في أشكالها، وتدابيرها، وأنماطها المتعددة، صارت القيادة مصطلحا طنانا يتصل تقريبا بكل جانب من جوانب الحياة الحديثة. في السياسة، أدت مطالب العولمة، والنمو الاقتصادي البطيء، والديون السيادية المتفجرة، وما إلى ذلك إلى تحديات سياسية عامة لا يستطيع سوى القادة الحقيقيين حلها.
في مجال الأعمال التجارية، ما زالت التطورات التكنولوجية تستمر بسرعة في إعادة تعريف كل جانب من جوانب عالم الشركات بطرق تتطلب تفكيرا جديدا وذا رؤية، وهو نوع من التفكير لا يمكن أن توفره سوى القيادة الحقيقية- في التعليم، انخفاض عدد الطلاب، وارتفاع التكاليف المفرط، والمناهج التعليمية الجديدة تضع مطالب غير مسبوقة على عاتق مديري الكليات والجامعات والتي لن يتمكن سوى الأكثر موهبة منهم من الوفاء بها - في ظل هذه الظروف، فإنه ليس من المستغرب أن تظهر صناعة صغيرة تدور حول موضوع القيادة. وفي حين ما زال هناك من يعتقدون أن القادة يملكون صفات فطرية لا يمكن تدريسها، فإن الغالبية العظمى تعتقد أنه يمكن إنتاج القادة. تؤمن هذه المجموعة الثانية بأن مزيجا جيدا من المهارات التقنية، وخبرة عملية من واقع الحياة، وتقنيات الإدارة الشخصية يمكنه أن يؤدي لإنتاج قائد فعال. في حين أن عوامل مثل الكفاءة المهنية والخبرة العملية المؤثرة هي من الجوانب المهمة التي لا يمكن إنكارها في خلفية أي قائد، فهناك متغير آخر عاد ما يهمله أولئك المشاركون في مناقشة القيادة. إنه ينطوي على نظرة واسعة للحالة الإنسانية، ما يمكن أن يدعى "فلسفة الحياة" . فرضية هذا الكتاب هي أن السمة المميزة الرئيسية للقائد الحقيقي يمكن إرجاعها إلى نظرة فلسفية مطلعة للعالم وأن التقليد الكلاسيكي القديم هو مصدر غني وقيم لمثل هذه الرؤى. يقدم المؤلفان هذا الموقف على سواه لأنهما يريان فضيلة البحث الفلسفي كضرورة دائمة، وهي اليوم بنفس قيمتها قبل 2500 سنة.