الطموح من صفات البشر، في تطور مستمر 
إننا نعلم من الأنثروبولوجيا أنه ما دامت هناك مجتمعات أفرادها هم البشر، فإن هؤلاء دائماً ما سيرغبون في المزيد . كان موضوع الغلاف لأحد أعداد مجلة التايمز عن الطموح في عام 2005 3، وورد فيه علي لسان عالم الأنثروبولوجيا " إدوارد لو "، بجامعة سوكا الأمريكية، قوله إن " الطموح منتج تطوري" . وما هو أكثر من ذلك، إن هذا المنتج كان دائماً مختلفاً؛ " فمهما كان مفهوم الوضع الاجتماعي، فهناك أشخاص معينون في كل مجتمع يسعون بضراوة وراء هذا للوصول إلي هذه المكانة الاجتماعية، وهناك آخرون لا يفعلون ذلك بالقدر نفسه من الضراوة. وأوضح "لو" للمجلة أن الناس يرغبون في الحصول علي أكثر من مجرد الأساسيات؛ حيث قال: " من المتأصل في النفس البشرية أن يدرك الناس أهمية أن تكون لهم مكانة في المجتمه" . 
وفي مقال نشرناه في عام 2012 4 تحت عنوان " هل الطموح كلمة قبيحة؟". كان سؤالنا الأهم هو: هل التوجهات المتضاربة تعوق النساء عن تحقيق طموحاتهن أم لا؟ وما توصلت إليه الصحفية " أنيتا تشادوري" التي تعمل لدينا من خلال بحثها, أن كلاً من الرجال والنساء يرغبون في الحصول علي تقدير واعتراف بإنجازاتهم. وعلي الرغم من ذلك ، لا يواجه الرجال مشكلة في الاعتراف بكونهم طموحين، وبأنهم يستمتعون بالعمل في البيئة التنافسية، في الوقت الذي تخجل فيه النساء من الظهور كأنانيات. ويميل الرجال إلي أن يركزوا علي هدف واحد، بينما تسعي النساء وراء تحقيق الكثير من الأهداف المختلفة.  وكان السؤال المحوري في هذه المقالة، هو: لماذا نري عدداً قليلاً من النساء في مجالس الإدارة؟ فالنساء الناجحات في المجالات التي يسيطر الرجال فيها  علي النجاح، كعالم الاقتصاد، قليلاً، وبدلاً من ذلك تجد أنهن منجذبات أكثر إلي مجالات أكثر "نسوية" .  
أو مجالات تقوم علي "الرعاية" كالجمعيات الخيرية، أو مجال الأزياء. ومع ذلك، فقد اختتم هذا المقال بالإشارة إلي التغيير في التوجهات نتيجة الركود، مع وجود جيل أصغر سناً من السيدات اللائي لا يجدن غضاضة في أن يكنً طموحات، ومع وجود جيل أكبر سناً من الرجال الذين أدركوا أن الطموح بمفهومه القديم له ثمن باهظ. 
" النجاح الآن يعني لي قضاء وقت مع أطفالي (الذين تتراوح أعمارهم بين 10-8) عندما يعودون من المدرسة. فأنا أعلم أنني عندما أعاني ضغوطاً ما فإنني أكون مشغول البال، ومن ثم ينصرف اهتمامي عنهم تماماً". 
كريس باريز- براون، مُبدع وصاحب فكر مُجددا في عالم الأعمال 

وفي غضون أربعة أعوام فقط بعد نشرنا تلك المقالة، نعتقد أن معني الطموح بالنسبة إلي الرجال والنساء قد تغير، وتحول إلي أكثر من ذلك أيضاً؛ فكل منهم الآن يسعي وراء الطموح الذي يتسم بأنه مقبول وطبيعي وإيجابي. 
1.من الاعتقادات النافعة أن يرى المرء حاضره كأفضل وقت في التاريخ يعيش فيه! هذا هو أفضل وقت للعمل مع شركتي وفي مجال عملي. ولا يهم إذا ما كان هذا صحيحاً أم لا؛ لأنه اعتقاد نافع ( إلا إذا لم يكن كذلك طبعاً؛ فمن المهم في هذه الحالة معرفة الشيء الذي نود القيام به، وعندما نعرفه، يكون حاضرك هو أفضل وقت في التاريخ لتنفيذ ذلك الشيء!). "الآن" هو أفضل وقت في التاريخ لأدبر مجموعة من الشباب؛ فجبل الألفية هو أعظم جبل يمكن إدارته؛ وهو اعتقاد نافع عليك تبنيه إذا كنت تدبر مجموعة من هذا الجبل . 
إذا كنت متشوقاً إلي معرفة النجاح والطموح، فإننا نأمل في أن نكون قد أطلقنا في داخلك شرارة الرغبة في صياغة المفاهيم المتعلقة بالرؤى الفريدة الخاصة بك؛ فأنت ليست لديك حاجة إلي أن تتبع تلك الصورة النمطية القديمة عن الشخص الطموح الذي يمكن أن يجازف بحب الآخرين له، أو يجازف بصحته، أو بسعادته، أو بهذه الأمور الثلاثة معاً لكي يصل إلي ما يريد. 
وعلي الرغم من أنك قد يكون لديك حلم واحد رئيسي تتملكك رغبة كبيرة في تحقيقه، فإنك لست مضطراً إلي تقييد به؛ فالأكثر صحةً أن تفكر في كل المجالات الموجودة في حياتك بشكل يحقق التوازن؛ لأن الحياة المتزنة هي حياة صحية حافلة بالإنجازات. والنجاح هو عيش حياة تستند إلي قيمك وحدها، وليس إلي ما يريده الآخرون؛ فربما تكون قد نشأت بطريقة تؤثر فيها عائلتك في رؤيتك ومنظورك للنجاح، ولكن تذكر أن هذه الرؤي كانت مبنية علي ظروفهم هم. وربما يسير أصدقاؤك علي نهج مماثل ، سواء أكان ذلك العمل في وظيفة معينة أو الزواج، ولكن هذا ليس سبباً يدفعك إلي أن تفعل الأمر نفسه، كذلك قد يتكون لديك انطباع من وسائل التواصل الاجتماعي، أو من وسائل الإعلام عامة، بأن النجاح هو الرغبة في الحصول علي اشياء معينة، ولكنك لست مضطراً كذلك إلي الاختيار من تلك الأشياء؛ فبإمكانك أن تختار شيئاً آخر.  
تذكر أن هذه هي حياتك أنت، تعيشها علي طريقتك أنت، وهذا يعني أنه ليست هناك حاجة إلي أن تقارن نفسك بالآخرين، وأن تتنافس معهم؛ فعندما تكون صادقاً مع نفسك ما الذي ترغب فيه فعلاً، فستشعر بالرغبة والحماس للوصول إلي ما تريد، وهذا سيجعل منك شخصاً سعيداً، يرغب الآخرون في التقرب منه، وبذلك ستجتذب إليك أشخاصاً جدداً إلي حياتك، وكذلك ستجتذب إليك فرصاً جديدة، وبالتأكيد ستجتذب إليك النجاح أيضاً. 
"طموحي هو أن أعيش كل يوم علي نحو جيد. فإذا استطعت فعل ذلك، أكون غاية في السعادة ". 
كريس باريز- براون، مُبدع وصاحب فكر مُجددً في عالم الأعمال 
خُض الاختيار 
كيف تعرًف النجاح؟ 
اكتشف الأمور التي تمثل حقاً أهمية كبيرة بالنسبة لك 
في بعض الأوقات، قد نغفل عن رؤية الأمور التي تمثل أهمية كبيرة بالنسبة إلينا، خاصة عندما نكون الطرف المستقبل لأفكار الآخرين حول النجاح، سواءً كان ذلك من وسائل الإعلام (أن تكون قائمة متابعيك تتخطي الأربعين ألفاً علي الإنستجرام؟) أو من الوالدين (هل يبدو الحصول علي وظيفة ثابتة، ومنزل رائع،  ومدخرات في البنك، مألوفاً بالنسبة إليك؟). كذلك هناك أقراننا؛ عندما يعلن صديق لك أنه تمت ترقيته إلي الدرجة التالية في السلم الوظيفي للشركة، أو تأسيس مشروعه التجاري الخاص ، أو أنه سيترك وظيفته؛ لأنه سيؤدي أعمالاً تطوعية في الخارج، فإنه من الصعب التوقف عن التفكير في " ألم يكن ينبغي لي أن أفعل ذلك أيضاً؟"، ولكن تحديد صياغة مفهوم النجاح الخاص بك هو أمر أشبه بأن تقوم بتركيب جهاز استشعار عن بعد لطموحك، بحيث يمكنك أن تنطلق في الاتجاه الذي تريده، بدلاً من أن تهيم علي وجهك علي أمل أن تسلك الدرب الصحيح. وسيساعدك الاختبار التالي علي التعرف علي طموحاتك الحقيقية عن طريق معرفة معني النجاح بالنسبة لك. وبمساعدة هذا الاختبار، وكذلك غيره من الاختبارات الموجودة في هذا الكتاب، ستحصل علي استفادة كبيرة منها عن طريق اختيار الإجابة التي تعكس كيفية شعورك أو رد فعلك في العادة، وبدلاً من أن تشير إلي ما تعتقد أنه هو " الإجابة الصحيحة " (فليست هناك إجابة صحيحة!). قد تدور بعض الأسئلة حول مواقف لا تنطبق عليك. وفي تلك الحالة، تمهل لتفكير في كيفية تصرفك أو شعورك في هذا الموقف، ثم اختر الإجابة الأقرب إلي ذلك.   

وضعت الاخبار " سالي براون" 
السؤال1 
إذا عرضت عليك الاختيارات الأربعة التالية، فأياً منها ستختار؟ 
أ. أن تصبح المدير التنفيذي لشرة ناشئة مبدعة تحدث فارقاً كبيراً في حياة الفئات المستضعفة في مجتمعك. 
ب. أن تحصل علي ترقية إلي وظيفة مرموقة تعكس مهاراتك وإنجازاتك. 
ج.أن تحصل علي وظيفة بدوام جزئي تستمتع بأدائها، ولكنها لا تعطيك إلا عائداً مادياً مريحاً. 
د.أن تحقق إنجازاً كبيراً في مجال إبداعي، مثل الكتابة أو التمثيل. 
السؤال 2 
طُلب منك أن تمثل شركتك في مؤتمر دولي في لوس أنجلوس. فكيف ستتصرف؟ 
أ.ستغتنم هذه الفرصة؛ حيث إنها فرصة لتعزيز سيرتك المهنية ووضعك داخل الشركة وخارجها. 
ب.ستتسائل: هل سيتوفر لك وقت لتعقد ورشة عمل إبداعية، وأنت هناك. 
ج.ستفحص أجندة أعمال المؤتمر، لتري هل هناك من سيتحدث عن التغيير الاجتماعي. 
د.ستسر لأنه طُلب منك ذلك، ولكنك ستقلق بشأن الوقت الذي ستمضيه بعيداً عن المنزل. 
السؤال3
أياً من هؤلاء ستختار أن تقرأ سيرته الذاتية؟ 
أ.شخص يعيد التفكير في التوازن بين الحياة والعمل، مثل" تيم فيريس " ، أو "أريانا هافينجتون". 
ب.مناصر لحقوق الإنسان، مثل"  مالالا يوسفزي"، أو" نيلسون مانديلا" 
ج.مخرج أفلام سينمائية، مثل"ستيفن سبيلبرج"، أو روائية، مثل"جيه.كيه.رولينج". 
د.شخص ناجح في مجال الأعمال، مثل"مارك زوكربرج"،أو"شيرل ساندبرج". 
السؤال4
ما القلق الذي قد يسيطر عليك؟ ومن المرجح أن يقض مضجعك؟ 
أ.ألا تقضي وقتاً كافياً مع عائلتك. 
ب.أن يترقي زميلك في العمل، فيعلو عليك في المكانة. 
ج.مشاهدة قصة صادمة عن الظلم أو الفقر في الأخبار. 
د.أن تحصل علي تقييم سيء للغاية علي أدائك، أو علي عمل قمت به. 
السؤال5 
أي من هذه العبارات ستشعر بالسعادة لرؤيتها في نعيك؟ 
أ."معروف عنه/ إنجازاته/ في هذا المجال". 
ب."مناصر اجتماعي لا يكل ولا يمل". 
ج."حكيم وهادئ، وكان وقته يتسع للجميع". 
د."كاتب/فنان/ أو ممثل موهوب". 
السؤال6
تخيل أنك فزت بمال يكفيك حتي إنك لن تضطر إلي العمل بعد الآن؛ فهل ستترك وظيفتك؟ 
أ.بالطبع ودون تردد! فأنا أود أن أحظي بفرصة التخفيف من سرعة وتيرة حياتي، حتي يتسني لي الاستمتاع بها. 
ب..أجل، ولكنني كنت سأؤسس جمعية خيرية أو أدير حملة ما بدلاً من ذلك. 
ج.أجل، حتي يتسني لي أخيراً التركيز علي تطوير مهاراتي في الكتابة/ الابتكار/ التمثيل/ إعداد الخبز. 
د.ليس بالضرورة، فانا لا أستطيع أن أتخيل ألا أعمل أبداً. 
السؤال7 
متي كانت آخر مرة"انجرفت" فيها(كنت منهمكاً جداً فيما تفعل حتي فقدت إحساسك بالوقت)؟ 
أ.عندما عكفت علي العمل علي آخر مشروعاتي الإبداعية.
ب.عندما ذهبت في نزهة مع شخص مقرب إليً(سواء أكان صديقاً، أم أحد أفراد العائلة، أم حيواني الأليف).
ج. عندما كنت أمارس العصف الذهني للتوصل إلي فكرة لجمع التبرعات. د.عندما كنت أعد لاجتماع مهم كان من الضروري فيه أن أترك انطباعاً جيداً. 
السؤال8
عندما تشعر برابط فوري مع شخص ما، فأي من هذه الصفات يتمتع بها هذا الشخص في الغالب؟ 
أ.الطيبة والعطف. 
ب.الإصرار. 
ج.نزعة إبدعية. 
د.الهدوء والثقة بالنفس. 
والآن أضف النقاط التي جمعتها من كل إجابة باستحدام الدول التالي، واكتشف مفهومك عن النجاح: 
إذا كان مجموع النقاط بين8و13