منزل صغير في ضواحي مدينة وارينجتون- وفي عامي الأول من العمل ربحت مبلغا هائلاً يقدر بـ ٠ ٠ ٢٣ دولار. هذا في عام كامل. فاتورة ضرائبي كانت ضئيلة هذا العام. في الحقيقة، لم تكن موجودة.
وتخلى عني محاسبي لأنني كنت أضيع وقته- لكن رغم هذه البداية غير المبشرة، فإن الأمور بدأت بالتحسن تدريجيا. ونما عملي في التدريب والتطوير. وبمرور الوقت‘ ارتقى عملي لمستوى التحدث في المؤتمرات والمناسبات الجماعية. وبدأ الناس في تسميتي متحددا تحفيزيا.
( البعض قال أيضاً إن لدى شبها عابرا بالممثل داستن هوفمان - في سنوات شبابه، كما أتمنى) .
لكن كان هناك تحد. أنا لست شخصاً مشهورا (فيما عدا في نظر أمي) . فأنا لم أتسلق قمة إفريست، ولم أبحر حول العالم وحدي، ولم أذهب للقطب الشمالي، ولم أتغلب على مرض السرطان، ولم أفقد أحد أطرافي أو أفز بميدالية ذهبية.
أنا فقط رجل عادي - ورغم ذلك كان على أن أتنافس كمتحدث، ليس فقط مع الشخصيات المشهورة من كل المجالات، ولكن مع الأطباء والأساتذة ورجال الأعمال المليونيرات كذلك. بينما أنا مجرد شخص طوله أقل من المتوسط من مدينة مانشستر وأشجع وياللغرابة ناديي برادفورد سيتي وويجان أتليتك لكرة القدم (إنها قصة طويلة) وألفت كتابا عنوانه(SUMO ( Shutلكن رغم ذلك أبليت بلاء حسنا. فقد تحدثت في كل مكان حول العالم. من بولتون حتى بالي، من روكدال حتى ريكيافيك، ومن تود موردن حتى طهران- وحتى الوقت الحاضر تحدثت إلى ما يزيد على ربع مليون شخص في أربعين دولة. بعضها دفع عن طيب خاطر ليسمعني وأنا أتكلم. بينما آخرون أرسلهم رؤساؤهم وكانوا يودون بوضوح لو كانوا في مكان آخر- إذن كيف استطعت أن أطور حياة مهنية ناجحة في مجال الخطابة في ظل خلفيتي العادية، وغير المميزة.
بوضوح، دعم الآخرين أمر ضروري، ولا أنكر أن للتوفيق دورا في هذا الأمر- وقد زادت كتبي من شهرتي، ولكن ليس إلى الحد الذي يمكنني من أن أوصف بأنني شخص مشهور، فأنا لست كذلك. لكن هناك شيئا فعلته. لقد عملت بجد شديد على أمرين.
الأمر الأول، رسالتي - ما الذي سأقوله- بالنسبة لي، المحتوى أمر ضروري- والأمر الثاني، عملت بجد على كيف سأوصل تلك الرسالة. كان هذا الأمر بمثابة هاجس لي في بعض الأوقات، لكنه حقق لي بعض المكاسب، وفي هذا الكتاب سأركز بقدر أقل على النظريات الأكاديمية وبقدر أكبر على الخبرات العملية والأمثلة الواقعية التي كانت نافعة بالنسبة لي وبالنسبة لعدد لا يحصى من الأشخاص في مجال عملي. وسأقوم بمشاركة بعض الرؤى، والأفكار والأدوات العملية التي يمكنك استخدامها لمساعدتك، والخبر السار هو أنه يمكنك أن تستخدمها في الحال.
أنا أدرك أنك ربما لا تكون لديك نية لتطوير حياة مهنية كمتحدث تحفيزي. ولا بأس، برغم أن هناك على الدوام مكانا لأشخاص إضافيين يودون إلهام الآخرين. فإنك ستتعلم من شخص تتحكم مقدرته على التحدث بشكل جيد في بقائه حيا أو ميتا (كما يقال في مجال الأعمال) . وكما قرأت في بداية هذا الفصل، كلنا يمكننا التحدث. لكن يتبقى الجانب الأصعب، أن ندفع الناس للإنصات.
النبأ السار هو أن المساعدة قادمة في الطريق، وأنا أعرف من خبرة أكثر من خمسة وعشرين عاما أن ما أنت بصدد قراءته سيجدي معك نفعا.