يجب أن يخلو التعبير عن الاعتذار الصادق من التلاعب بالطرف الآخر. كان كل من ناتالي وريان مخطوبين منذ عامين، وقد مرا ببعض المشكلات في علاقتهما؛ حيث قالت ناتالي: "كان ريان يقول في بعض الأوقات إنه آسف، ولكنه يتوقع مني أن أقولها في المقابل، حتي إذا كنت لا أشعر بأنه ينبغي لي فعل ذلك؛ لأنه كان سبب حدوث الخلاف في المقام الأول، وهذا لا يؤتي ثماره معي، فما أريده هو أن يعتذر، وألا ينتظر شيئاً في المقابل، فذاك هو ما يعني أنه آسف بالفعل". قد نؤذي بعضنا أحياناً دون أن ندري، وبالتأكيد يحدث ذلك دون قصد. بيد أن العلاقات الجيدة تتعزز بالتعبير عن الندم، حتي إن لم نكن نقصد الإساءة إلي الغير، فإذا اصطدمت بشخص ما في أثناء خروجه من المصد، أبادر قائلاً: "أنا آسف"، ليس لأنني أقصد الاصطدام به، ولكن لأنني أعلم مدى انزعاجه وضيقه من هذا الاصطدام غير المقصود. وينطبق المبدأ ذاته علي العلاقات الوطيدة، فقد لا تدرك أن تصرفك قد أغضب زوجتك، ولكن عندما يصبح الأمر واضحاً، حينئذ يمكنك القول: "أنا آسف؛ لأن سلوكي قد تسبب لكِ في كثير من الألم، لم أكن أقصد الإساءة إليك".ويرتكز الاعتذار علي التعامل مع سلوك الفرد والتعبير عن تعاطفه حيال هذا الإيذاء الذي سببه للغير. وقد يبلغ عدم الصدق مداه عندما نقول: "أنا آسف" بمنتهى البساطة، لمجرد أن يتوقف الشخص الآخر عن مواجهتنا، وقد شعرت روندا بهذا عندما قالت: "في بداية زواجنا فعل زوجي شيئاً مدمراً بالفعل، ورفض بهذا رفضاً باتاً أن يعتذر، أو يتوب عما فعل؛ ثم قال في نهاية المطاف إنه تستغيثين بي في الساعة4:45 مساءً، وتطلبين مني الحضور إلي المنزل في الوقت المحدد، كره التفكير في أنك في كل لحظة من الآن فصاعداً ستظلين تنتظرين عودتي، يؤسفني حقاً أنني لم أستطع وضع حدود بيني وبين مديري، ما أدى إلي تحملك اليوم عبئاً إضافياً يفوق طاقتك؛ لذا سأسعي إلي أن أكون أكثر تحملاً للمسئولية، أنا آسف، وآمل أن تستطيعي الصفح عني. مع بالغ الندم، زوجك المحب، جيم كتبت أوليفيا في أسفل الصفحة "صفحت عنك" والتاريخ، فمن الواضح أن اعتذار جيم قد أثر في أوليفيا ولمست صدق كلامه، وقررت أن تسامحه. قوة عبارة "آنا أسف" انظر إلي ما قاله الأفراد التالون عن لغة الاعتذار رقم#1: التعبير عن الندم. "تفوه زوجي بتعليقات أمام أصدقائنا حول زيادة وزني وإفراطي في تناول الطعام، فتألمت بشدة، وصرح لي في وقت لاحق من تلك الليلة بأنه كان يعلم أ، الموقف غير مريح للغاية بالنسبة إليً، وأنه يأسف لهذا الموقف الذي تسبب في حدوثه بتلك الكلمات الجارحة، ولقد غفرت له لشعوري بصدق اعتذاره". – مارلين، ثلاثة وخمسون عاماً، مضي علي زواجها الثاني أحد عشر عاماً. "أريد اعتذاراً ينبع من القلب، أن تكون آسفاً حقاً علي ما سببته لي من أذى، بعبارة أخرى أن تشعر بالأسي مثلما شعرت". فيكي، ستة وعشرون عاماً، عزباء. "وصل البيت متأخراً ذات ليلة، ولكنه اعتذر عن تخييبه أملي، فتفهمت اعتذاره، وقلت له إن الأمر علي ما يرام. كما استمر في قوله إنه لا يزال مستاءً من أنه خذلني، وهذا ما جعلني أشعر بتحسن بالفعل". مارينا، ثمانية وعشرون عاماً، متزوجة منذ عامين. "أعرف تعبر عن تفهمها مشاعري، وتتصرف بمنتهي الندم والأسف عما سببته لي من أذى". تشارلز، أربعون عاماً، متزوج منذ عشرين عاماً. "أود أن أرى شعورهم بالذنب لما فعلوه أو قالوه، وأن يكونوا آسفين حقاً". تود، أربعة وثلاثون عاماً، أعزب. بالنسبة إلي هؤلاء، وغيرهم كثيرون، فإن لغة التعبير عن الندم مهمة للغاية من أجل مداواة الآلام واستعادة العلاقة مرة ثانية. فإذا أردت أن يشعر بك هؤلاء الناس فعليك إذن أن تتعلم التحدث بلغة الاعتذار، التي تركز علي ما شعروا به من آلام، وما وقع منك تجاهك، وكيفية ارتباط الأمرين معاً، إن الأمر يكمن في تعبيرك لهم عن الشعور بالأسي؛ لأنك تعلم أنهم قد طالهم ألم جراء أفعالك، وهذا هو التماهي مع آلامهم، ما يحفز فيهم الاستعداد للصفح عنك. وإذا كنت مستعداً للتعبير عن أسفك، فهنا بعض عبارات الإقرار بالأسف التي قد تساعدك علي القيام بذلك. عبارات الإقرار بالأسف أعلم أنني قد آلمتك بشدة، وتسبب هذا في ألم بالغ لي، أنا آسف حقاً علي ما فعلت. أشعر بالضيق حقاً؛ لأنني خيبت آمالك، فقد كان ينبغي لي أن أكون أكثر مراعاة لشعورك، أنا آسف لكل هذا الكم من الآلام التي عانيتها بسببي. من الواضح أنني لم أكن أفكر بشكل جيد في ذلك الوقت، ولم أقصد مطلقاً أن أجرحك، ولكنني أرى الآن أن طريقة كلامي قد تجاوزت حدودها، أنا آسف فقد كنت عديم الإحساس للغاية. أتا أسف لخيانتي ثقتك، وخلقي حاجزاً في علاقتنا، وما أريده الآن هو إزالته، أفهم أن الأمر، حتي بعد أن أعتذر، قد ستغرق بعض الوقت، لمنحني ثقتك الغالية. لقد تعهدنا لكم بتقديم خدمة للأسف لم نتمكن من تقدينها، ولذلك نأسف لتقصير شركتنا هذه المره.