تاريخ كتشاف الإنسولين - Insulin
تم اكتشاف الإنسولين: سنة 1921م
ما هذا الاكتشاف؟
- الإنسولين هو هرمون ينتجه البنكرياس يسمح للجسم بسحب السكر من الدم وبالتالي حرقه لإنتاج الطاقة
من هو مكتشف الانسولين؟
- فريدريك بانتنغ Frederick Banting
أهمية اكتشاف الانسولين تاريخياً؟
إكتشف فريدريك بانتنغ طريقة لإزالة واستعمال «عصارة» بنكرياس الحيوانات لإنقاذ حياة مرضى السكر من البشر. يدعي هذا الهرمون «الإنسولين». لقد أنقذ اكتشافه ملايين الناس من براثن الموت.
وفي وقت جرت العادة فيه أن تكون كلمة السكري بمثابة حكم بالموت، وغابت فيه أية طريقة معروفة للتعويض عن وظيفة البنكرياس بعد توقفه عن إنتاج الإنسولين، جاء اكتشاف باتنغ ليغير الأوضاع رأساً على عقب.
رغم أن الإنسولين ليس علاج شافياً لداء السكر، إلا أن هذا الاكتشاف كان كفيلاً بتخفيف حكم الموت لهذا المرض إلى خلل قابل للمعالجة، يعيش به ملايين من الناس حياة صحية وطبيعية.
كيف تم اكتشاف الانسولين؟
في أوائل عام 1921م، جاء جراح الكسور الكندي، البالغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً، فريدريك بانتنغ Frederick Banting بنظرية- كانت أشبه بفكرة مبهمة، في الحقيقة - تصف طريقة لمساعدة المرضى المعانين من داء السكر.
كان المسلك المرضي لداء السكر معروفاً تقريباً ذلك الحين: الخلايا الخارجية من البنكرياس تفرز عصارات هضمية قوية، ولكن الخلايا الداخلية تنتج هرموناً رقيقاً يتدفق مباشرة إلى مجرى الدم. فأنسجة الجسم تحصل على طاقتها من السكريات الموجودة في التيار الدموي، والتي تأتي من الطعام. لكن الجسم لا يقدر علی سحب السگر خارجاً من تيار الدم دون وجود ذاك الهرمون المفرز من قبل الخلايا الداخلية للبنكرياس.
فعندما تتوقف الخلايا الداخلية لبنكرياس شخص ما عن صنع ذلك الهرمون، فإن خلاياه تعجز عن سحب السكر من الدم، وبالتالي يصبح التيار الدموي مكتظاً بالسكر ويكافح للتخلص منه عبر الزيادة في التبول. فيتعرض الجسم للجفاف، ويعتل الشخص في صحته حتى يموت.
إذن، كان الموت نتيجة حتمية للمريض بالسكر عام 1921م، في ظل غياب علاج ما يعيد للجسم توازنه الأيضي الطبيعي.
حاول الباحثون الحصول على هرمون البنكرياس (الذي أشاروا إليه ب «العصارة») من الحيوانات. ولكن عند طحن البنكرياس، فإن العصارات الهاضمة المفرزة من قبل الخلايا الخارجية كانت من القوة بحيث حطمت العصارة الرقيقة المفرزة من قبل الخلايا الداخلية قبل إستعمالها والإستفادة منها.
قرأ بانتنغ مقالاًً للدكتور موسيس بارون Moses Barron وصف فيه مصير بضعة مرضی عانوا من إنسداد في القنوات الناقلة للعصارة الهاضمة من الخلايا الخارجية للبنكرياس إلى الأمعاء. فكانت هذه الأحماض القوية قد إنحصرت داخل الخلايا الخارجية وحطمتها. أي يمكن أن نقول حرفياً أن الخلايا قد إنطفأت وتجففت.
تساءل بانتنغ إمكان تعمد قتل خلايا البنكرياس الخارجية لحيوان ما وبالتالي حصد عصارة خلاياه الداخلية للإستعمال من قبل مرضى السكر.
كانت خطته بسيطة بما فيه الكفاية: عمل عملية جراحية لربط القنوات الصادرة من الخلايا الخارجية لبنكرياس كلب، إنتظر للأسابيع الثمانية التي ذكرها الدكتور بارون في مقاله، وأمل بأن الخلايا الخارجية قد جفت وماتت.
أخيراً، في عملية ثانية، كان على بانتنغ أن يحصد بنكرياس الكلب ويرى إن كان لا يزال يحوي الخلايا الداخلية المنقذة للحياة وعصارتها الثمينة. وكان عليه أن يحدث مرض السكر اصطناعياً في كلب آخر ويلاحظ مدى قدرة السائل البنكرياسي للكلب الأول على إبقائه على قيد الحياة.
دون أي تمويل أو رأس مال، تدبر بانتنغ استعمال مختبر وستة من كلاب الاختبار. كانت العملية الجراحية بسيطة من نوعها، ولكن كان عليه الآن أن ينتظر ثمانية أسابيع لحين موت الخلايا الخارجية.
على أية حال، بحلول الأسبوع السادس دخل الكلب المريض حالة من الإغماء، تعتبر آخر مراحل مرض السكر قبل الموت. فقام بانتنغ بإجراء عملية فورية على أحد الكلاب الآخرين، وأزال بنكرياسه بنجاح، ثم طحن هذا النسيج واستخلص عصارته بإذابته في محلول للكلوريد، وحقن كمية قليلة من هذه العصارة إلى الكلب المريض بالسكري.
لم يمض سوى ثلاثين دقيقة حتى استفاق الكلب من غيبوبته، ثم توقف على قدميه في غضون ساعتين فقط، وبدأ بالتزحلق ثانية من أعلى التلة. بحقنة أخرى انتعش الكلب المسكين بالطاقة وبدأ بالنباح والتلويح بذيله. .
كان بانتغ في غاية النشوة والفرح. فقد صدق حدسه فعلا!
أطلق الدكتور جون ماكليود John Macleod على هذه العصارة إسم «إنسولين insulin»ª، وذلك خلال السنتين اللتين عمل فيهما مع الدكتور بانتنغ بحثاً عن طريقة للحصول على هذه العصارة الثمينة دون إلحاق الأذى بكلاب المختبر - مأثرة حققاها في النهايةªª.