عندما ألفت هذا الكتاب، أكدت أن الحساسية شيء فطري. وكنت أعلم أنها موجودة في الأطفال منذ ولادتهم، وكذلك في الحيوانات التي تمر بالحالة نفسها؛ إذ يمكنك اختيار سلالات معينة من الحيوانات كي تتم تنشئتها، بحيث تتصف بالحساسية المفرطة، ولكنني لم أطلع على أي أبحاث وراثية في السابق تستخدم مقياس الحساسية أستطيع أن أبني هذا الفرض عليها، ولكن هناك أبحاثا موجودة الآن. وقد ذكرت بالفعل إحدى تلك الدراسات التي أظهرت نتائج عن هذا الأمر المتعلق بوجود اختلاف في أحد الجينات، الذي يؤثر في إفراز مادة السيروتونين في المخ. أما "تشونهوى تشين" ومساعدوه، الذين يعملون في الصين، فقد سلكوا مسلكا آخر؛ فبدلاً من أن يبحثوا عن .جين واحد ذي سمات محددة، بحثوا في مختلف الجينات (التي يبلغ عددها ٩٨ جينا) التي تؤثر في كمية مادة الدوبامين، وهي مادة كيميائية مهمة في عملية نقل المعلومات، التي توجد في مناطق معينة في المخ. ووجدوا أن مقياس الحساسية المفرطة مرتبط بـ ٠ ١ اختلافات لـ ٧ جينات تتحكم في إفراز مادة الدوبامين. وعلى الرغم من موافقة معظم الأشخاص على أن أغلب سماتنا الشخصية موروثة، فلم تعثر أية دراسة على جين له علاقة وثيقة كهذا الجين، عندما درسوا الصفات المتعلقة بالشخصية، كالانطوائية، والوعي، أو القبول؛ فهؤلاء الباحثون، الذين أجروا بحثهم في الصين، بحثوا بدلاً من ذلك عن الحساسية المفرطة، وكانوا يعتقدون أن الحساسية "متأصلة في الجهاز العصبي" . ومن المثير للاهتمام، أنه كانت هناك مجموعة مركبة من الاختلافات الجينية المتسببة في هذه السمة، ووظيفة هذه الاختلافات غير المعروفة؛ لذا سيكون من الصعب فحص تلك الجينات الشخصية. وبالإضافة إلى هذا، فإنه، لسبب ما، سيكون من الصعب جدا الحصول على النتائج نفسها في كل سمات البحث المتعلقة بالجينات، باتباع الأساليب نفسها؛ فيجب علينا مطالعة العديد من الدراسات المشابهة حتى نتأكد. وعلى الرغم من هذا، فأنا على يقين بأن هذه السمة هى سمة وراثية. قد نكون مجموعة متميزة عن بقية البشر على الرغم من أنني صرحت في هذا الكتاب بأنك إما أن تكون شخصا مفرط الحساسية، أو أنك لست كذلك، فإنني لا أمتلك دليلاً قاطعا على هذا، بل إنني توصلت لهذا الافتراض؛ لأن "جيروم كاجان" ، الذي يعمل في جامعةهارفارد، أثبت أن هذا صحيح فيما يتعلق بحالة الكبت لدى الأطفال، وهذه تسمية غير صحيحة لسمة الحساسية، ولكنها مفهومة، مع العلم أن الدراسةتمت على مراقبة أطفال لا يندفعون إلى الغرف المليئة بالدمى المعقدة والغريبة، ولكنهم يتوقفون لمراقبة الآمر أولاً، ولكن يرى كثير من العلماء أن ترتيب ذوي لحساسية يكون في القمة، بينما يقبع البقية في المنتصف؛ حيث قدمت رانشيسكا بوريس فى أطروحة لنيل الدكتوراه، فى جامعة بيليفيلد الألمانية، تحليلا إحصائيا يفرق بين الفئات والأبعاد في دراسة أجريت على أكثر من ٩٠٠ شخص ممن خضعوا لمقياس الحساسية المفرطة. وقد كشفت فرانشيسكا عن كون الشخص مفرط الحساسية يعد فئه معينه، وليس بعدا. ففي أغلب الأحيان، إما أن تكون داخل هذه الفئة أو لا تكون. وما زالت الأبحاث مستمرة . فمن الصعب تحديد النسبة المئوية للأشخاص ذوي الحساسية المفرطة داخل شعب ما؛ لأن هناك العديد من الأسباب التي تؤثر في تلك النسبة، وتجعلها تتراوح بين ه١/و٢٠/،أو ما يزيد. وبالإضافة إلى هذا، فهناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر في تقييم الأشخاص؛ لذا من الممكن أن يحصل بعض الناس على تقييم متوسط لأسباب ليست لها علاقة بمستوى الحساسية الحقيقي لديهم. ومن الممكن أن يكون هناك بعض الأفراد الذين يقدمون  الأشياء تقييما أدنى من غيرهم، أو قد يكون بعض الأشخاص مشتتين في يوم خضوعهم للاختبار، إلى آخر تلك الأسباب. وبالإضافة إلى ذلك، دائما ما يسجل الذكور درجات أقل في التقييم، على الرغم من أننا نعلم أن هناك العديد منهم يولدون بهذه السمة؛ فبطريقة ما يؤثر الاختبار في الذكور بطريقة مختلفة وذلك غالبا ما يكون بناء على البيئة الثقافية التي ينتمون إليها، وبصفة عامة لا يسجل الأفراد غالبا درجات متوسطة في الاختبار، ولكنهم إما أن تكون لديهم هذه السمة، وإما ليست لديهم. الصفات الأربع التي تصف تلك الحالةعندما ألفت كتاب -¡Psychotherapy and the Highly Sens tive Person في عام ١١ .٢ (لمساعدة المعالجين على معرفة الكثير عن تلك السمة الخاصة بنا، خاصة أن هذه السمة ليست بمرض أو نقص)، قمت بوضع اختصار له، وهو DOES ، وذلك لكي أساعد المعالجين على تقييم هذه السمة؛ فقد أحببت هذا الاختصار؛ لأنه يصف حالتنا، ويصف الأبحاث التي أجريت عنها.