النظام البيئي (الإيكوسيستم) - Ecosystem
سنة الاكتشاف: 1935م
ما هو هذا الاكتشاف؟
- النباتات والحيوانات والبيئة في مكان معين تعتمد جميعاًً على بعضها اعتماداً متبادلاً
من المكتشف؟
- آرثر تانسلي Arthur Tansley
أهمية اكتشاف النظام البيئي؟
درس العديد من العلماء على مر قرون العلاقة بين الأنواع الحياتية المختلفة وبيئتها ومناخها- بتعبير آخر، لقد درسوا عناصر علم البيئة. مهما يكن من أمر، انتظر العالم لحين 1935م ليدرك آرثر تانسلي أن جميع الأنواع الحياتية في بيئة معينة في حالة تواصل مع بعضها البعض. فالأعشاب أثرت في آكلات اللحوم الراقية والحشرات الصغيرة التي كانت تفكك أجسام الحيوانات الميتة، والأشجار المتساقطة أثرت في الأعشاب والشجيرات.
اكتشف تانسلي أن كل كائن هو جزء من نظام مغلق متبادل الإعتماد نظام بيئي. لقد كان هذا الاكتشاف تطوراً مهما في فهمنا لعلم الأحياء وإفتتح الحديث عن الحركة البيئية وعلم البيئة.
كيف جاء هذا الاكتشاف؟
كان آرثر تانسلي الشخص الذي رأى الصورة على كبرها واكتشف بأن جميع العناصر في نظام بيئي محلي كانت تعتمد على بعضها البعض - تماماً مثل الخيوط المنفردة في شبكة مُحكمة الغزل، لكنه لم يكن بالتأكيد أول شخص يدرس علم البيئة.
ففي القرن الرابع قبل الميلاد، درس أرسطوطاليس وتلميذه ثيوفراسطوس Theopharstus العلاقة بين الحيوانات وبيئتها.
وفي عام 1805م، نشر العالم الألماني ألكسندر فون همبولت دراساته حول العلاقة بين الأنواع النباتية ومناخها، فكان أول من وصف ال vegetation zones أو«مناطق الحياة النباتية».
كان الفريد والاس Alfred Wallace، أحد منافسي داروين، السباق إلى إقتراح «جغرافية» للأنواع الحيوانية (في 1870م)، رابطاً الحيوانات بمناخها وجغرافيتها. بمطلع القرن التاسع عشر، اكتشف العالم الفرنسي أنطوان لأفوازيه دورة النيتروجين، التي ربطت بين النباتات والحيوانات والماء والجو ضمن دورة متبادلة العلاقة، وذلك من خلال اقتفاء كيفية دوران النتروجين في البيئة.
ما احتاجه العلم كان أن يدرك شخص ما بأن جميع هذه الأنواع المنفصلة تتطابق مع بعضها مثل قطع لعبة الأوراق المقطعة.
ولد آرثر تانسلي Arthur Tansley في عائلة ميسورة الحال بلندن عام 1871م. حصل على شهادته الجامعية في علم النبات وألقى محاضرات طوال مسيرته المهنية في كلية الجامعة بلندن وثم في جامعة كامبردج. عُرف عن تانسلي فعاليته ونشاطه في سبيل الترقية بعلم البيئة النباتية الإنجليزي ومساهمته في تأسيس المجمع البيئي البريطاني.
بأواخر العشرينات من القرن العشرين، أجرى تانسلي جرداً نباتياً واسع النطاق في إنجلترا لصالح المجمع البيئي.
خلال دراسته، بدأ تانسلي بالتركيز ليس فقط على لائحة النباتات التي صمم على وضعها، ولكن على العلاقة أيضا بين مكونات هذه اللائحة الواسعة من النباتات. أية أعشاب وجدت مع بعض؟ مع أية شجيرات وحشائش؟ أية أعشاب سكنت مروج الأراضي الواطئة؟ أي منها وجدت على سفوح الجبال المنحدرة؟ وهكذا دواليك.
بحلول عام 1930م أدرك تانسلي قصوره عن تحليل العلاقات بين النباتات تحليلاً کاملاً دون الأخذ بتأثيرات الحيوانات في نظر الاعتبار. فبدأ بالجرد والتخطيط للمواشي العديدة التي تقتات على الأعشاب. ثم سرعان ما اكتشف أن أية دراسة هذه المواشي لن تكتمل للأسف ما لم تتضمن جردا بآكلات اللحوم التي تحكمت بمصائر هذه التجمعات من المواشي.
بعدها أدرك بأن عليه أن يضمن الكائنات المعيدة للدورات الحياتية والمحللة للأجسام الميتة (الكائنات التي تفتت المادة النباتية والحيوانية المتحللة إلى المواد الكيميائية الغذائية الأساسية للنباتات). وأخيراً، أضاف البيئة الفيزيائية (الغير العضوية) - مثل الماء، الترسبات، المناخ... الخ.
أيقن تانسلي بحلول عام 1935م بأن كل منطقة درسها كانت تمثل نظام محلية مغلقة ومتكام يعمل کوحدة منفردة ويتضمن جميع الكائنات في تلك المنطقة المعنية وعلاقتها بالبيئة الغير العضوية المحلية. لقد كان ذلك مفهوماً عظيماً ومبهراً بحق، فجميع الأنواع الحياتية مرتبطة ببعضها البعض، وما يحدث لأي منها يؤثر على الأخرى جميعاً.
الماء وضوء الشمس وبعض المواد الكيميائية الغير العضوية دخلت بدورها إلى النظام من الخارج. في حين كانت جميع الكائنات داخل النظام البيئي المغلق تقتات على بعضها، التعبير بالطعام إلى أعلى ومن ثم ترجع به إلى أسفل الشبكة الغذائية.
اختصر ترانسلي إسم ecological system «النظام البيئي» إلى ecosystem أو «الإيكوسيستم». لكن لم يحظ هذا المصطلح وذاك المفهوم بالشعبية والرواج لحد عام 1953م عندما نشر العالم الأمريكي يوجين أودوم Eugene Odum کتابه Fundamentals of Ecology أو «أساسيات علم البيئة»، الذي شرح مفهوم النظام البيئي واستعمل مصطلح الإيكوسيستم