حشرة فرس النبي: المُبتهل (رافع يديه إلى السماء)
تعد حشرة «فرس النبي» ، أحد نمور عالم الحشرات و يعادلها في توحشها قليل من مخلوقات الطبيعة وبرغم أنها تنتمي إلى رتبة الجراد والحفار إلا أن هذه الأخيرة لا تحب هذا الغريب المفترس لأن عدداً كبيراً منها يقع فريسة جوعها وهمها كل عام .
أصل تسمية حشرة فرس النبي:
هذة الحشرة مظهرها لا يخدع غيرها من الحشرات فحسب بل خدع كذلك من أطلقوا عليها اسمها. وفي الشرق الأقصى عندما شاهد رجال الدين حشرة من هذا النوع واقفة على أرجلها الخلفية بدون حركة رافعة أرجلها الأمامية نحو السماء ظنوا أنها تشاركهم في صلاتهم، ولكن فرس التي هذه لم تكن تصلي بل كانت في انتظار بعض الحشرات كي تقترب منها فتفترسها .
قوة حشرة فرس النبي :
وجسمها الذي قد يصل إلى أربع بوصات قوى برغم نحافته . وتزود أرجلها الأمامية - التي يمكن أن نسميها أذرعاً ـ بصفوف من الأشواك الحادة وإذا ما سقطت أية حشرة بين هذه المخالب المميتة حتى ولو كانت عنكبوت الأرملة السوداء القاتلة أصبحت في خبر كان . وكذلك تأكل «فرس النبي» يرقات الفراشات ويقال إن بعض الأنواع الاستوائية تقتل الضفادع والطيور الصغيرة .
وربما تكون الحشرات الوحيدة التي قد تكرهها «فرس النبي» ، وتتجنبها هي بعض أنواع النمل.
ولقد قيل عن «فرس النبي»، إنها الحشرة الوحيدة التي لها وجه حقيقي: وإذا كان هذا صحيحاً فهو وجه يصلح قناعاً للتنكر فهو عريض الجبهة ذو عيون بارزة ويضيق من أسفل عند الفكوك التي لا ترحم . ولو أن هذا الوجه يبدو عليه فعلا شيء من الحكمة والهدوء فإنه يخالف تماماً طبيعته المتوحشة.
عجائب حشرة فرس النبي:
«وفرس النبي» من الحشرات القليلة التي يمكنها أن تدير رأسها وقد قال عنها أحد العلماء، إنها الوحيدة من بين الحشرات التي ترى ما وراء كتفها، وتمسح وجهها كما يفعل القط وتأكل من يدك مثل الكلب وتشرب الماء مثل الحصان.
ولا يزيد حجم «فرس النبي» بعد خروجها من البيضة كثيراً على حجم البعوضة ولونها أصفر باهت وعيونها داكنة، وتنسلخ أثناء نموها عدة مرات ويتغير لونها إلى لون أوراق الأشجار الخضراء وبرغم أن بعض أنواعها شائع في هذه البلاد إلا أنه من الصعب الحصول عليها وقد تبنى الواحدة منها الساعات الطويلة بدون أن تتحرك من مكانها وتستطيع التنقل هنا وهناك لكنها قد تستقر على شجرة واحدة عدة أيام.
وعندما تبلغ مرحلة النضج في الخريف بعد أن تكون قد افترست عدداً كبيراً من مختلف الحشرات تتزاوج ولكنها تبقى متوحشة حتى النهاية فإن الأنثى وهي أكبر وأقوى من الذكر تنقض على زوجها التعس وتُهشم رأسه بفكوكها الحادة ثم تتغذى على جسمه.
وبعد ذلك تمثل الفصل الأخير في قصة حياتها القاسية وتخرج رغوة بيضاء من بطنها وتروح وهي متدلية الرأس إلى أسفل تدور بجسمها حول فرع صغير وتغزل كرة في حجم ثمرة الجوز تحوى بيضها الذي قد يبلغ نحو مائتين أو أكثر، وعند البداية يكون لون الرغوة أبيض ثم تتجمد وتتحول إلى اللون البني، ويحمي هذا الغطاء الزبدي البيض من برد الشتاء، وبعد أن تنتهي الأم من هذا تذهب بعيداً للصيد ولكن أيامها تصبح عادة معدودة فهي تموت عندما يقبل الشتاء.
وقد استجلبت أنواع «فرس النبي»، الأوربي إلى أمريكا كما دخلتها أنواع عديدة من الشرق ويبدو أنها جميعاً أصبحت قانعة وانتشرت في كل البقاع، ورغم ننا نكره قسوتها وتوحشها يجب علينا أن نعجب بشجاعتها ويبدو أنها لا تعرف الخوف فقد تقف فرس النبي ، الكبيرة في وجه عصفور أو قطة صغيرة.
حشرة فرس النبي والإنسان :
ورغم أن حشرات كثيرة تخشاها فإن «فرس النبي»، صديقة للإنسان وفي بعض بلاد الشرق الأقصى تربط الواحدة منها بخيط أحياناً إلى السرير كنوع من الوقاية ضد هجمات الحشرات الأخرى وليس هناك كلب للحراسة أكثر منها أمانة وهي تلتهم بشراهة قطع اللحم التي تقدم لها أو تتغذى على صرصور بيت و يمكن استئناسها بسهولة، حتى إن إحدى السيدات طلبت حلقة صغيرة من الفضة ووضعتها حول رقبة «فرس النبي» التي لديها وكانت تحملها على كتفها بواسطة سلسلة رفيعة.