العظام لعجيبة في جسم الإنسان (كيف تنمو ووظائفها وأهميتها):
تشكل العظام هيكل الجسم، فهي التي تضفي عليه قوته ومتانته كما تتيح له التنقل من مكان إلى آخر دون أن يتهاوى كالسمكة الرخوة.
والعظام تحمي الأعضاء الداخلية، فعظام الجمجمة تحمي المخ، والأضلاع تحمى الرئتين والقلب وإلى حد ما المعدة والكليتين . كما أن عظام الحوض تحمي الأحشاء التي في الجزء الأسفل من الجسم.
والعظام على أشكال وأحجام شتى، فهناك العظام الطويلة مثل عظام الذراعين والساقين، وهناك العظام القصيرة مثل عظام الأصابع ، كما أن هناك العظام المفلطحة مثل عظمى اللوح . وكل عظم من عظام الجسم مشكل بحيث يؤدي وظيفته على أتم وجه، فلا تجد في العظم بروزاً أو تجويفاً إلا وله غرض معين ، الأمر الذي أثار دهشة و إعجاب كل مهندس درس تركيب وتكوين العظام .
وتنشأ العظام على هيئة غضاريف قبل ولادة الحنين بزمن طويل . والغضروف نسيج متين إلا أنه لين. و بمضي الزمن ونمو الجنين، تتكلس الغضاريف، ومعنى هذا ترسيب أملاح الكالسيوم فيها فتصبح نسيجاً عظميا صلباً.
وأول عظما يتكلس في الجسم هو عظم الترقوة التي يمكنك تحسسها في أعلى الصدر ممتدة على الجانبين من الرقبة إلى الكتفين، وتمتد عملية نمو العظام وتصلبها حتى سن الخامسة والعشرين ، وعند ذلك تصبح العظام أمين من الحديد إذا ما قارناهما و زناً بوزن.
ومن السهل تذكر عدد العظام التي يحتويها الجسم ، دون أن ندخل في حسابنا العظام الثلاث الصغيرة الموجودة في كل أذن، ذلك لأنه مئتان بالضبط.
قائمة العظام التي يحتويها جسم الإنسان :
- الجمجمة : عدد العظام 11
- العظم اللامي « في مقدمة الرقبة » : عد العظام 1
- العمود الفقري : عدد العظام 26 عظمة
- الأضلاع : 24 عظمة
- القص : 1 عظمة
- الذراعان واليدان : 64 عظمة
- الساقان والقدمان: 62 عظمة.
وبالإضافة إلى ذلك، فهناك حوالي ۲۰ عظمة لا تعتبر من العظام الحقيقية ، وتسمى العظام السمسمية؛ بمعنى أنها مشكلة في شكل الحبة المفلطحة . وأفضل مثال هذه العظام رضفة مفصل الركبة التي تنزلق أمام المفصل وتحميه في بعض الأوضاع كما يحدث عند الركوع .
وإذا نظرت إلى عظم من العظام الطويلة، فإنك ستجده مكوناً من جزء طويل رفيع يسمى جسم العظم ونهايتين مستديرتين تكونان رأس العظم . وسطح العظم مغطى بغشاء متين يسمي السمحاق ، يحتوي على عدد كبير من الأوعية الدموية الدقيقة تكسبه اللون الوردي ، ذلك لأن العظام مثلها مثل أي نسيج في الجسم لابد من تغذيتها بالدماء .
وتوجد تحت الجلد الذي يحيط بالعظم ، قشرة من العظم الصلب تشبه العاج يزداد سمكها عند منتصف العظم . والعظم داخل هذه القشرة إسفنجي لتركيب، ويوجد النخاع الأحمر في فجواته. ويقع معظم هذا العظم الإسفنجي عند نهايى العظم.
وتتكون ملايين الكرات الدموية الحمراء في كل ثانية في هذا النخاع العظمى الأحمر ، وللكرة الدموية الحمراء نواة وهي في داخل العظم ، ولذلك يمكنها أن تنقسم وتتوالد، و بذلك تمر الكرة الحمراء في عدة أطوار أثناء نموها، وبمجرد أن تكون في حالة صالحة للانضمام إلى الكرات الحمراء الأخرى التي في الدورة الدموية ، نرى أن النواة تختفي من وسطها.
ومن هذا نرى أن الكرة الدموية الحمراء لا تستطيع الانقسام وهي في الدورة الدموية، ولا أن تتوالد. إنها تستطيع ذلك فقط وهي في النخاع العظمى داخل العظام.
والجزء الأوسط من العظم مجوف، ويحتوي على نوع مختلف من النخاع ، إذ هو دهني أصفر اللون ، فهو بمثابة مخزن للدهنيات في العظم . والعظام مركبة بحيث تنمو مع نمو الجسم ، فعند نهاية الجسم عند طرفي العظم فيما يلى رأسها، توجد طبقة رقيقة من النسيج الغضروفي تسمي طبقة النمو.
ويسمح هذا التركيب بنمو جسم العظم دون أن يتأثر رأسها ، وفي الوقت نفسه ينمو رأس العظم دون أن يتأثر جسمه. وعندما تتكلس طبقة النمو، يتوقف نموالعظ .
ويختلف تركيب عظام قمة الرأس عما سبق شرحه، وتسمى هذه العظام عظام الجمجمة، وهي تحمي داخلها نسيج المخ. فعظام الجمجمة مفلطحة ومقوسة وتركب من شاطر ومشطور من النسيج العظمى الصاب ، وبينهما نسيج إسفنجي عظمي. وفي البالغين تتصل ثماني العظام التي تكون الجمجمة اتصالا متيناً . أما في الطفل فإن العظام لينة وغير محكمة الاتصال ، حيث توجد بينها ست فتحات يسمى كل منها باليافوخ ، تستطيع رؤية اثنتين منها على هيئة منخفضين بسيطين : واحد في مقدم الرأس فوق الجبهة ، والآخر في مؤخرالرأس عند القمة .
وتتصل العظام بعضها ببعض بطرق مختلفة حتى يكون هيكل الجسم متيناً وتتوافر له في الوقت نفسه حركة حرة واسعة النطاق . في البعض ، كما هي الحال في المرفق والركبة تتصل العظام بعضها بعض مفصل خطافي أو زري، وفي البعض الآخر مثل مفصلى الحرقفة والكتف تتصل العظام بمفصل كروي تجويفي .
وفي هذين النوعين من المفاصل، وفي المفاصل التي تشبههما توجد طبقة من غشاء رقيق تفرز سائلا يسمح بانزلاق طرف العظمين بعضهما فوق بعض بنعومة و بدون احتكاك .
وتتصل العظام بعضها ببعض اتصالا متيناً لا يسمح بأي حركة كما هي الحال في عظام الجمجمة ، ولذلك تسمى هذه المفاصل بالثابتة أو غير المتحركة فالوجه والرأس مثلا يتكونان من اثنتين وعشرين عظمة لا يتحرك منها إلا الفك الأسفل ؛ إذ له مفصلان ، واحد في كل جهة من جهتي الوجه بالقرب منالأذنين، ويسمح هذان المفصلان بفتح الفم أثناء الأكل والكلام والتثاؤب ، كما يسمحان بتحريك الفك من جهة إلى أخرى حتى يمكن طحن الأكل بين الأسنان .
عظام العمود الفقري:
والعمود الفقري من أعجب التراكيب في جسم الإنسان . فهو عبارة عن سلسلة من العظام تعمل في توافق بعضها مع بعض . ونظراً لشكل هذه العظام وموقعها من الجسم ، يمكن تحريك الرأس دون أن يتحرك البدن . كما يمكن تحريك البدن دون أن تتحرك القدمان . كذلك يمكن تحريك البدن من جهة إلى أخرى ، أو إلى الأمام، أو إلى الخلف إلى حد معين ، وهذا لا يتأتى إذا تكون العمود الفقري من عظم واحد. وتسمى عظام العمود الفقري « فقرات »..
تطور العظام منذ الطفولة :
وعندما يولد الطفل يكون عموده الفقري مستقيماً إلى حد كبير ، باستثناء انحناء في أسفله . وبتقدم الطفل في العمر ، تظهر انحناءات طبيعية فيه، واحدة إلى الداخل في منطقة الرقبة ، وثانية إلى الخارج فيما يلى الكتفين ، وثالثة إلى الداخل عند الوسط ، ورابعة إلى الخارج في منتصف الحوض . وأخيراً انحناء شديد إلى الداخل .
وكلما تقدم الإنسان في العمر يميل العمود الفقرى قليلا إلى إحدى الجهتين . ويعتقد الأطباء أن جهة هذا الميل تتوقف على طبيعة الشخص وهل هو أيسرأو أعسر. ولما كان معظم الناس يستعملون أيديهم اليمني ، فإنهم يستعملون عضلات هذا الجانب أكثر من عضلات الجانب الأيسر ، ولذلك يميل العمود الفقري إلى جهة اليمين عادة . ويحدث العكس في حالة الأعسر حيث يميل العمود الفقري إلى اليسار .
ويتكون العمود الفقرى من ثلاث وثلاثين عظمة أو فقرة ، وقد تجد من يقول بأن عددها ست وعشرون فقط . والسبب في ذلك أن الفقرات السفلي من العمود الفقرى غير منفصلة تماماً ، إذ يتحد خمس منها في عظم واحد يسمى العجز ، ويلي ذلك أربع منحدات في عظم واحد آخر يسمى العصعص .
والعجز عظم متين جدا لاتحاد فقراته بعضها ببعض، ولكن فقرات العمود الفقري في أعلى العجز يتصل بعضها ببعض بز وائد عظمية على هيئة الأصابع ، ولكن هذا الاتصال غير كاف يمنع انفصال الفقرات بعضها من بعض إذا تحرك الإنسان بسرعة . ولذلك توجد بين الفقرات وسادات من النسيج الغضروفي الليفي تسمى « الأقراص » لها من المرونة ما يسمح بشتى الحركات .
وأول فقرة من الفقرات ، توجد في أعلى مؤخر الرقبة وتحمل الرأس، وهي بسيطة التركيب، إذ هي عبارة عن حلقة تسمح بها الرأس من أعلى إلى أسفل كما هي الحال عندما تقول : «نعم» .
أما الفقرة الثانية فعليها يتحرك الرأس من ناحية إلى أخرى عندما تقول «لا» مثلا.
ويوجد ثقب في كل فقرة ، وعندما تكون الفقرات مرصوصة بعضها فوق بعض تشكل هذه الثقوب ممرّا أو قناة يمر فيها النخاع الشوكي.
والنخاع الشوكي هو الطريق الرئيسي بين المخ وسائر أعضاء الجسم الأخرى ، و بذلك تكون النتائج سيئة جدا إذا أصابه ضر"، ولذلك فهو محصن بطرق عديدة - فهو ملفوف بثلاثة أغشية منفصل بعضها عن بعض، ومحاط بسائل خاص يسمى سائل النخاع الشوكي يعمل عمل مانع الصدمات. وزيادة على ذلك، فهو محصن داخل الفقرات بما لها من شركات عظمية متينة، وهي التي يمكن أن نتحسسها في منتصف الظهر ، وهي التي أعطت صفة « الشوكي» للنخاع .