المحتويات

 

أهمية التنفس بشكل صحيح:

إذا كنت مثل معظم الناس، فأنت تتنفس أنفاساً قصيرة وضحلة طوال اليوم، ولا يصل النفس حجابك الحاجز ولا يملأ الهواء الرئتين، ولا تدرك حتى أنك تفعل هذا.

وما الذي سيجعلك تفكر في هذا الأمر؟ فلا يبدو أنك تعاني من نقص في الأكسجين... أو أن ذلك ما يجري باعتقادك.

لقد خلق الله الرئتين لتستوعبا قدر الهواء الذي يحتاجه الجسم بالضبط، وذلك لكل أعضاء جسمك حتى تعمل بشكل فعال.

ضرر التنفس بطريقة خاطئة وقصيرة:

أما التنفس القصير الذي تستنشقه – وهو ذلك التنفس الذي لا يجعل معدتك تبرز للأمام من تدفق الهواء للداخل – فلا يكفي لتقدِمَ لجسمك القدر الكامل مما يحتاج إليه من أكسجين.

ضرورة التنفس بُعمق وبشكل صحيح:

ويحتاج مخك إلى 20 بالمائة من إمدادات جسمك من الأكسجين؛ وذلك للتحكم في الوظائف الأساسية كالتنفس والرؤية، بالإضافة إلى الوظائف المعقدة كالتفكير وإدارة الحالة المزاجية.

يقوم مخك بتخصيص قدر الأكسجين للمهام الأساسية في البداية؛ لأنها هي التي تبقيك على قيد الحياة. ومهما كانت كمية الأكسجين المتبقية، فهي من نصيب الوظائف المعقدة، التي تحافظ على يقظتك وتركيزك وهدوئك. فيما يحرم التنفس القصير عقلك من الأكسجين، مما يؤدي إلى قلة التركيز والنسيان وتقلب الحالة المزاجية والإحساس بالضجر والإحباط والقلق وقلة الطاقة. كما يعد التنفس القصير عائقاً لقدرتك على إدارة الذات.

كيف تتنفس بشكل صحيح في المواقف المختلفة؟

لذا، ففي المرة المقبلة التي تمر فيها بموقف عاطفي أو تحت وطأة ضغوط، ركز على استنشاق أنفاس بطيئة عميقة، وأدخل الهواء من أنفك حتى تحس بأن معدتك تبرز للأمام وتصير مشدودةُ، ثم أخرج الزفير بأكمله برفق عبر فمك. وبينما تخرج الزفير، اعمل على أن تفرغ رئتيك تماماً من الهواء.

كيف تتأكد من أنك تتنفس بشكل صحيح؟

وإذا أردت أن تتأكد من أنك تتنفس بالشكل السليم، ضع يداً على عظمة القص sternum (العظمة الطويلة المنبسطة في وسط صدرك) واليد الأخرى على معدتك أثناء التنفس. وإذا تحركت اليد الموضوعة فوق معدتك بشكل أكبر من اليد الأخرى الموجودة على عظمة القص أثناء إخراج الزفير، فاعلم إذن أنك تحصل على القدر الكافي من الأكسجين الذي يملأ رئتيك عن آخرهما. إن قمت بممارسة هذا الأسلوب الأنسب من التنفس، فسوف يصير مريحاً جداً حتى إنك تستطيع القيام به في وجود الآخرين دون أن يلحظ أحد ذلك، وهو أمر في المتناول عندما تجد نفسك في غمار حديث عصيب.

إيجابيات التنفس بشكل صحيح على صحتك ومشاعرك:

وعندما تختار التنفس السليم ليتدفق الأكسجين إلى عقلك، فسوف تلاحظ أثر ذلك على الفور. يصف العديد من الأشخاص هذا الشعور كالدخول في حالة أكثر هدوءاً وأعمق استرخاءً حيث يحصلون على صفاء الذهن. مما يجعل التنفس السليم أحدَ أسهل الأساليب المتاحة – وفي الوقت ذاته أقواها تأثيراً – لإدارة مشاعرك.

وإضافة إلى تضمين الشق العقلي من دماغك في العملية، يعد التنفس السليم أداة رائعة لصرف تركيزك عن الأفكار المزعجة المقلقة التي يصعب التخلص منها.

وسواء كنت عرضةُ للقلق والضغط بسبب اقتراب موعد نهائي، أو تغمرك أفكار ومشاعر سلبية عن أمر ما حدث في الماضي، فإن التنفس السليم يعمل على تهدئتك ويجعلك تشعر بتحسن، وذلك بالارتقاء بالشق العقلي من دماغك.