إن أولى الدراسات التي نشرناها في هذا السياق (التي قمنا عليها أنا وزوجي، وهو بارع في تصميم الأبحاث) قد أوضحت مقياس الشخص ذي الحساسية المفرطة في هذا الكتاب. وكان الفرض من هذا البحث هو توضيح أن الحساسية المفرطة تختلف عن الانطواء أو العصبية (مصطلح خاص بوجود ميل نحو التوتر أو القلق المفرط) . وقد كنا محقين؛ فالصفات لم تكن متشابهة، ولكنها كانت وثيقة الصلة بالشعور بالعصبية. وقد ورد إلي كثير من الاستفسارات عن هذا البحث، وتم نشر السلسلة الأخرى لنا من الدراسات عام ٢٠٠٥، موضحه أن الأشخاص مفرطي الحساسية الذين يعانون اضطرابات في الطفولة هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، أو القلق، أو الخجل، من أولئك الأقل حساسية، والذين مروا بالظروف نفسها في الطفولة، ولكن الأشخاص الذين قضوا طفولة جيدة ليسوا عرضة للإصابة بتلك
الأمراض أكثر من غيرهم. وكانت هناك بعض المؤشرات وكثير من المؤشرات منذ ذلك الحين على أنهم أكثر صحة وسعادة من أولئك الأشخاص الذين لا يتصفون بالحساسية المفرطة، ثم أثبتت دراسة حديثة أجرتها "ميريام ليس" وأخرون النتائج نفسها، بصورة أساسية عن  الاكتئاب، ولكن تذكر أن هذا هو المعدل المتوسط ؛ فقد يصاب بعض الأشخاص الذين يتسمون بالحساسية الذين قضوا طفولة جيدة بالاكتئاب، وقد ينجو أولئك الذين قضوا طفولة سيئة. وبالإضافة إلى ذلك، فإننا نتأثر بالعديد من الأمور غير تلك الأمور الخاصة بصعوبات الطفولة؛ فمن المؤكد أن مستوى الضغط الذي يقع على الشخص له تأثير كبير. وللأسف، فهناك القليل من الدراسات السريرية عن العلاقة بين كونك شخصا مفرط الحساسية وإصابتك على سبيل المثال بالتوتر، أو الضغط، أو كونك تعاني رهابا فيما يتعلق بعملية التواصل بغض النظر عن عملية "التنشئة"،وهو ما يظهر ذوي الحساسية المفرطة كأنهم أشخاص يعانون هذه المشكلات.ومن ثم لن أذكر تلك الأبحاث هنا, ولكن يمكنك البحث عنها في ملخص البحث عام ٢٠١٢ المذكور سابقا.