ربما تتساءل إذا ما كان هذا الكتاب واحداً من كتب التفكير الإيجابي العاطفية والسطحية التي تنصح بالابتسام دائماً، بالطبع لا. إن الرسالة التقليدية التي تقول:" لا تقلق، كن سعيداً" تزعجني بشدة لأنني أحب أن أكون مستعدة لمواجهة الأشياء التي يمكن أن يسوء حالها، كما أني أعرف العديد من الأشخاص الآخرين القلقين بطبيعتكم الذين ينتابهم الشعور نفسه. وقد اعتاد كثير من الأشخاص القلقين طوال حياتهم سماع من يخبرونهم بـ " ألا يقلقوا" و"ألا يتوتروا" و"ألا يبالغوا في التفكير في هذا الأمر". ونتيجة لإخبار الأشخاص القلقين دائماً بأن يحظوا بمزيد من الاسترخاء ويستمتعوا بحياتهم، فغالباً ما تنتهي بهم الحال وهم يشعرون بأن هناك شيئاً ما خطأ جداً في شخصياتهم الطبيعية، والرسالة التي تقول: "لا تقلق، وكن سعيداً" تتجاهل الأبحاث التي كشفت وجود مزايا لكل من التفاؤل والاتجاه الآخر المسمى بالتشاؤم الدفاعي 3. إن اجتياز القلق بنجاح يتضمن تعلم كيفية قبول طبيعتك والإعجاب بها والعمل معها بدلاً من محاربتها. بالنسبة إليً، علي الرغم من أنني معرضة للقلق، فأنا أحب طبيعتي، وإن لم تكن تحب شخصيتك الطبيعية بالفعل، فإنني أتمني أن تفهمها وتعجب بها أيضاً، وسيكون تحقيق هذا الأمر سهلاً عندما لا تتعامل مع القلق كعائق لا يمكن اجتيازه. وإن لم تستخلص أي شيء آخر من هذا الكتاب، فيجب أن تفهم أنه لا يوجد ما يشين في أن يكون لديك ميل نحو القلق. لا بأس في أن تكون شخصاً يحب التفكير ملياً في الأمور التي قد تسوء ويفضل وضعها في اعتباره. لو لم تكن شخصاً عفوياً أو مبتهجاً بطبيعتك، فليس هناك أي شيء خطأ علي الإطلاق في هذا الأمر، فلا بأس في وضع النتائج السلبية المحتملة في اعتبارك ... ما دمت:
- تفكر في النتائج الإيجابية المحتملة.
- تدرك أن النتيجة السلبية المحتملة ليست بالضرورة سبباً في عدم القيام بشيء ما.
- تدرك أنك تملك القدرة الفطرية علي التعامل مع الأشياء التي لا تسير وفق الخطة.
ستتعلم في الفصول التالية بعض النصائح والحيل للخروج من حالة القلق عندما يرتفع مستواه للغاية، ويمكنك استخدام تلك التدخلات الدقيقة للتعامل مع ما يطرأ من أمور في تلك الأوقات التي تجد أنك فيها تبالغ في التحقيق أو البحث أو التفكير في شيء ما ، أو عندما تجد أنك غير راغب في تجربة القيام بشيء مهم بالنسبة إليك؛ بسبب احتمالية حدوث شيء سيء. لن تحتاج إلي تغيير طبيعتك بشكل جوهري، بل عليك أن تفهم فقط أسلوب تفكيرك وتتعلم الحيل التي تمكنك من تغيير أفكارك وسلوكك عندما يكون هذا مفيداً بالنسبة إليك. هل هناك طريقة أخرى تجعل هذا الكتاب مختلفاً؟ لقد تعلمت من البالغين الذين عملت معهم أنهم يريدون فهم المبادئ الكامنة خلف النصيحة التي توجه إليهم، إنهم يريدون اعتماد إستراتيجيات محددة تلائم شخصياتهم وأسلوب حياتهم وأهدافهم . وسيمنحك هذا الكتاب الأدوات والتشجيع لفعل هذا الأمر، كما سأساعدك علي الإبحار، ولكن أنت من سيقوم بالقيادة في نهاية الأمر.