الخنافس وأنواعها كبيرها وصغيرها
أكثر الحشرات عدداً الخنافس ولقد أحصى العلماء ثلاثمائة ألف نوع منها تقريباً.
وهي حشرات صلبة ذات أرجل قوية وتستطيع العض ويبدو بعضها مخيفاً في شكله، ويغطي أجنحتها التي تطير بها زوج آخر من الأجنحة الجلدية لوقايتها، ولذلك تسمى هذه الحشرات «غمدية الأجنحة» .
وفي هذه الأنواع العديدة تجد، مختلف الأحجام والأشكال والألوان، بعضها يحمل أشواكاً قرنية الشكل حتى إن أحدها يسمي خنفساء «وحيد القرن» ولخنفساء الوعل الأوربية فكوك قوية تشبه قرون الوعل وهي تحارب في وحشية، وهناك نوع أمريكي يسمى (الخنفساء القارصة).
من أنواع الخنافس:
وكثير من الخنافس له دروع لامعة قد تلمع كالذهب أو تحلل الضوء الواقع عليها وتظهر في ألوان متعددة وبعضها منقط كالفهد أو مخطط كالنمر، ويشيع بينها اللونان البني والأسود، وتبدو الخنافس الخضراء في صورة جميلة، وقد تفوقها حسناً الخنافس الزرقاء، والأنواع الكبيرة منها مبرقشة وأخذت خنفساء البلياتشو (المهرج) في جزر الهند الغربية اسمها، لأن عليها علامات غريبة من لون أحمر وأبيض وأسود ، وقد تبلغ أرجل الذكر الأمامية نحو ست بوصات في الطول، ولا يبدو أن أحداً يعرف السبب في ذلك، وتعد الخنافس أسهل الحشرات في صيدها وضمها إلى المجاميع الحشرية.
أضرار تسببها بعض الخنافس:
وتحدث بعض الخنافس خسائر كبيرة، وتعيش خنفساء طويلة «القرن» في طورها اليرق داخل الأخشاب مدة ثلاثة أعوام، ويمكنها عمل ثقوب في أشد أشجار البلوط صلابة، وهناك أنواع أخرى تصنع أنفاقاً في خشب الأشجار حيث تضع الأنثى بيضها هنا وهناك على طول النفق ،
وعندما تفقس اليرقات تحفر لنفسها أنفاقاً أخرى جانبية في اتجاهات متعددة ، وبما أنها تبدو وكأنها تتبع نظاما معينة في حفرها فقد أطلقوا عليها اسم و الخنافس الحفارة ، ولقد أنزلت خنفساء "ورق الدردار" ، الخسائر الجسيمة بكثير من أفضل أشجار الظل لدينا .
وهي لا تضر الأشجار بعمل الثقوب فيها فحسب، ولكنها تدع سبيلا لأنواع الفطر الضارة التي تحمل الضرر وتأتي على الشجرة.
من أنواع الخنافس:
وبعض الخنافس لا تتناول إلا نوعاً واحداً من الغذاء، بيد أن غيرها ليس مدققاً فما يأكله وربما تكون أغرب هذه الأنواع ما تسمى « خنفساء البقالة » ، فلقد عرف عنها أنها تتغذى على خمسة وأربعين صنفاً، ومنها مواد سامة كنبات «الأقونيط السام» و «البلادونا»، التي يبدو أنها لا تؤثر فيها .
وهناك حشرة غريبة تسمى « خنفساء المدفعية» ، التي عندما يطاردها عدو أكبر منها تهرب منه بعد أن تطلق في الجو شيئاً قليلا من سائل يتحول إلى بخار أزرق له رائحة منفرة .
وتفرز خنفساء الفقاقيع سائلا زيتا أصفر من مفاصل الأرجل ، ومن خواص هذا السائل أنه لاذع كالحامض.
وهناك خنفساء كبيرة توجد في بلاد البحر المتوسط، وقد كان لهذه الخنفساء منزلة عالية لدى المصريين القدماء وتسمى « الجعران المقدس» ، ولقد اتخذ صانعو الجواهر شكلها في عمل الخواتم والأساور حتى إن الإمبراطور كان يستعمل خاتماً على شكل الجعران ويختم به الوثائق الرسمية ، وكثيراً ما كانت تدفن الجعارين المقدسة مع الموتى لتحميهم، في العالم الآخر ، وليس هناك حشرات أخرى كرمت كهذه الحشرة ، أما النوع الأمريكي الشبيه بهذا الجعران فلا يحترمه الناس ويقال له « الدحراج » .
وتعد خنفساء «الدفان» ، بمثابة حانوتي عالم الحشرات فهي عندما تجد حيواناً ميتاً ولو كان يكبرها حجماً مثل فأر ميت تبدأ عملها على الفور وتحفر الأرض تحته مباشرة حتى يسقط في الحفرة وينهال عليه التراب، وهناك سبب وراء هذا النشاط لأن أنثى الخنفساء تضع بيضها في هذا القبر الحديث حتى إن يرقاتها عندما تفقس تجد أمامها غذاءها من اللحم متوافراً.
أحجام وأنواع الخنافس:
وتختلف الخنافس كثيراً في أحجامها، ويعد بعضها من أصغر الحشرات، ومنها كذلك نوع يعتبر من أكبر الحشرات حجماً وهي خنفساء «هرقل» في جزر الهند الغربية، ويصل طول فكها العلوي المشقوق إلى ثلاث بوصات تقريباً وهي تفضل أكل الموز، وهناك أيضاً نوع أكبر وهو خنفساء « جالوت ، في أفريقيا التي يبلغ طول جسمها نحوست بوصات، وإذا وضعتها على طبق صغير تدلت أرجلها على جوانبه وربما كانت هذه الخنفساء أثقل إن لم تكن أكبر الحشرات جميعاً ..
وهذه الخنفساء الأخيرة تلوين بديع وتبدو أجنحتها وكأنها مغطاة بالقطيفة البنية. أما الصدر في لون الشيكولاتة وعليه خطوط في لون الكريمة الصفراء، وقرون الاستشعار عبارة عن نتوءات غليظة يحارب بها الذكر الخنافس الأخرى كما يستعملها في ثقب شجيرات الكروم ليشرب من عصارتها.
وعندما يخرج للبحث عن غذائه يحدث صوتاً يشبه. اندفاع البخار المكتوم وتتبعه0 الأنثي كي تحصل على نصيبها من الطعام.
وعندما تصبح يرقة الخنفساء على وشك التحول إلى عذراء تبني لها بيتاً من الطين، وقد يبلغ في حجمه بيضة الأوزة، ورغم أن خنفساء جالوت غير ضارة إلا أن الأهالي في أفريقيا الاستوائية يبحثون عنها بشغف ليعدوا منها طعاماً وحساء لذيذة كما أن من يهوى جمع الحشرات في العالم يسعى لضم هذا النوع إلى مجموعته ، ولقد احتفظت في حجرة مكتبي منذ سنين طويلة بواحدة من خنفساء « جالوت » الكبيرة، وكثيراً ما كنت أقف أمام صندوقها أتأمل جسمها الضخم وألوانها الغنية .