اكتشاف أسماء السيلاكانث - Coelacanth أسماك شوكيات الجوف
سنة الاكتشاف: 1938م
ما هذا الاكتشاف؟
- نوع حي من الأسماك كان يعتقد أنه انقرض منذ 80 مليون سنة
من المكتشف؟
- جي. ال. بي. سميث J . L . B . Smith
ما أهمية هذا الإكتشاف ؟
صُعق العالم العلمي عام 1938م عند اكتشاف السيلا كانت، فقد آمن جميع العلماء بأن هذا السمك قد أنقرض من 80 مليون سنة، ولم يعثر على أي متحجر أو أثر له في الطبقات الأكثر حداثة.
قوّض هذا الاكتشاف الرأي القائل بأن المعروف من سجل المتحجرات يوثق وصول وإنقراض الأنواع على هذا الكوكب توثيقاً دقيقاً كاملاً، بل أثبت أن المحيطات العميقة تحمل ألغازاً بيولوجياً لا تزال تقبع خارج حدود التخيل والاستثمار.
ما يضفي أهمية أخرى على اكتشاف السيلاكانت ليست بأقل أبداًً من سابقاتها، أنه عبارة عن «متحجر حي». فبدون تغير لأكثر من 400 مليون سنة، يعتبر السيلاكانث من الأقرباء المقربين لذلك السمك الذي كان أول مخلوق يزحف خارج البحر ليستقر علی اليابسة قبل مئات الملايين من السنين، فكان بذلك أول برمائي وأول مخلوق بري.
هكذا يُعد السيلا كانت واحداً من أوائل أسلافنا، كما عُد هذا الاكتشاف الأهم في علم الحيوان في القرن العشرين. فهو من الإذهال ما يضاهي التعثر فوق ديناصور حي في هذا الزمان؟
كيف جاء هذا الاكتشاف؟
في أواخر الثلاثينات من القرن العشرين، كانت مارغوري كورتيناي-لاتمير
Margorie Courtenay - Latimer، البالغة من العمر اثنين وثلاثين عاماً، قيمة علی متحف صغير في بلدة إيست لندن المينائية على جانب المحيط الهندي من جنوب أفريقيا. وكان ربان قارب الصيد من أهالي البلدة، الكابتن هيندريك غوسين Hendrick Gossen، معتاد أن يطلعها على ما يصطاده من أسماك غريبة ومثيرة للإهتمام لدى عودته إلى الميناء، لعلها تريد إضافتها إلى مجموعة مقتنياها في المتحف. ولكن عادة ما كانت هذه الاكتشافات تظهر غير ذات جدوى أو فائدة.
كادت مارغوري تغلق المتحف للتمتع بعطلة عيد الميلاد في ذلك اليوم المصادف للثالث والعشرين من شهر كانون الأول (ديسمبر) من عام 1938م، عندما تلقت اتصالاً من صديقها غوسين. لكنها لم تنو الذهاب إليه تقريباً، فقد أرادت الرجوع للبيت من أجل تغليف هدايا العيد.
على أية حال، قررت مارغوري المرور سریعاً برصيف الساحل على طريقها، حيث من المعتاد أن قام الأفراح في مثل هذه المناسبات بالمناطق الساحلية كبلدها. هناك، لم تجد مارغوري بدا من إلقاء نظرة عابرة على صيد غوسين هذه المرة. فحالما صعدت قاربه، لفتت انتباهها زعنفة زرقاء تبرز من تحت كومة من الأسماك الشعاعية والقروش المكدسة على ظهر القارب. لم يسبق لها أن شاهدت هكذا لون أزرق متقزح على زعنفة سمكة من قبل، فتلهثت فعلاً من هول هذه المفارقة العجيبة.
بإزاحة الأسماك التي اعتلتها، بان لمارغوري ما وصفته كأجمل سمكة وقعت عليها عيناها على الإطلاق. كانت بطول خمسة أقدام وبلون بنفسجي فاتح على زرقة، تتخلله علامات متقرحة. رغم أنها لم تمتلك أدني فكرة عن ماهية هذه السمكة، إلا أن مارغوري أدركت جيدا أن السمكة لم تكن مثل أي شيء أُصطيد في المياه المحلية من قبل.
فبالإضافة إلى تلونها الفريد من نوعه، لم ترتبط زعانف هذه السمكة بأي هيكل عظمي، بل بفصوص لحمية على جوانب جسمها، بدت وكأنها مصممة لتساعدها وتسمح لها بالزحف.
عائدة أدراجها إلى متحفها الصغير وبحوزتها هذه السمكة الثمينة، أسرعت مارغوري في قلب صفحات المراجع المتوفرة في المكتبة، حتى وقع نظرها على صورة قادها إلى ما بداها استنتاج مستحيلاً. فقد شابت تماماً سمكة تواجدت في عصور ما قبل التاريخ، إنقرضت منذ 80 مليون سنة!
أرسلت مارغوري برسالة تتضمن وصفاً مفصلاً للسمكة إلى البروفيسور جي. ال. بي. سميث J . L . B . Smith ، أستاذ الكيمياء والأحياء بجامعة رودیس، خمسين ميلاً جنوب إيست لندن. لسوء الحظ، كان البروفيسور مغادراً حينها لقضاء عطلة عيد الميلاد ولم يقرأ رسالتها لحين الثالث من كانون الثاني (يناير)، 1939م. حينئذ، أبرق لها البروفيسور فوراً: «مهم! حافظي على الهيكل العظمي والأعضاء والخياشيم للسمكة الموصوفة». .
في هذه الأثناء، على أية حال، كانت أحشاء السمكة (و من ضمنها الخياشيم) قد رُمي بها خارجاً والسمكة قد تصبت للعرض المتحفي. وصل سميث متحف مارغوري في السادس عشر من شباط (فبراير)، وجزم في الحال بصحة التعرف الغير المؤكد لصاحبة المتحف. لقد كان ذلك سيلاكانثاً، سمك إعتقد أنه منقرض لأكثر من 80 مليون سنة!
لم يكن هذا الاكتشاف مهماً للاعتقاد بانقراض السيلاكانثات كل هذه المدة فقط، ولكن أيضا لإظهار هذا النموذج الحديث أنها لم تتغير لأكثر من 400 مليون سنة!
لكن أراد سميث سیلاکانثاً ثانية كام هذه المرة ليزداد يقينه بما اكتشف. فألصق إعلانات بمكافئة قدرها مائة جنيه إسترليني لقاء الإتيان بنموذج کامل، لكن دون أن يعثر على أحد قط. لقد كانت تلك أربع عشرة سنة طويلة وشاقة حقاً قبل أن يتسلم قبطان الصيد إريك هنت Eric Hunt سیلاکانثاً کاملاً من صيادي الأسماك الأصليين على جزيرة کومورو بين زنجبار وإفريقيا. كان ذلك في الحادي والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) عام 1952م.
حمل هنت هذا السيلاکانث الكامل إلى سميث وتم تأكيد الاكتشاف فعلاً، وبالتالي نشرة الأخير في كتابه عام 1956م حول الأنواع الحياتية البحرية في المحيط الهندي، فجلجل بتصور العالم.
إذا تمكن كائن يبلغ من العمر 80 مليون سنة من التربص في المحيطات دون العثور عليه، ماذا بعد كان يعوم متخفياً عبر الأعماق؟ رفع هذا الاكتشاف من أسهم علم البحار وزاد من اهتمام الناس به.
منذ عام 1956م، تم العثور على أكثر من مائتي سيلاكانث في تلك المنطقة بالذات ولكن كانت قوة ملاحظة مارغوري كورتيناي-لاتمير وواسع معرفة جي. ال. بي. سميث ما حال دون أن يصبح هذا الاكتشاف الهائل مجرد وجبة سمك شهية أخرىª
الهوامش المرجعيّة:
ª أطلق البروفيسور سميث على السيلا كانت الاسم العلمي Latimeria chalumnae، تيمنا باسم السيدة لاتمير وفر تشالومنا، حيث عثر عليه.