعاً بين سائقي العربات هي آلام الساق والركبة وأسفل الظهر، وكثيراً ما يشتبه المصاب بأنها أعراض روماتيزم أو التهاب المفاصل وقد يختفي الألم مع العلاجات الحرارية ولكن مؤقتاً.
كما يحاول التقليل من تحريك الأجزاء المصابة رغبة في المحافظة عليها، وتعتريه في نفس الوقت عقدة نفسية حيث يربط بين ما أصابه وتقدم سنه، فيبدأ بغير وعي منه في التصرف مثل كهل طاعن في السن.
وإذا فحصنا مفصل ركبة السائق، لوجدنا أنه مثل عازف البيانو أو العامل على آلة الخياطة، لا يجسر على ثني ركبته بحكم عمله، فيخلق هذا شدّاً على مفصل الركبة كما هو موضح في الشكل، وكل حركة مد المفصل تزيد من توتر العضلات خلف الركبة، ومع مرور الوقت تبدأ هذه العضلات في جذب انتباه صاحبها بإرسال إشارات الألم والإجهاد إلى دماغه حتى يلتفت إلى استخدامه الخاطئ لها؛ إن هذا السائق سبّاق إلى إصلاح أي خلل يطرأ على عربته، ولكن على العكس حين يعطب أحد أعضائه، فهو يحاول ببساطة أن يوقف الألم دون التطرق إلى فهم الأسباب والدوافع ...
إن الألم نهاية طبيعية لوضع غير طبيعي خلف عجلة القيادة، لأن الأخير مصدر للتوتر في عضلات الركبة والساق والكاحل، ولذا يُفصّل تغيير موقع المقعد حتى يسهل الوصول إلى البدالة بمفصل مثني للركبة، أو بوضع مسند خلف الظهر حتى تدفع السائق إلى الأمام، وستجد بعد فترة من اتباعك لهذه النصيحة أن مرونة العضلات هي فعلاً مكافأة سخية، إلى جانب تقوية ما ضعف منها وما هزل.