اكتشاف المضادات الحيوية - Antibiotics

تم اكتشاف المضادات الحيوية في تاريخ: 1910م

ما هو هذا الاكتشاف؟

  • مواد كيميائية تقتل الكائنات المجهرية الممرضة دون إلحاق الأذى بالمضيف البشري

من هو أو مكتشف للمضادات الحيوية؟

  • باول إيرليخ Paul Ehrlich

لماذا يُعد اكتشاف المضادات الحيوية أحد أهم مائة 100 اكتشاف في التاريخ؟

إن كلمة antibiotic مشتقة من اللغة الإغريقية بمعنى «ضد الحياة». كان الطب الشعبي البدائي يعتمد على بعض المركبات الطبيعية التي كانت تشفي أمراضاً معينة- كاللحاء المطحون لشجرة، بعض عفون الجبن، وفطريات معينة.  

عرف الأطباء بأن هذه المركبات الطبيعية كانت تعمل حقاً، ولكن لم تكن لديهم فكرة عن كيفية وسبب عملها ذاك.

أجرى باول إيرليخ أول تحقیق کیمیائی حديث للمضادات الحيوية واكتشف أولى مرکباتها الكيميائية. افتتح عمله هذا عصراً جديداً للبحث الطبي والدوائي وأسس لحقل العلاج الكيميائي. تَرجِع المضادات الحيوية ( أشهرها البنسلين المكتشف عام 1928م)، التي أنقذت حياة ملايين الناس، بأصلها الحديث إلى عمل باول إيرليخ.

كيف تم اكتشاف أول مضاد حيوي؟

ولد باول إيرليخ Paul Ehlrich بألمانيا عام 1854م. كونه طالباً موهوباً، دخل إيرليخ حقل الدراسات العليا في الطب، حيث انخرط حتى أذنيه في عملية صبغ النماذج النسيجية المجهرية وذلك لتوضيح رؤيتها تحت الميكروسكوب. وشأن بقية زملائه في هذا المجال، عاين إيرليخ من كون معظم الأصباغ محطمة للنماذج النسيجية قبل التمكن من فحصها على الأقل. فكافح من جانبه لإيجاد أصباغ جديدة لا تقتل أو تلحق الضرر بالكائنات المجهرية الرقيقة.

بأنَّ له من خلال عمله هذا أن بعض المركبات الكيميائية كانت تقتل بعض أنواع الأنسجة مما جعله يُفكر فيما لو كان بالإمكان السيطرة على هذه العملية.

إتضح في العام 1885م بأن الكائنات المجهرية كانت العامل المسبب للعديد من الأمراض، فإجتهد علماء عديدون جهداً كبيراً من أجل دراسة هذه البكتيريا تحت الميكروسكوب.

ومرة أخرى وجد إيرليخ نفسه أمام مشكلة قتل العديد من الأصباغ المتوفرة للكائنات قبل أن يتمكن من دراستها.

أوحت هذه المشكلة لإيرليخ بإفتراض وجود مركبات كيميائية يمكنها قتل الكائنات دون إلحاق الأذى بالمريض البشري، وبذلك يعالج المرض بقتل عامله المسبب فقط.

بأواسط العقد الأخير من القرن التاسع عشر، حول إيرليخ تركيزه على دراسة الجهاز المناعي وكيفية السيطرة على التفاعل بين السموم الكيميائية ومضادت السموم. ومرة أخرى خطر لإيرليخ أن يستفيد من فكرة إرتباط مضادات السموم بجزيئة سموم محددة وبالتالي تحطيمها، في صنع مادة كيميائية تعمل على نفس الوتيرة لترتبط مباشرة بالكائن المسبب لمرض ما فتحطمه.

أطلق إيرليخ على هكذا مادة كيميائية ب «الرصاصة السحرية»، وقد بدا له أن عمل خمس وعشرين سنة قد أفضى به مباشرة إلى هذه الفكرة.

خلال هذه الفترة بالذات، تم التعرف على دراسة العديد من البكتيريا المسببة للأمراض وبشكل معين، الأمر الذي نصب أمام إيرليخ أهدافاً بارزة ومعروفة لمهاجمتها في خضم بحثه عن طرق لصنع رصاصاته السحرية.

فإختار البدء بالسبايروكيت spirochete، الكائن الدقيق المسبب لمرض الزهري (السفلس)، مجربة مواد كيميائية مختلفة ومستعملاً قاعدة زرنيخية المركباته. فالزرنيخ ثبتت فاعليته في الفتك بعدد من الكائنات الدقيقة الأخرى.

في عام 1907م، كان إيرليخ قد وصل إلى المركب رقم 606 من بين المركبات التي قام بفحصها على أرانب موبوءة بمرض الزهري. بعد كل هذه المحاولات الشاقة ، تمكن هذا المركب من علاج المرض، فأسماه إيرليخ salvarsan «سالفرسان»

وأجرى أكثر من 100 تجربة إضافية عليه ليتأكد من فاعليته وسلامته للإستعمال البشري، ثم تبعها بعامين آخرين من البحث سعياً وراء إنتاج شكل من الدواء يسهل تحضيره صناعياً وإعطاءه للمرضی

ومن بين آلاف الأشكال التي جربها، كانت النسخة رقم 914 هي الأفضل، فأسماها neosalvarsan «نیوسالفارسان». .

كان آخر فحص يجريه إيرليخ على النيوسالفارسان هو إعطائه للمرضى المتقدمين ممن يعانون من اختلال عقلي - وهو آخر مراحل الزهري. بينما ساعد نیوسالفارسان جميع هؤلاء المرضى، فإن عدداً منهم شُفي تماماً من المرض.

كان النيوسالفارسان أول مركب كيميائي من صنع الإنسان يحطم الكائن المستهدف بشكل خاص دون التأثير على المريض. أرسى هذا الاكتشاف الحقل العلاج الكيميائي chemotherapy على اتساعه.

حقائق طريفة: تخضع «مقاومة المضادات الحيوية antibiotic resistance» للأحكام الإعتيادية للإنتخاب الطبيعي: تلك الشريحة من التجمع البكتيري التي تمتلك قدرة طبيعية على معاكسة تأثير الدواء هي التي ستعيش، وهذا تنتقل جيناها ليشاركها بها التجمع البكتيري برمته في النهاية. فقد إكتسبت بكتيريا عدة مناعة للكثير من المضادات الحيوية، الأمر الذي أقلق المخططين الطبيين بشان حدوث حالات وبائية طاغية من الأمراض في المستقبل القريب.