من المؤسف أن مريض الصرع قد يعاني من الصعوبات التي واجهها في تعامله مع المجتمع أضعاف أضعاف ما يعانيه بسبب النوبات ذاتها، فبينما يعامل ذوو العاهات الظاهرة كالأعمى ومبتور الساق أو الذراع والمشلول وغيرهم معاملة رقيقة من المجتمع نرى مريض الصرع محروماً من عطف الآخرين وتقبلهم له بينهم فيعيش منبوذا وتغلق في وجهه الأبواب في كثير من الأحوال، فيقاسي الأمرين الحصول على عمل مناسب، وفي تعامله مع رفاقه في العمل، ومن موقف أسرته من مرضه الذي يعكس خجلهم منه واعتباره مبعثاً للعار أحياناً فيتجنبون ظهوره في حفلاتهم ونشاطاتهم الاجتماعية خشية أن تفاجئه نوبة على مرأى من الناس فتفسد جو المرح وتربك الحاضرين وتعرضهم للحرج. إنه موقف ظالم أبلغ الظلم وقد آن الأوان لتراجع أنفسنا ونرحم المصروعين من ظلمنا الأبدي. من هم الأشخاص الذين ينبغي إخبارهم بأمر النوبات الصرعية؟
١- مدرسو الفصل الذي يدرس فيه التلميذ المصروع (المصاب بالصرع) وناظر المدرسة، وعلى هؤلاء أن يشرحوا الأمر لبقية التلاميذ بلباقة.
٢- الطرف الآخر في العلاقة عند الإقدام على الخطوبة أو الزواج.
٣- عامل المصعد حتى يتخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب وقوع حادث خطير إثر سقوط المريض اثناء النوبة.
٤- بعض الأشخاص المقربين للمريض الذين يلتقي بهم بصفة مستمرة .
ه_ إذا قضى الطفل ليلة أو أكثر في ضيافة أحد أصدقائه فإن من الضروري شرح أمر النوبات لوالدي هذا الصديق.
والأمل كبير في أن يأتي اليوم الذي لا يخجل فيه مريض الصرع وأهله وذويه من أن تباغته النوبة في الشارع أو في المدرسة أو في موقع عمله أمام الناس، فلا يشعرون بأدنى حرج، تماماً كما يحدث مع المريض الذي يتعرض لأزمة قلبية أو ذبحة صدرية أو نوبة ربو شعبي ولن يتأتى ذلك إلا إذا ارتقى وعي الناس وصححت مفاهيمهم عن هذا المرض الشائع