الصحراء العربية:
عندما يتحدث الناس عن الصحراء العربية، فكثيراً ما يعنون مناطق فسيحة عدة ، تشتمل على معظم شبه الجزيرة العربية وتمتد إلى الأردن والعراق والإقليم الشمالي من الجمهورية العربية المتحدة، وهي من الأقطار المجاورة.
والمساحة الكلية للصحراء في شبه الجزيرة العربية ۱۳۰۰۰۰۰ كيلو متر مربع (حوالي نصف مليون ميل مربع) مقسمة إلى ثلاث مراوات، معظمها في العربية السعودية.
وتقع اثنتان من تلك الصحراوات، وهما "الصحراء السورية والنفّود"، في الجزء الشمالي من البلاد. والصحراء الثالثة، وهي الربع الخالي أو محراء الدهناء أو الصحراء الرملية العظيمة ، وتقع في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة . ومساحة الربع الخالي حوالى ربع مليون ميل مربع من القفر الحار الذي لا يخترقه سوى قبائل صغيرة من الرحل، لا يعرف أحد سواهم مواقع الآبار القليلة والطرق الموصلة إليها.
ويفصل صحراوي العرب الشماليتين عن الربع الخالي العظيم حزام عريض من أرض كثيرة التلال تخترق شبه الجزيرة من الشرق للغرب. وهنا توجد جبال طويق التي تحتجز معظم مياه الأمطار الشحيحة التي يحصل عليها شبه الجزيرة بأكملها.
والماء الذي يتسرب في الأرض عند قاعدة هذه الجبال يسرى بعد ذلك إلى الصحراء، وهناك يرتفع إلى السطح في صورة ينابيع أو آبار أو تنشأ عنه واحات.
وفي بعض الآبار ترفع المياه بمضخات حديثة لري حقول الحبوب وغويبات نخيل البلح. وفي آبار أخرى تظل الجمال والحمير تدور وتكد ، ليلا ونهاراً ، تدير سواق بدائية .
وفي الإقليم كثير من التلال، وفي الواحات عند قواعد التلال، تقع أكثر مدن شبه الجزيرة العربية أهمية، ويوجد ثلث سكانها. ويعمل اليوم بعض هؤلاء العرب في مناجم الذهب على درجة من التقدم بحيث قد تكون هي مصدر ثراء الملك سلمان. وهناك عرب آخرون يشغلون مخارط حديثة أو محطات للمضخات أو مصانع لتوليد الكهربا.
صناعة النقط في شبه الجزية العربية:
وصناعة النفط العظيمة التي طفرت هنا ، على الساحل الشرق ، قد أوجدت أساليب جديدة للحياة لهؤلاء القوم الذين يرجع تاريخهم إلى أُلوف عديدة من السنين.
واليوم، يبدأ الطريق الوحيد للسيارات والسكة الحديدية الوحيدة في شبه الجزيرة العربية ، من ميناء النفط البازغردمان ، على الخليج العربي مخترقاً تلك المجموعة من التلال . والسكة الحديدية المفردة تخترق أقل من نصف شبه الجزيرة ، وتنهى عند الرياض عاصمة السعودية.
والطريق يصل إلى الشاطئ المقابل عند ميناء جدة على البحر الأحمر.
وعلى طول ذلك الطريق، ومعظمه غير معبد، تقع واحة الهفوف، وفيها حوالي خمسين ينبوعاً بقبق ، و ۱۰۰۰۰۰ ساكن ، ومدينة مكة المكرمة التي يتمنى كل المسلمين أن يحجوا إليها قبل موتهم . وفيما مضى كان على جميع الحجاج أن يصلوا إلى مكة بقوافل من الجمال ، كان طول بعضها يبلغ كيلو مترات عبر الرمال.
والآن يسافر معظم الحجاج من جدة إلى المدينة في طريق السيارات هذا ، الذي يسوق عليه شبان العرب سيارات البضائع والأمنيبوسات بمهارة تعادل مهارة آبائهم في سوق البعير.
وخارج هذه المجموعة من التلال تعيش قبائل من العرب الرُحّل، يطلق عليهم البدو، وهم لا يألفون الحياة الأكثر أماناً ويسرًا لسكان الواحات وللمقيمين في المدن، ويستمرون في اتباع أساليب أسلافهم العتيقة.