أوضحنا في الفصل الأول كيف أن الوعي التام هو العلاقة مع أنفسنا ومع الآخرين من حولنا في العالم، وأدركنا أن هذا قد يكون طريقة جديدة للتفكير بشأن الوعي التام بالنسبة للكثيرين؛ لذا سنربط في هذا الفصل بين تلك الطريقة والكثير من المقاربات الأخرى لتوضيح ماهية الوعي التام، وكذلك كيف يمكننا ممارسته وتطبيقه. الوعي التام هو العيش في الحاضر، والتصرف بوعي يمكننا من الاستجابة بدلاً من أن نكون ردة فعل، كما أنه يشير إلي التواجد في اللحظة الراهنة، ويشمل الكثير من ممارسات التدريب علي الانتباه (التأمل)، وتطبيقات واختبارات إدراكية صُممت لتعزيز قدرتنا علي فعل ذلك، وهذا فارق كبير لأن – كما سنتناول بالمزيد من التفصيل في هذا الكتاب – الوعي التام تجربة عادية للغاية يمكننا أن ندخلها ونخرج منها علي مدار اليوم، وهو كذلك أمر يمكننا أن نتعمد اعتياده وممارسته. إن الوعي التام أكثر من مجرد تدريب بسيط علي الانتباه، بل إنه طريقة كاملة للعيش، وفي النهاية، إنه تجربة تتعلق بالتواصل مع الفضاء اللانهائي للوعي الذي يجرب كل شيء ولكنه لا يتغير أبداً.