الأذنان في جسم الإنسان كيف تعملان ؟
لابد للأصوات التي نسمعها من قطع رحلة عجيبة في الأذن، ورغم أن طول هذه الرحلة لا يتعدى خمسة سنتيمترات، إلا أن الأصوات تمر في أنواع كثيرة من أشكال المادة، فهي تمر بهواء و بأغشية وعظم وسائل. ولا تنتهي رحلة الأصوات بذلك بل لابد لها من أن تتحول إلى إشارات عصبية تنقلها الأعصاب إلى المخ حتى يتعرف عليها ويفهمها ويعرف معناها.
فالأذنان اللتان تراهما على جانبي رأسك لا تعملان إلا عمل القمع في تجميع الاهتزازات الصوتية، ولذلك يسميهما الأطباء صواني الأذنين.
ويوجد داخل صوان كل أذن فتحة تؤدي إلى دهليز قصير يسمى قناة السمع، وتتكون الأذن الخارجية من صوان الأذن وقناة السمع.
وتمتد قناة السمع مسافة ۲٫5 سم تقريباً داخل الجمجمة، ولا تستطيع الامتداد أكثر من ذلك، لأنها مسدودة من الداخل بغشاء مرن هو طبلة الأذن.
فعندما تدخل الاهتزازات الصوتية في الأذن الخارجية تصل إلى غشاء طبلة الأذن فتحدث فيها اهتزازات مماثلة .
وفي الناحية الأخرى من غشاء طبلة الأذن يوجد تجويف صغير يسمى الأذن المتوسطة ، فيها نجد ثلاث عظام دقيقة، تسمى بأسماء تصف شكل كل منها ، هي المطرقة والسندان والركاب .
وتتصل هذه العظام الثلاث الدقيقة بشكل معين يسمح لها بتوصيل الاهتزازات الصوتية التي نسمعها، فترى أن مقبض المطرقة مثبت في غشاء طبلة الأذن وبذلك يلتقط اهتزازاتها وينقلها إلى السندان الذي يوصلها إلى الركاب. وتسد قاعدة الركاب فتحة صغيرة توصل إلى الأذن الداخلية . فعندما يهتز الركاب، تتسلل الموجات الصوتية خلال سائل يسمى «بري ليمف» إلى ممر حلزوني منحوت في العظم يسمى (القوقعة) إذ أنه يشبهها في الشكل . وتوجد بداخل القوقعة الخلايا العصبية الخاصة بحاسة السمع.
وفي الختام ، تمرر هذه الخلايا الإشارات العصبية في الأعصاب إلى مركز السمع في المخ.
وفي الأذن الداخلية عضو آخر وظيفته المحافظة على اتزان الجسم، يتركب من لاث قنوات صغيرة هلالية الشكل وكيسين صغيرين مملوء كل منهما بالسائل. وعند كل حركة من حركات الرأس بهتر السائل في القنوات و بذلك تتنبه نهايات أعصاب فيها. وبذلك تنشأ إشارات عصبية تنقلها الأعصاب إلى المخ تمكنه من إحداث تغييرات في توتر العضلات تؤدي إلى المحافظة على توازن الجسم.