قبائل البوشمن:
إحدى مجموعات صيادي الكالهاري البدائيين، تُسمى البوشمن. وهم يعيشون عيشة تكاد تطابق معيشة أسلافهم منذ ألوف السنين. بل إنهم غير منسقين في قبائل، فإن كل مجموعة أسرية تتجول بمفردها في أنحاء الصحراء.
ويكاد البشمن لا يلبسون ملابس، ويبنون مأوى مؤقتة فقط من غصون الشجيرات والحشائش، والأشياء الوحيدة التي يحصلون عليها عن طريق التجارة مع جيرانهم الأكثر مدنية هي السكاكين والقلائد اللامعة وأواني الطهو الحديدية. وفيما عدا هذا هم لا يمتلكون سوى خزائن للماء مصنوعة من بيض النعام، وأسلحة بسيطة مثل الرماح وصولجانات للقذف وأقواس وسهام مسممه.
حياة البوشمن:
والفرد من البشمن مشهور بمقدرته على العثور على الماء، فحتى في فصل الجفاف يبدو أنه يعرف بالضبط أين يدفع غابة جوفاء في الأرض ليرفع ولو مقداراً قليلا من الماء . وعندما لا يستطيع العثور على ماء في أي مكان، تجده يستطيع دائماً أن يحدد البقعة غير المميزة التي دفن فيها مدداً للطوارئ من بيض النعام المليء بالماء أو بضع شامات برية عصيرية ربما منذ عدة شهور خلت.
والفرد من البشمن صياد ممتاز. وهو يترصد حيواناً وحشيا بصبر لعدة ساعات، متنقلا خلف غصن بحمله أمام جسمه للتعمية . وعندما يضيق على فريسته قد يرسل كلابه لتجهز عليها ، أو قد يستخدم رمحه أو قوسه وسهامه . وأحياناً يجرى حيوان جريح عدة كيلومترات (أميال) قبل أن يؤثر فيه السم الذي في طرف السهم فيقع ميتاً.
أفراد البوشمن والصيد :
إن رجل البوشمن يتابع الحيوان بعناد مهما طال جريه، ويغطى الحيوان الميت بالأغصان بعد أن يوقعه. وبعدئذ يعود الصياد إلى أسرته ويحضر جميع أفرادها إلى الموقع ليشاركوا في وليمة حول نار أشعلت بإدارة عصا ترتكز على قطعة من الخشب الهش.
ويستطيع الفرد من البشمن أن يصيب طائراً في جناحه وهو على بعد خمسين متراً (۱۰۰ قدمًا) بصولجان القذف. وهو يعرف كيف يحفر المصائد في طريق الحيوانات ويدخل في قاعها أوتاداً مسممة الأطراف ليقتل الضحايا التي تقع في الحفر.
وهو يعثر على عسل النحل البري بأن يصطاد نحلة ويلصق فيها ريشة دقيقة ثم يتبع النحلة إلى أن تدله على مكتتها. وعند ما يعثر الفرد من البشمن على عش نعامة، فذلك علامة للسرور العظيم.
فيختبىء قُرب العش إلى أن يقتل كلا من الطائرين الذكر والأنثي ثم يقم هو وأسرته ولمة طيبة من لحم الطائرين والبيض الضخم، وبعد ذلك يصنعون خيوطا للأقواس من عضلات النعام، ويخزنون الماء في قشر البيض، ويستخدمون الريش عملة لأغراض تجارية.