تنوعت الأدوات المستعملة في عمليات الدفاع أيام الحروب بعُمان فشملت، الحراب، والسهام، والأقواس، والسيوف، والخناجر، والدروع، والتروس، وإن أغلب هذه الأدوات في وقتنا الحاضر أصبحت تستعمل لدي العمانيين إما للوجاهة والتزين بها في المناسبات والأعياد الرسمية، وأما بعضها الآخر أصبح تحفًا فنية وضعت بالمتاحف لرؤية تراثها الفني ومعالمها الزخرفية، وعندما اكتشف البارود ونتيجة للاحتكاك والغزو التي تعرضت له عُمان في العصور الوسطي دخلت إليها أسلحة أخري كالمدافع ثم البنادق كنتيجة طبيعية لمظاهر الابتكارات والاختراعات الحربية الجديدة ضمن أساليب تطوير أدوات الدفاع والمواجهة، والذي نتج عنها تطور ملحوظ في التخطيط المعماري والعناصر الدفاعية بالأبنية الحربية في سلطنة عُمان، ونستعرض فيما يلي اهم الأسلحة العُمانية التي استعملت عبر عصورها المختلفة.
1. السيف
يعد السيف من أشهر أدوات الحرب في العصر الجاهلي والإسلامي، ويعد السلاح الرئيسي في القتال، استعمل في الدفاع والهجوم، ويكون ذا حد واحدة أو ذا حدين وربما يكون رأسه مدببا حادا يستعمل للطعن، حتى قيل عنه إنه أمير الأسلحة البيضاء وأنبلها، والسيف الجيد هو المصنوع من الحديد النقي ومن الفولاذ، وفي العربية لفظ فولاذ أي نوع مميز من أنواع الحديد، ويقول الإمام علي بن أبي طالب " الحق سيف قاطع، والحق حاسم، والسيف فاتق، والدين راتق، فالدين يأمر بالمعروف والسيف ينهي عن المنكر"، ومن كثرة عشق العرب للسيف فقد أطلقوا عليه أسماء متعددة فمنها ( المرهف، والغضيب، والصارم، والباتر، والقاصل، والمقصل، والمفضل، والمحراز، والغاضب، والهادم، وكلها تعبيرات تحمل في معناها الصرامة والقوة ومن أسمائه أيضا الذكر ، والحسام، والمهند، وغيرها)، والسيف الرقيق يحمل في طياته أنه من معدن قوي ممتاز من الفولاذ ويدل من جهة أخري علي مدي تقدم صناعة المعادن في هذه العصو.
2. الخنجر
يعد الخنجر من الأسلحة الهامة التي عرفتها الحضارة الإسلامية، ويعد من الأسلحة الفردية الخفيفة التي تستخدم عند الالتحام المباشر والطعن خلسة، وهو عبارة عن، سكين ذي رأس معقوف ومقبض، وقيل إنه عبارة عن سلاح يشبه السيف المقوس، إلا أنه أصغر منه حجما، حتى إن منه ما يحمل في الجيب، وكان يحمل عادة في الوسط، فيما يتكون الخنجر بشكل عام من المقبض (القرن) ويختلف من منطقة إلي أخري من حيث المادة الخام وطريقة الصنع، بالإضافة إلي النصل (شفرة الخنجر) وتختلف من حيث القوة والجودة، بالإضافة إلي الصدر (أعلي الغمد) وهذا الجزء عادة ما يكون مزخرفًا بنقوش فضية دقيقة، وأيضا القطاعة ( الغمد) وهو الجزء الأكثر جاذبية في الخنجر، هذا وقد اختلف الخنجر في أنواعه فمنه الطويل ومنه القصير، فالطويل منه ما يمسك كمسكة السيف، أما القصير فكان يحمل تحت الثياب، فتذكر المصادر التاريخية أن النساء كن يحملن الخناجر في الغزوات المختلفة تحت ثيابهن للدفاع الشخصي، وقد شاع استخدامه في منطقة شبه الجزيرة العربية وتنوعت أنماطه وزخارفه وأغماده التي ذهبت ورصعت بالأحجار الكريمة، وأصبح مظهرا من مظاهر الرفعة الاجتماعية لمن يستخدمه في اليمن ونجد والمملكة العربية السعودية وقطر وسلطنة عُمان.
3. الـــرمـــــح
قال تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
ويعد الرمح من الأسلحة الهجومية الخفيفة، ولذلك يعد من أسلحة الطعن، استعمله العرب قبل الإسلام وأجادوا استخدامه، وكذلك الحال بالنسبة للعصر الإسلامي، فقد استخدمه المسلمون في مختلف معاركهم الحربية، وهو عبارة عن عصا طويلة تصنع من خشب صلد ونحوه، أشهرها النبع والشومط، وأحيانا من القصب الهندي المجوف بعد تسويته بالسكين وتركيب نصل من حديد في رأسه، حيث تنوع النصل ما بين الخشب أو العاج والعظم أو المعدن، كما كان للرماح أطوال مختلفة، تتراوح ما بين الأربعة أذرع والخمسة والعشرة وما فوقها، وكانت الرماح الطوال خاصة بالفرسان، حيث تساعدهم الخيل علي حملها، أما الرماح الصغيرة ويطلق عليها النيازك أو المطارد فقد استعملها الرجل والفارس أيضًا.
4. القــــــــــوس
في اللغة جمع أقواس وقسي، وهي لفظة مؤنثة وتجمع أقوس، وأقواس، وقياس، وقسي، وأما تصغيرها فهو قويس، لم تكن أهمية القوس أقل من أهمية السيف والقوس في الأصل عبارة عن عود من شجر جبلي صلب، يحني طرفاه بقوة ويقوس كالهلال، ويشد فيهما وتر من الجلد أو العصب الذي يكون في عنق البعير، حيث كان القوس يتكون من ثلاثة أجزاء هما (القوس، السهم، الوتر).
5- المدافع
يعرف المدفع بأنه أحد الأفواه النارية المصنوعة من الزهر أو الحديد أو النحاس وهو ذو شكل أسطواني يملا بالبارود والكلل وتوصل إليه النار من حوض أو قناة صغيرة يطلق عليها اسم الفونية أو الغلاية، وهي مثقوبة من الجهة الخلفية أو من نصف قطره.
6- البنادق.
حلت البنادق تدريجيًا محل الأسلحة القديمة، حيث إنها من الناحية الاقتصادية أقل في تكلفتها ولكنها ليست أكثر فتكا، وتمتاز البنادق بشكل عام كسلاح متطور فردي يستعمله الشخص الواحد دون المساعدة بآخرين أثناء التعامل علي عكس الأسلحة الضخمة.