يكون الاعتذار أكثر صعوبة حين نفعل شيدا يستوجب اعتذارنا، أو عندما نندم على سلوك ارتكبناه. وهنا تكون لعبارة الاعتذار، وإن كانت قصيرة، وعذبة، ومتأخرة، أهمية كبيرة.
لم تستطع "ديبورا" ، وهي من المترددين على عيادتي‘ حضور حقل زفاف أختها الصغرى لتوافق موعده مع موعد مؤتمر كانت ستقدم فيه بحثا، وكان موعد المؤتمر قد تم تحديده قبل أن تحدد أختها، سكاي، موعد زفافها بوقت طويل، وكانت ديبورا غاضبة من أختها؛ لأنها كانت تتوق إلى حضور حفل زفافها، ولإصرار أختها على أن الموعد الذي اختارته لإجراء حقل الزفاف هو الموعد الوحيد المناسب لها، ولكن في يوم حفل الزفاف شعرت ديبورا بحزن شديد؛ لأنها اختارت ألا تذهب، وتمنت لو كانت مع أسرتها في مثل هذه المناسبة المهمة.
على الرغم من أن الأختين قد تجاوزتا الأمر، ظل ما حدث يعكر صفو علاقتهما. وفي البداية لم تكن "ديبورا" تنوي أن تعتذر لأختها "سكاي" ؛ لظنها أن الأخرى هي من عليها الاعتذار، وقد قالت لي إن أختها ليس لها عذر في إعلان موعد الزفاف، وكأنه قد "قضي الأمر" دون وضع موعد مؤتمر "ديبورا" في الحسبان. ولاحقا، بعد أن شعرت "ديبورا" بأنها ارتكبت خطاً فادحا؛ لأنها اختارت حضور المؤتمر بدلاً من حضور حفل زفاف أختها، لم تكن تود أن تعيد فتح الموضوع لسبب آخر؛ وهو أن الاعتذار في رأيه سيصعد الموقف، ويتسبب لكل منهما في الضيق.
وبعد سنوات من هذا، وفي نوبة مفاجئة من العاطفة الجياشة من "ديبورا" تجاه أختها، قامت دون تفكير بإرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى ’سكاي، قائلة: لم أخبرك قط بمدى الحزن الذي شعرت به لعدم حضوري حفل زفافك، وبمدى أسفي للقرار الذي اتخذته. وقد ظللت أسأل نفسي في اليوم الذي كنت أقدم فيه بحثي في المؤتمر ماذا أفعل هنا؟ ، لكن ليس لدى أي تفسير أو عذر لذلك القرار الغبي الذي اتخذته؛ فردت عليها أختها قائلة: حقا يا ديب، لقد كنت غبية فعلاُ ليس البريد الإلكتروني بشكل عام وسيلة جيدة لتقديم الاعتذار، لكن في ذلك الموقف، أخبرتني ديبورا بأن كل شيء بينهما أصبح أكثر سلاسة بعد هذه المصارحة، وأضافت: بدت المسألة كأنني استعدت جزءا من الثقة والتقارب بيننا، لم أكن أعلم أنه كأن مفقودا قط.