تاريخ اكتشاف نظرية الانجراف القاري Continental Drift
تم اكتشاف نظرية انجراف القارات: 1915م
ما هو هذا الاكتشاف؟
- تنجرف قارات الأرض وتتحرك
من هو مكتشف انجراف القارات؟
- الفريد فيغنر Alfred Wegener
ما أهمية اكتشاف نظرية الإنجراف القاري؟
قبل إكتشاف فيغنر، اعتقد العلماء أن الأرض كانت بمثابة جسم ساکن - لا يتغير أبداً، الآن كما كان في السابق. قاد اكتشاف ألفريد فيغنر، بأن قارات الأرض تنجرف عبر وجه الكوكب، إلى النظريات الحديثة عن دراسة تركيب وحركات الطبقات الجيولوجية وإلى فهم صائب للكيفية التي تتحرك وتنساب وتتفاعل بها قشرة كوكب الأرض وغشاءه ولبه. كما خلق أول إدراك بالتاريخ الديناميكي لكوكب الأرض.
فك إكتشاف فيغنر ألغازاً مستعصية في العديد من حقول المعرفة وبنفس الوقت حرك أسئلة جديدة إلى السطح لا تزال موضع جدل إلى يومنا هذا. بأي حال من الأحوال، يقف هذا الاكتشاف حجر أساس في فهمنا الحديث لعلوم الأرض.
كيف تم اكتشاف نظرية انجراف القارات؟
ولد ألفرد فيغنر Alfred Wegener عام 1880م ببرلين. كان غير مرتاح البال على الدوام وفاعلاً أكثر من كونه مفكراً، فإنتقل بتخصصه الجامعي من علم الفلك إلى علم الأرصاد الجوية لأن «علم الفلك لم يتح فرصة بالحركة الجسدية». عقب تخرجه، تعاقد فيغنر على السفر إلى أيسلندا وغرينلاند لأغراض الإستطلاعات الجوية، وذلك عامي 1906 و1908م.
بينما لا يزال على سفره عام 1910م، لاحظ فيغنر التناسق المدهش للخطوط الساحلية لأمريكا الجنوبية وأفريقيا. لم يكن فيغنر، بطبيعة الحال، أول من يلاحظ هذا التناسق، ولكنه كان بالتأكيد أول من فكر بأهميته.
في عام 1911م، أظهرت خرائط محيطية جديدة الرفوف القارية للمحيط الأطلسي (الرفوف القارية هي عبارة عن رفوف تحت مائية سطحية تمتد خارجة عن القارات).
لاحظ فيغنر تناسقاً وتطابقاً بين الرفوف القارية لأمريكا الجنوبية وإفريقيا أفضل حتى من ذاك الذي لاحظه في الخطوط الساحلية من قبل. لقد «تطابقت كقطع لعبة الصور المقطعة». .
أدرك فيغنر أن هذا التطابق المتكامل لم يكن محض مصادفة، وتوقع بأن تكون القارتان مرتبطتين - يوماً ما - رغم أنهما منفصلتان الآن بعدة آلاف من أميال المحيط. لقد كانت تلك ملاحظة جذرية من نوعها طالما إفترض العلماء جميعاً بأن القارات لم تتحرك إطلاقاً عن مواقعها الراسخة على كوكب الأرض.
في ذات السنة أيضاًً، قرأ فيغنر دراسات لاحظت نفس الاكتشافات المتحجرة في أمريكا الجنوبية وفي أجزاء متناظرة من إفريقيا الساحلية. إفترض العديد من العلماء وجود جسر أرضي يوماً ما بين الإثنتين مما سمح للأنواع النباتية والحيوانية بالإختلاط ببعض. هذا الجسر، إسترسلوا في إفتراضهم، سقط منذ زمن بعيد إلى قعر المحيط.
من جانبه آمن فيغنر بإستحالة وجود جسر أرضي في الزمان القديم، وإلا لكان قد ترك علامات دالة على أرضية المحيط وخلق تشوهات تجاذبية لم يعثر عليها جميعا. فقرر في عام 1912م أن يعتمد على حقول ومصادر مختلفة لتجسيد دليل دامغ يثبت أن القارات كانت ملتحمة في يوم من الأيام.
إستسقى فيغنر معظم بياناته الجيولوجية من العمل الميداني الواسع النطاق لإدوارد سویس Eduard Suess. ففي مكان تلو الآخر، إكتشف سويس تطابق مضبوط للصخور الساحلية المتقابلة على جانبي المحيط.
تدّفق فيغنر خلال اكتشافات المئات من المسوح الجيولوجية ليظهر بأن ترکیب الصخور، إختلاطات الأنواع الصخرية، وطبقات الصخر على القارتين (أمريكا الجنوبية وإفريقيا) قد طابقت بعضها البعض على إمتداد الخط الساحلي. حيث وجد تراكيب تُعرف بالأعمدة (مرفقة بالماس) على كل من جانبي جنوب الأطلسي، وبوضع متقابل تماماً.
كما جمع أيضاً سجلات عن التجمعات الماضية والحاضرة للنباتات على جانبي الأطلسي وخطط لها ليبين الكيفية التي تطابقت بها على إمتداد خط الساحل.
التفسير الوحيد الذي قدر فيغنر على إعطاءه حول هذه التشابهات هو أن أمريكا الجنوبية وإفريقيا كانتا متحدتين في قارة واحدة ثم انحرفت إحداهما أو كلتاهما بعيداً. ثم توسع في نظريته لتغطي كافة القارات (فمثلا، كانت أمريكا الشمالية متحدة يوما ما مع أوربا) ووصل إلى إستنتاج مؤداه أن الكتل اليابسة لكوكب الأرض كانت ملتحمة ببعض في وقت من الأوقات مشكلة قارة واحدة شاسعة، أطلق عليها Pangaea أو«بانجيا» مشتقة من الإغريقية بمعنی «جميع الأرض».
دفع فيغنر بإكتشافاته ونظريته إلى النشر عام 1915م. كان علماء العالم شاكين باستنتاجاته ومتأثرين في نفس الوقت بكمية وتنوع البيانات التي قدمها. إكتشف فيغنر ظاهرة الإنجراف القاري، ولكن تعثر حين عجز عن شرح الكيفية التي إنجرفت بها القارات ماهية القوة التي قادها عبر قاع المحيط الأكثر كثافةª.
بعدها بأربعين عاماً، إكتشف هارفي هيس Harvey Hess ظاهرة إنتشار قاع البحر وملأبذلك هذه الثغرة في نظرية سلفه فيغنر.
الهوامش المرجعية:
ª كان فيغنر في خضم البحث عن الدليل القاطع لإثبات صحة نظريته، عندما تعرضت قافلته إلى عاصفة ثلجية هوجاء في جزيرة غرينلاند عام 1930م، فعثر عليه أصحابه ميتا بعد فترة.