عند استخدام كل سؤال على حدة، تصبح الأسئلة الخمسة أدوات قيمة للحكم، لكن عند استخدامها معا، تصبح أكثر من ذلك بكثير. فهي تعطينا فلسفة مهمة للإدارة - طريقة لفهم ما يفعله المديرون بالفعل وأهميته. لا تتكون هذه الفلسفة من مفاهيم مجردة، أو مبادئ ملزمة، أو قالب يصلح لجميع الأغراض. إنها فلسفة عمل. إنها تنظيم، وتوجه، وعادة عقلية، ودليل للتصرف.
تقول هذه الفلسفة إن أساس عمل الإدارة هو حل المشكلات الصعبة بطرق عملية. تقول أيضا إنه، إذا أردت أن تكون مديرا ناجحا اليوم، يجب أن تكون قادرا على التعامل مع التعقيدات من جميع الأنواع، والإتيان باستنباطات منطقية من تشكيلة واسعة من المعلومات، واستخدام أدوات تحليلية متخصصة. لكن، لأن تحديات المنطقة الضبابية هي أساس عمل الإدارة، فإن هذه المهارات التحليلية ليست كافية. أنت تحتاج أيضا لمنظور إنساني في عملك.
كلمة "إنساني" قد تبدو مثل شيء من فهرس جامعي تقليدي، لكن الفكرة وراءها متعلقة بشكل مباشر باتخاذ قرارات صعبة فى العمل والحياة. لدى الإنسانية تقليد قديم. تمتد جذوره في الماضي إلى الكتاب القدامى، وأصبح قوة قوية، معرفيا وسياسيا، خلال عصر النهضة. سأل الإنسانيون أسئلة أساسية، وحاولوا الوصول إلى الأساسيات بشأن ما يهم بالفعل في الحياة، وما يحفز الناس، وكيف يعمل العالم في الواقع. هذه الأساسيات تصبح مركزية عندما تعمل على مشكلة منطقة ضبابية كمدير، والآن يجب أن تحلها كإنسان.
الملحق أ يعطي نظرة عامة تاريخية وفلسفية عن الحركة الإنسانية كما هي مستخدمة في هذا الكتاب.
هذه الفلسفة الإنسانية للإدارة لا تحاول وضع التحدي المعقد الفوضوي لحل المشكلات الصعبة بالقوة في إطار عمل تحليلي نهائي. إنها تقول إن عليك تفحص المشكلة من خلال مجموعة من وجهات النظر. يجب أن تعتمد على حكمك، الذي يعكس تفكيرك، ومشاعرك، وحدسك، وتجاربك، وآمالك، ومخاوفك. وتقول إن الإجابة الصحيحة، في النهاية، لمشكلة منطقة ضبابية هي الإجابة التي تقرر أنها مناسبة - لكن فقط بعد معالجة المشكلة بأبعادها التحليلية والإنسانية الكاملة. طريقة التفكير هذه يصعب استخلاصها في بضع كلمات أو عبارات لكنها، كما أعتقد، النظرة العالمية الضمنية إلى الرجال والنساء الناجحين المسئولين الذين يجدون طرقا لاجتياز كل المناطق الضبابية الموجودة حولنا في كل مكان.