أصدقاؤنا من النحل:
مُعظم الحشرات تعيش حياة منفردة تحارب وتدافع عن نفسها وتحيا بمجهوداتها الفردية. وحتى عندما تتجمع في مجموعات كما يفعل الجراد فليس هناك ما يربط بينها وتكون مثل جمهور تجمع لرؤية لعب الكرة، ولكن هناك حشرات كونت فيما بينها مجتمعات يعمل كل فرد فيها لصالح المجموع، وتسمى هذه (الحشرات الاجتماعية)، ولا يسعنا إلا أن نعجب دائماً لعاداتها العجيبة.
وبين الحيوانات العليا يكون الذكر عادة أكبر حجماً من الأنثى ولكن في عالم و الحشرات الاجتماعية، تتركز الحياة حول الملكة وتكون معظم رعاياها من الإناث.
ويعد النمل والقرضة من «الحشرات الاجتماعية»، كما هي الحال عند بعض أنواع الزنابير والنحل الكثيرة.
أهمية النحل للإنسان :
وللنحل أهمية خاصة وهو أفيد الحشرات جميعاً للإنسان، وعندما نتكلم عن النحل إنما نعني نحل العسل، وربما كان هناك نحو خمسة آلاف نوع من النحل البري في أمريكا الشمالية حينما استجلب نحل العسل من أوربا وهو أهم الأنواع جميعاً...
وصف حياة النحل :
وعند النحل ثلاث طوائف وهي الملكة والذكور القليلة وطائفة الإناث العقيمة وتسمى الشغالة وقد يصل عددها نحو عدة آلاف.
وتكبر الملكة كثيراً في حجمها عن الأفراد الأخرى ولها زبان لا تستعمله أبداً إلا في مهاجمة من ينافسها من الملكات الأخرى ، وهي لا تعمل إلا في وضع البيض وتقوم الشغالة على خدمتها وتقديم الغذاء لها .
وبخلاف وظيفة أساسية واحدة سوف نذكرها بعد قليل فليس للذكور عمل يذكر، اللهم إلا تناول الطعام والتكاسل، وتسمى الذكور « التنابلة » وعنها اشتقت تسميتنا للشخص الذي لا عمل له .
وهي أكبر حجماً من الشغالة وليس وللشغالة أهمية أكبر وهي فعلا شغالة. وبينما توجد لنا عينان توجد لها خمس عيون، على كل جانب من رأسها عين مركبة فيها أكثر من ستة آلاف عدسة.
و بين هاتين العينين توجد ثلاث عيون أخرى في مثلث صغير. وعندما لا تستعمل لسانها الطويل تطويه تحت رأسها في الموضع الذي كان يلزم أن يشغله ذقنها - ويحميه غلاف جلدي وليس لها آذان أو أنف ولكن قرون استشعارها عليها آلاف من البقع الدقيقة تعمل عمل أعضاء الشم والسمع وتغطي قرون الاستشعار بشعر ناعم يساعدها في تلمس طريقها في الخلية المظلمة وكذلك تستعمل قرون الاستشعار في التخاطب.
فعندما تتقابل اثنتان من الشغالة تشابك قرون استشعارهما كما يحدث عندما نصافح يد الصديق، وفي بعض الأحيان يبدو أنها تتفاهم بلغة خاصة بها.
وتملك الشغالة زوجين من الأجنحة، يطوى الزوج الأصغر منهما في حالة عدم استعماله تحت الجناح الأكبر ولكن في حالة الطيران يتشابك الزوجان بواسطة خطاطيف صغيرة على حافة الجناح الحلي تمسك بانثناء على الحافة الخلفية للجناح الأمامي وإن لم تماسك الأجنحة لا تستطيع الشغالة أن تطير بسهولة.
وأرجلها أكثر غرابة في تكوينها فعليها مجموعة كاملة من الأدوات التي تحتاج إليها الشغالة في عملها ، فعليها أمشاط وفرش ومساحات وقطاعات وتنهي كل قدم من أقدامها الست بخف لزج للسطوح الملساء ومخلب تتعلق به على الأماكن الخشنة وتوجد كذلك على أرجلها الخلفية سلال صغيرة تتكون من شعر غليظ تجمع فيها حبوب اللقاح من الأزهار.
وفي نهاية بطنها تحمل سلاحاً للدفاع وهو الزبان الذي يتكون من قضيبين رفيعين يزود كل منهما بعشر أشواك حادة. وعندما تدفع به في أي جسم تحقنه بحامض الفورميك مختلطاً بسموم أخرى، ومن لسعة زبان واحدة يحدث ورم مؤلم وقد يتسبب الموت عن عدة لسعات. ولكن الشغالة لا تستطيع استعمال زبانها إلا مرة واحدة لأنه حينما تتمزق آلة اللسع المسنة هذه وتنفصل عنها تموت الشغالة.