التقرير السيكولوجي للإختبار النفسي:
بعد أن يقوم الأخصائي الإكلينيكي بدراسة وفهم عالم شخصية المريض أو المفحوص. من خلال مختلف الأساليب والوسائل المستخدمة - تأتي مرحلة هامة في العمل الإكلينيكي وهي مرحلة تثبيت المعطيات ووضع التقرير Rapport عن الحالة المطروحة أو عن هذه الشخصية بقصد العلاج أو التوجيه والإرشاد.
إن مهمة الأخصائي، في هذه المرحلة، هي استخلاص النتائج التي حصل عليها من خلال البيانات والمعطيات ثم تقديمها في صورة شاملة.
والتقرير السيكولوجي يعني تقديم صورة كلية وافية عن شخصية المريض، مما يساعده على الفهم العميق للجوانب الكثيرة من شخصية الفرد ومشكلاته.
ولكي يفي التقرير بالغرض المطلوب، ينبغي أن يلتزم الأخصائي بتقدير الأمور بالشكل الذي يمكن للجهات المختصة أن تفهمه، وبالتالي يمكنها من مساعدة المريض وإرشاده بأفضل أساليب التعامل والعلاج.
ولكي يحقق التقرير السيكولوجي غايته، يتعين أن يتصدى الأخصائي لمشكلات إعداده من حيث المحتوى (وصف المريض وسلوكه وتاريخه ونتائج الاختبارات والفحوص والتقارير والتشخيص والتوصيات)، أسلوب التقرير وتنظيمه (بنيان الجمل، ترتيب الموضوعات، تقسيمه.. إلى أجزاء)، ثم تقنينه بحيث ييسر الممارسة الإكلينيكية، مع الاحتفاظ بالقدر الضروري من المرونة لمواجهة مطالب الموقف والحالة الفردية.
إعداد التقرير للاختبار النفسي:
وفي هذا الإطار، فإن إعداد التقرير يتطلب الإلتزام ببعض الاعتبارات التالية:
1- محتوى التقرير النفسي:
وهو يشتمل على وصف المريض، تاريخه، حياته، ومشكلته.
1- فمن حيث وصف المريض، يتناول التقرير تسجيل عمر المفحوص، وجنسه، ووضعه الاجتماعي والمهني، وحالته العائلية رأي تبيان العلاقة بين المفهوم ووالديه وبينه وبين إخوته، هل هي علاقة جيدة أم سيئة أو يشوبها بعض التوتر والقسوة...). وفي هذا الإطار، يقدم الأخصائي في تقريره صورة كاملة تقريبا عن المظهر العام للمفحوص من حيث اهتمام أو إهماله للشكل الخارجي، وكذلك وصف حالته الجسمية، والمزاجية والسلوكية من حيث تعابيره وتصرفاته أثناء الاختبار من تردد أو ارتباك أو حيرة أو اضطراب، أو من حيث الاستقرار والارتياح.
أما من حيث تاريخ الحياة، فتسجل المراحل الهامة من تاريخ حياة المفحوص، من حيث ظروف ولادته وكيف تمت طبيعية، عسيرة..)، وتجربته الطفولية والخبرات التي مر بها وانعكاساتها في حياته، وعلاقاته الأسرية، ثم تسجيل الحالة الصحية والأمراض التي تعرض لها أو الحوادث التي صادفها وتركت آثارها على نموه الجسمي أو النفسي.
والغاية من تسجيل هذا التاريخ هو إعطاء نبذة عن الصورة الحية التي عاشها الفرد واختبرها في ماضيه وما هي عليه الآن في حاضره.
أما من حيث المشكلة المطروحة، فيسجل الأخصائي بداية ظهور المشكلة عبد المريض واحساسه بها، ومدى معاناته لها، وكذلك تسجيل نوعية يتركز حولها اهتمام المفحوص، (مثل الشعور بالذنب أو تبرير الذات كما تبدو من خلال الصراعات الناجمة عن ذلك، وكذلك الآواليات الدفاعية التي تميز سلوك المريض وتحكم استجاباته ومواقفه)، مبينة الدوافع اللاشعورية الكامنة وراء هذه المشكلات، وتلك الدفاعات التي يلجأ إليها. أي من الضروري أن يبين الأخصائي عمليات التفاعل الدينامية في شخصية المريض، وكذلك دور المواقف التي تحدد استجاباته.
كما يتضمن محتوى التقرير تسجيل الوظائف العقلية وخصائص الشخصية كما ظهرت في نتائج الاختبارات والفحوص والتشخيص. فيبين الأخصائي خصائص النشاط الذهني عند المريض ومستواه من حيث تقييم درجته كما تتمثل في وعيه وذاكرته وقدرته على استيعاب ونهم المواقف، وكذلك درجة ذكائه ومستواه التحصيلي أو المهني. ثم يبين الأخصائي دينامية الشخصية من حيث نمط التفاعل والعلاقات والعواطف بالنسبة للمريض.
۲ - أسلوب التقرير:
يسجل الأخصائي استجابات المريض وكل ما يصدر عنه من كلمات وحركات، وتعبيرات انفعالية، في إطار كلي منسق، مبينة بنيان الجمل والكلمات بأسلوب علمي واضح (فإجابات المريض وما تتضمنه من عبارات وكلمات، إلى جانب الحركات والتعبيرات لها دلالات إكلينيكية هامة تفيد في الكشف عن الجوانب العديدة من شخصيته).
٣ - الاستنتاج والتوصيات:
بعد تقديم وصف ظروف الفحص ومختلف العوامل المرتبطة بالاستجابة، وتوضيح مدى استبصار المريض واستجابته لمواقف معينة، فإنه من الضروري أن ينتهي التقرير بملخص مركز وتوصيات واضحة عن شخصية المريض وتوجهاتها العامة وإمكانياتها الذاتية.
ويتعين على الأخصائي أن يقدم في نهاية تقريره تشخيصه ملخصة عن شخصية المريض، وتنبؤاً ممكنة بصدد المشكلة المطروحة ومداها، وتوصيات عن طرق الإفادة من نتائج الفحوص والتشخيص، وخاصة في الجوانب العلاجية
كل ذلك بأسلوب علمي دقيق، مع مراعاة اللغة العلمية السيكولوجية، لما لها من أهمية بالغة في فهم التقرير.