إن أسوأ أوقات الأبوة تلك الأوقات التي تتصرف فيها قبل أن تفكر؛ إنها الأوقات التي تفقد فيها صبرك تلك اللحظات المروعة التي تصرخ فيها وتجأر وتهدد وتضرب أحياناً . وغالباً ما يمر بمثل هذه الأوقات الآباء أو الأمهات غير المهيئين لمهمة الأبوة أو الأمومة. ليس منا ولد وهو يعرف كيف يكون أباً أو أماً بالفعل. نعم إننا قد نحب أبناءنا من صميم قلوبنا وأرواحنا، ولكننا لم نولد بعوامل وراثية تمنحنا معرفة غريزية بالتصرف الصحيح الذي نستدعيه عندما يسيئ أبناؤنا السلوك، أو تجعلنا نعرف آليا كيف نحل المشاكل اليومية لتربية الأطفال. إننا لن نتعلم مهارات التربية المثالية بالصدفة، حيث إنها مهارات تتطلب أبحاثاً وتفكيراً وتخطيطاً لتحديد أفضل الحلول لكل مشكلة. لا أعتقد أنه بإمكان أي طاه مهما بلغت مهارته أن يدخل مطبخاً منزلياً وبدون أي توجيه أو وصفات أو مقادير يستطيع أن يُعد وجبة طعام فاخرة مع طبق حلو بمواصفات خمس نجوم. ولكن سوف تزداد فرصتنا لتناول وجبة لذيذة إذا استطاع هذا الشخص أن يجد طريقه إلي كتاب الطبخ الذي أفضله، ثم يذهب إلي متجر البقالة المجاور. بنفس الطريقة تقريباً سوف تصبح أباً أكثر توفيقاً، أو تصبحين أماً أكثر نجاحاً إذا وجدت طريقك لأفكار وحلول مجربة عندما تواجهك مشكلة من مشاكل التربية.
" التربية المثالية" هو كتابك المرشد الذي يتضمن كماً هائلاً من الأفكار. استخدمه كأساس لك كي تجد حلولاً هادفة وواعية لمشاكلك التربوية. وحين تصادف في أي وقت موقفاً يحيرك أو يُفجر نزاعاً في أسرتك، عليك بهذا الكتاب، تصفح الأفكار التي وردت به لهذا الموقف وغيره من المواقف الشبيهة. انظر كيف تتفق هذه الأفكار مع سياستك التربوية؟ وكيف تتوافق مع شخصية ابنك؟ وكيف يمكن توظيفها لصالحك وصالحه؟ ثم قم بإعداد خطة مكونة من عدة خطوات متعاقبة وتتبع تطبيقها. استمتع بفوائد هذا الدليل الزاخر بالمعرفة. استمتع بفوائد التفكير قبل التصرف. استمتع بفوائد " التربية المثالية "