السياحة في الصحاري الأمريكية:
ثمة مجموعة أخرى من القادمين الجدد إلى الصحراء الأمريكية وهم السيّاح.
وهم يحضرون من كل بقاع العالم، في أعداد متزايدة عاماً بعد عام، ليروا العجائب الكثيرة الاصطناعية والطبيعية التي توجد في الصحاري الأمريكية.
وهم يلاحظون الناس في أثناء عملهم في أمور حديثة حداثة الغد، كتشغيل أجهزة حديثة للري و زراعة أراض حديثة الري، وصهر النحاس على نطاق واسع بطرق حديثة.
وهم يرون كيف اعتاد الناس أن يعيشوا وأن يعملوا بزيارة مدن خالية، وقرى هندية مهجورة ، وأماكن قد تغيرت تغيراً طفيفاً على مر السنين ؛ فمثلا ، في تومستون بولاية أريزونا ( بالولايات المتحدة الأمريكية ) يمكنهم أن يسيروا في شوارع لا تزال تبدو بالصورة التي كانت عليها في العقد التاسع من القرن العشرين ، عندما كانت البلدة تموج بالغي من الفضة التي استخرجت من مناجم "تومستون ولَكي كَس وتف نت".
وفي مستعمرة "باباجو الهندية" في صحراء سونورا، يستطيعون التحادث مع أسر تعيش في أكواخ أرضها من الطين وجدرانها من سيقان الصبار المغلفة بالطين ، ومن سيقان نبات "فوكوبيرباء"، وتجرش بذور نبات بروسوبس جوليفلورا لتصنع منها وجبة كما كان يفعل السلف منذ عهد طويل مضى.
ويرون مناظر شهيرة قد وصفت في مئات من الكتب، من تكوينات صخرية غريبة، وأخاديد ومرات خيالية ، وتدفق الخفافيش بشكل غريب عند الغسق من أحد الكهوف في مغارات كارلزباد ( كارلز باد كاثرنز) ساحة سباق السيارات قرب بحيرة الملح الكبرى ( جريت سولت ليك ) ، وهي حقا عبارة عن متسع من الملح الطبيعي في أرض طولها 160 كيلومتراً (۱۰۰ ميل).
كما يمكن للسياح الذين يحضرون للرؤية والعجب ، إذا شاءوا ، أن يقفوا وحده وحدهم على حافة مساحة صحراوية خالية ، ويتخيلوا أن أحداً لم ير ذلك المكان من قبل . ويمكنهم أن ينظروا للأمام صوب الأفق البعيد ، كما كان يفعل الرواد الأوائل ، فلا برون علامة الحياة إنسان ، وينصتون في السكون العميم فلا يسمعون صوتاً .
وهذا أحد الأمور الكبرى في الصحاري الأمريكية التي تجذب بعض الناس. فهم يشعرون هناك بأنهم يستطيعون أن يروا لأول مرة ، أرضاً يبدو أنها لن تتغير ، طالما أنها ساخنة وجافة وتصطلي أشعة شمس الصحراء المحرقة.