بما أن هذا الكتاب قد تم تأليفه في فترة تعد بداية لتغيير طفيف؛ لذا فكرت في أنه تجب على مراجعته، ولكن عندما قمت بمراجعة الكتاب، لم يكن هناك الكثير مما يمكن تغييره؛ فهو يحقق غايته تماما، ولكن مع وجود ثلاثة استثناءات؛ أولها, أنني أردت أن أضيف تلك الأبحاث العلمية الموسعة، وهذا هو الشيء المهم. وسبب أهمية تلك الأبحاث أنها تجعلنا جميعا نصدق أن تلك الصفات موجودة بالفعل؛ لذا فإن كل ما يوجد داخل هذا الكتاب حقيقي. الاستثناء الثاني، هو أنه يوجد الآن توصيف بسيط وشامل لتلك الصفات الأربع، وهو يعبر عن جميع الجوانب بطريقة جيدة؛ فأول جزء منه هو معالجة الأمور بتعمق، فالسمة الأساسية بيننا هي مراقبة الأمور والتفكير فيها قبل أن نتصرف، فنحن نعالج الأمور بدقة، سواء كنا على دراية بذلك أم لا. وثاني أجزاء ذلك التوصيف هو الانتباه المفرط؛ حيث إنك لو منحت الكثير من الانتباه إلى كل شيء من حولك، فسرعان ما سيصيبك الإرهاق. وثالث أجزاء ذلك التوصيف هو تأكيد تفاعلاتنا العاطفية، وامتلاكنا عاطفة شديدة، تساعدنا من بين الصفات الأخرى على الملاحظة والتعلم. وآخر جزء من ذلك التوصيف هو الحساسية تجاه كل ما يجري حولنا، وسأقوم بتوضيح هذا بشكل أكبر عند مناقشة هذا البحث. أما الاستثناء الثالث، فهو أن هناك أمرا بسيطا يجب الاكتراث له الآن، وهو مناقشة الكتاب مضادات الاكتئاب، التي تتركز في البروزاك المستخدم في صناعة العقاقير المضادة للاكتئاب؛ حيث إن الأبحاث عن المعالجة الدوائية للقلق بدأت في الانتشار منذ عام ١٩٩٦، وهناك العديد من المؤيدين والمعارضين لهنا الأمر، فهل هذه الأدوية تدمر بقية أجزاء الجسم؟ أم هذا مجرد دواء وهمي لمعظم الأشخاص، يمنحهم الشعور بالراحة، تماما كأن يتناولوا بعض قطع السكر؟ ولكن ماذا عن حالات الانتحار التي تتسبب في منعها؟ ألم تتحسن حياة الأفراد الذين كانوا يتعاملون مع من كانوا يعانون الاكتئاب، ثم تعافوا منه الآن؟ فالجدال ما زال قائما بين الفريقين، وكلا الجانبين يستحق أن نتفهمه. ولحسن الحظ، فإن وجهتي النظر متاحتان الآن عبر الإنترنت (ولكن تجب عليك قراءة الأبحاث العلمية، وتجنب تلك القصص المخيفة لدى كلا الجانبين)؛ لذا نصيحتي الأساسية لك هي: احصل على المعلومات الكافية، ثم قرر ما يجب عليك فعله، فتكوين فكرة عن الاكتئاب قبل أن تصاب به شيء جيد؛ لأنه في ظروف معينة يكون الأشخاص ذوو الحساسية المفرطة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الناحية الوراثية، ومن الصعب اتخاذ قرار بعد إصابتك بهذا المرض. أما الآن، فلو كنت غير مهتم بالبحث عما يتعلق بالحساسية المفرطة، فيمكنك التوقف عن القراءة، أو الاكتفاء بإلقاء نظرة سريعة. ربما تكون على دراية بهذا الأمر بالفطرة، أو تعرفه "بوجدانك" مع عدم الحاجة إلى التفكر. وعلى الرغم من ذلك، أستطيع أن أتخيل أنك أ حيا دا تضطر إلى إرضاء شكوك الآخرين، أو كرههم اقتراحك بأنك شخص ذو حساسية مفرطة، وربما تعجبك بعض الأدوات التي تمنحك إياها نتائج الأبحاث للتعامل مع هذه المواقف.