تحكم في مستقبلك لماذا تحتاج إلى تأسيس مشروعك الخاص ؟
تغيرت القواعد
نحن نعيش أوقاتاً عصيبة ,فقد طالعنا على مدار السنوات القليلة الماضية عرضاً مستمراً من الخوف والرعب في العناوين الرئيسية , وقاعات الاجتماعات ,والمنازل في جميع أنحاء أمريكا وألفنا مصطلحات مثل العولمة والاستعانة بالعمالة من الخارج وتقليص العمالة وحبس الرهن والرهون العقارية ومبادلة مخاطر الائتمان وعمليات الاحتيال الاستثماري وإخفاقات وول ستريت الشديدة والركود الاقتصادي ....... إنها مجرد مقتطفات من الأخبار السيئة التي تتابعت الواحد تلو الآخر .
وخلال الأشهر القليلة الأولى من عام 2009 بلغت حالات تسريح العاملين في الشركات الأمريكية حوالي ربع مليون عامل شهرياً . وفي الوقت الذي أقوم فيه بتأليف هذا الكتاب في أواخر 2009 وصلت معدلات البطالة إلى 10.2% ولا تزال في ارتفاع بينما أصبح وضع البطالة المقنعة (حيث لاتزال تحتفظ بوظيفتك ولكن مع خفض هائل في ساعات العمل والأجر) أسوأ من ذلك وصار التراجع المنتشر في فرص الوظائف المربحة وباءً مدمراً لم ينج منه إلا القليل جداً . أصبح الجميع في خطر بدءاً من المديرين التنفيذيين والمديرين في الدرجة الوسطى إلى الموظفين الإداريين وطبقة العمال , ومن المصرفين إلى
موظفي الصرافة ,وحتى قطاع الرعاية الصحية الذي كان يعد منطقة آمنة حتى فترة قريبة , يسرح أعداداً كبيرة من القوى العاملة لديه .
في خريف عام 2008 انخفضت قيمة العديد من حسابات التقاعد الفردية فجأة إلى النصف , أو أكثر من ذلك وانهار قطاع العقارات وتبخرت جميع الأصول التي اعتقد الناس أنها ثابتة وموثوقة في الهواء واختفي الأمن الوظيفي وأصبح شيئاً مندثراً وفي استطلاع رأي أجرته جريدة يو إس إيه توداي قال 60 % من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع إنهم يرون أن الوضع الاقتصادي الحالي هو أكبر أزمة تعرضوا لها طوال حياتهم :
إنك تعلم كل ذلك بالطبع ولكن إليك الأمر الذي ربما كنت تجهله : كل تلك الأخبار لم تكن غير متوقعة ولكن بالطبع احتاج البعض إلى التعرض لكارثة اقتصادية كبرى ليبدأوا في إدراك حقيقة أن سبل معيشتهم في خطر ولكن دخلك لم يتعرض لهذا الخطر بين عشية وضحاها فدائماً ما كان معرضاً للخطر .
منذ سنوات وسكان الولايات المتحدة يعيشون على شفا كارثة : حيث يصارعون بين الوفاء بالتزاماتهم والتعرض للإفلاس معتمدين على راتب أو أكثر لتغطية نفقات كل شهر وبالتالي لايتمكنون من توفير أيه مبالغ نقدية للادخار على الإطلاق . ويعرف هذا الراتب بـ "مقايضة وقتك مقابل المال" وخلال فترة الركود يصبح هذا الراتب هو مصدر الدخل المتاح الأقل موثوقية . لماذا ؟ لأنه عندما يبدأ عدد العاملين في الانخفاض يقل حتماً الدخل المتاح في دورة الدفع مقابل وقتك .
لقد اخبرتك بهذا من قبل
لا أرغب في تأنيبك , لكنني ... أخبرتك بهذا الأمر من قبل .
قلت هذا مراراً وتكراراً عدة سنوات: لم يعد هناك شيء يدعي وظيفة آمنة ومضمونة : فقد أصبحت الشركات الأمريكية الكبرى أشبه بالديناصورات التي تترنح على حافة الانقراض والطريقة لتأمين مستقبلك حقاً هي التحكم فيه .
وهذا ما كتبته عام 2001 في كتاب بعنوان the business school for people who like helping people :
في رأيي أن الولايات المتحدة الأمريكية وكثيراً من الدول الغربية على وشك التعرض لكارثة اقتصادية ناجمة عن فشل نظامنا التعليمي في توفير برنامج تعليم مالي واقعي للطلاب
وفي العام نفسه قلت في مقابلة لحساب شركة نايتنجيل كونانت للتنمية الشخصية :
إذا كنت تعتقد أن صناديق الاستثمار ستنصفك وإذا أردت أن تخاطر وتعتمد على تقلبات سوق الأوراق المالية ثم انهارت مرة أخرى وأنت في سن ال 85 ؟ لن تكون لديك أيه سيطرة على الوضع . لا أقول إن صناديق الاستثمار سيئة, ولكنني إنها ليست آمنه ولا ذكية , ولن أراهن أبداً بمستقبلي المالي عليها .
لم يحدث أبداً في التاريخ أن يستثمر بأموال تقاعدهم على سوق الأوراق المالية . هذا ضرب من الجنون . هل تعتقد أن الضمان الاجتماعي سيقدم لك الدعم الذي تحتاج إليه ؟ إذن لابد أنك تؤمن بخرافات .
وكما قلت في مقابلة أجريتها في شهر مارس عام 2005 :
نقطة القوة الأولى في الأصول الورقية هي سيولتها , وهي نقطة الضعف الأولى فيها أيضاً . جميعنا يعرف أنه سيحدث انهيار اقتصادي آخر ويدمرنا مرة أخرى . فلماذا تفعل ذلك ؟
إذن ما الذي حدث للتو؟ لقد وقع انهيار اقتصادي مرة أخرى وأدى إلى تدمير كثير من الناس . لماذا حدث ذلك ؟ لأن عاداتنا وعقلياتنا ألحقت بنا الضرر .
في عام 1971 انحرف الاقتصاد الأمريكي عن قاعدة الذهب وبالمناسبة فقد حدث هذا الأمر دون موافقة الكونجرس ولكن الشيء المهم هو أنه حدث لماذا يعد هذا الأمر ذا أهمية ؟ لأنه سمح لنا بالبدء في طباعة مزيد ومزيد من المال بقدر ما نريد دون التقيد بأي قيمة فعلية صلبة وحقيقية .
هذا التحول البعيد عن الواقع فتح الأبواب أمام أكبر طفرة اقتصادية في التاريخ فعلى مدى العقود الثلاثة والنصف التالية انفجرت الطبقة الوسطي الأمريكية وبانخفاض قيمة الدولار وتضخم القيم العقارية المسجلة وغيرها .
من الأصول أصبح الناس العاديون أصحاب ملايين وأصبح الائتمان فجأة متاحاً لأي شخص في أي وقت وأي مكان , وبدأت بطاقات الائتمان في الانتشار سريعاً كالنار في الهشيم ولسداد تلك البطاقات الائتمانية بدأ الأمريكيون في استخدام منازلهم كأجهزة صرف آلي وإعادة التمويل والاقتراض ثم الاقتراض وإعادة التمويل .
ففي النهاية ترتفع دائما قيمة العقارات , أليس كذلك ؟
هذا خطأ فبحلول عام 2007 كنا قد انتهينا من ضخ كثير من الهواء الساخن داخل هذا البالون المالي على آخر طاقته , حتى انهار الوهم واصطدم بالأرض مرة أخرى . لم ينهر فقط بنك ليمان براذرز , وبير ستيرنز , بل خسر الملايين حسابات تقاعدهم ومعاشاتهم التقاعدية ووظائفهم .
أصبح عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر رسمياً في تزايد سريع كما أن عدد الأشخاص الذين يعملون بعد سن ال 65 في تزايد أيضاً
في خمسينيات القرن الماضي , عندما كانت شركة جنرال موتورز هي الأقوى في أمريكا , أخذت الصحافة جملة قالها رئيس الشركة وحولتها إلى شعار تم ترديده عدة سنوات "أينما تذهب جنرال موتورز يذهب اقتصاد الأمة كلها ". حسناً أيها الأصدقاء قد لا تكون هذه أخباراً سارة , لأن جنرال موتورز تعرضت للإفلاس عام 2009 وبحلول فصل الصيف من العام نفسه كانت كاليفورنيا تدفع فواتيرها بسندات الدين بدلاً من المال السائل .
وفي الوقت الحالي , نسبة الأمريكين الذين يمتلكون منازلهم أصبحت آخذة في الانخفاض كما وصلت حالات حبس الرهن العقاري إلى معدلات قياسية , وراحت أعداد أسر الطبقة المتوسطة في الانخفاض فيما تقلصت حسابات التوفير هذا إذا كانت موجودة من الأساس وارتفعت ديون الأسرة وأصبح عدد الأشخاص الذين يعملون بعد سن ال 65 في تزايد أيضاً وتجاوز عدد حالات الإفلاس الجديدة كل الحدود وصار عديد من الأمريكين لا يمتلكون ما يكفي للتقاعد ولم يقتربوا حتى من الحد الكافي .
ألم تسترع كل تلك الأخبار السيئة انتباهك ؟ بالطبع استرعته وأنت لست وحدك في هذه الحال فقد توقف الأمريكيون أخيراً عن التكاسل وبدأوا يستيقظون من غفلتهم هذا رائع أنت منتبه لما يحدث ولكن الحقيقة ليست سارة لذلك دعنا نلق نظرة أعمق , لنرى ما يعنيه هذا الأمر فعليا , وما الذي يمكنك القيام به حياله .