يتعلق بهذا
إن أسوأ المعتقدات المقيدة للذات هو الخوف من الفشل، الخوف من الخسارة، أو الفقر، أو الأخطاء، أو عدم تحقيق الهدف الذي وضعته لنفسك. والأشخاص الذين يشغلون بالهم بالخوف من الفشل يبحثون بشكل مستمر عن الأسباب التي تبرر عدم إمكانية إتمام أمر ما، ولماذا يُعد فكرةً سيئة، ولماذا قد يخسرون وقتهم وأموالهم، فالخوف من الفشل، مثله مثل أي خوف، يشل السلوك، ويشوش التفكير، ويتسبب في أن يشعر الشخص بأنه عاجز عن التفكير والتصرف. ترويض الفلية عادةً ما أسأل في حلقاتي الدراسية: "كيف يمكن تدريب الفيل الهندي؟". في وقت ما، كانت الأفيال الهندية تُعتبر "الدبابات الحربية" للأمراء الهنود، فلم تكُن تحمل صناديق تضم رماة السهام ورماة الرماح علي ظهورها فحسب، لكنها كانت أيضاً تتصف بالعنف والعدوانية، فتهاجم الأعداء وتطعنهم بأنيابها، لقد كانت مرعبةً ومخيفةً للغاية، حتي إن جيوش الأعداء كانت تهرب عندما تواجه تلك الفيلة. اليوم، صارت الأفيال ذاتها كالماشية، فهي تحرث الحقول بمنتهي الهدوء والسلام، وتجر العربات، وتفعل ما يأمرها به سيدها، ثم تقف بهدوء في حظائرها، وتنتظر لليوم التالي لتعمل أكثر، لقد فقدت شراستها، وقدرتها علي نشر الخوف في قلوب الأعداء تماماً، فكيف حدث ذلك؟ بداية التدريب بعد فترة قصيرة من ولادة الفيل، يأخذه مالكه بعيداً عن أمه، ويربط قدميه بحبل قوي، ويغرس الوتد بعمق في الأرض. ويكافح الفيل الصغير، ويحاول أن يحرر نفسه ليعود إلي أمه، ويبكي، ويصدر نهيماً ويحتج؛ ولكن دون جدوى، فالحبل حول قدميه قوى للغاية، والوتد مغروس بعمق في الأرض. في النهاية، يكف صغير الفيل عن المقاومة. وكل يوم، يأخذ مالكه ذلك الفيل الصغير، ويربطه في الوتد لعدة ساعات، وسرعان ما يقبل الفيل فكرة كونه – عندما يُربط إلي ذلك الوتد – عاجزاً تماماً. لقد أصيب ذلك الفيل الوليد بواحد من أكثر أمراض العالم المعاصر انتشاراً، وهو ما يسميه الأطباء النفسيون العجز المكتسب. استسلام الأفيال عندما ينمو الفيل ويصبح حيواناً بالغاً، ويبلغ وزنه خمسة أطنان، ليصبح أضخم حيوان بري في العالم، فإن كل ما علي المالك أن يفعله هو أن يربط قدمه بحبل في طول مقود الكلب، ويصبح حينها سلبياً، ويتوقف عن الحركة أو المقاومة. ويمكن أن يقوم المالك بعد ذلك بربط الطرف الآخر للحبل في أحد أوتاد يستطيع كسر الأسوار وهدم المنازل، بتحرير نفسه، فإنه يقف ببساطة، وينتظر في هدوء حتي يأتي المالك، ويعيده مرة أخرى إلي العمل إن الشيء نفسه يحدث لنا في أثناء الطفولة، فمنذ نعومة أظفارنا يبدأ آباؤنا في قول أشياء من قبيل: "لا!" أو "توقف عن هذا" أو "ابتعد عن ذلك" أو "لا تلمس هذا!". وأحياناً، يتبع الآباء تلك الكلمات بصفة أو غيرها من أنواع العقاب البدني، وسرعان ما يبدأ الطفل المميز في الشعور بأنه صغير، وغير كفء، وعاجز، وضعيف، وخائف من القيام بأي شيء جديد أو مختلف.أساس العجز مر معظم الأشخاص بتجارب الطفولة هذه، وتماماً مثل الفيل، فعندما تكبر، وتواجه شيئاً ما جديداً، ومختلفاً، وغير متوقع، ولا تملك في مواجهته اليقين المعتاد؛ يكون رد فعلك الطبيعي مشابهاً لرد فعل الفيل: "لا أستطيع!" ، "لا أستطيع!"، "لا أستطيع!". إن هذا الخوف من الفشل يعوقك عن تجربة أمور جديدة، والقيام بالمخاطر، والخروج من منطقة ...