إن الممرات العصبية هي قنوات الاتصال في المخ، وهذه الممرات "تشبه" العادات في العالم المادي. ها هي ذي طريقة عملها: بمجرد أن يًثار الممر العصبي المختص بالعادات عن طريق فكرة أو إشارة خارجية، تشتعل شحنة كهربائية عبر الممر داخل مخك، وبذلك يصبح لديك دافع أو رغبة للانخراط في هذا السلوك المعتاد. علي سبيل المثال، إذا كنت تستحم بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة كل يوم، فسيكون لدين ممر عصبي مرتبط بهذا السلوك؛ فبمجرد أن تستيقظ ستشتعل " الخلايا العصبية الخاصة بالاستحمام"، وبذلك ستذهب إلي الحمام آلياً دون تفكير! إن هذا هو الميزة والعيب في اكتساب العادات، وهذا يعتمد علي إذا ما كانت تلك العادات إيجابية أم سلبية، فكلما أصبحت العادة متأصلة أكثر، أصبح الممر العصبي المرتبط بها أكثر سُمكاً وقوةً. إن الإلمام بتلك المعلومات يبسط هدفنا ويوضحه؛ فنحن نحتاج إلي خلق ممرات عصبية خاصة وتقويتها بالتكرار. ويبدو الأمر سهلاً عندما نتبع هذه الطريقة، لكن علينا أن نتغلب علي القيود البشرية الفطرية للقيام بذلك. وستعرف أن العديد من إستراتيجيات العادة لا تأخذ تلك القيود المؤكدة في الاعتبار، أو تستخف بمدى أهميتها، أو تصدر بعض البيانات المبهمة وغير المفيدة، مثل: "سيكون الأمر صعباً، ولكن عليك أن تتجاوز الصعوبات "، فإذا لم تضع خطة قوية للتعامل مع تلك القيود، فإنك ستعاني الإرهاق، أو التناقض، أو اليأس في وقت مبكر حتي إذا كنت "متحمساً". هل ترى أنني شخص مناهض للتحفيز إلي حد ما؟ ذلك لأنه تسبب في إفشالي لمدة عشر سنوات، لكننا سنأتي لذلك الأمر فيما بعد.
بينما نتحدث عن أهمية العادات، لا بد أن نأخذ التوتر في الاعتبار. يسير العالم