تخيل المشهد التالي؛ أنت تستميت للحصول على وظيفة جديدة. ولقد أتممت عملية تقديم طويلة للوظيفة. وكنت متحمسا جدا لحصولك على مقابلة مبدئية عبر الهاتف. وهذه المقابلة سارت على نحو جيد، ثم تقدمت للمرحلة التالية، وازداد حماسك، ثم استعددت بشكل مكثف للمقابلة الشخصية. ثم جاء الخطاب بعد ذلك.
لقد وصلت للمرحلة النهائية في عملية التقديم، وهي المقابلة الثانية في المقر الرئيسي والتي ستتضمن أيضا منحك عشر دقائق لعمل عرض تقديمي.
أنت تخطط لهذه المقابلة النهائية كما لو كانت حياتك تعتمد عليها. بمعنى آخر، أنت تشعر بأن ذلك حقيقي. ويبدو أن أعوامك التي قضيتها في الدراسة والتضحية بالكثير من الأشياء ستثمر أخيرا.له أنت قريب جدا بشكل مثير للتحفيز.
فإنك لم تتلق أي تدريب أو توجيه عن تقديم عرض من قبل، لكنك حضرت عددا لا يحصى من العروض التقديمية.
أنت تعرف حقيقة الأمر. افتتاحية مهذبة ورسمية.
وشريحة تظهر قائمة من التعداد النقطي التي تلخص أهدافك. ثم نظرة عامة وموجزة عن خلفيتك.
صدقني، السيناريو السابق يحدث كل يوم حول العالم. ربما يكون السياق مختلفا. كذلك ربما تكون العملية مختلفة. لكن النتيجة هي ذاتها؛ فالشخص ذو المميزات والخبرة يخسر بسبب مهارات تواصله غير الفعالة.
السؤال هو: كيف يمكنك الحرص على ألا يكون هذا الشخص هو أنت؟ الآن أنا أدرك أنك ربما لا يكون لديك عرض تقديمي مهم لتقدمه لمقابلة عمل.
ولكنك ربما تكون عاملاً في مجال الأعمال الخيرية وتأمل في التأثير على الناس لدعم قضيتك. أو ربما تكون مديرا تبحث عن أساليب إشراك موظفيك وتحفيزهم، مهما كان عمرهم. أو على الجانب الآخر، ربما تود أن تقنع رئيسك بتبني توجه جديد بخصوص مشروع معين. أو ربما طلب منك أن تقدم عرضا تقديما لأقرانك في مؤتمر ما، أو أن شغفك بالسياسة يعني أنك ترغب طلب من أحد زملائي مؤخرا أن يشترك في لجنة تقييم كانت مسئولة عن منحة بحثية بقيمة ٩٠ ألف جنيه موزعة على ثلاثة أعوام. وطلب من كل المتقدمين أن يعرضوا قضاياهم التي ينبغي أن تقدم لهم المنحة من أجلها. في النهاية، تم منح الـ ٩٠ ألف جنيه لا إلى أفضل مرشح على الورق، ولكن للشخص الذي قدم أكثر عرض مقنع. فكر بهذا الأمر لوهلة. تسعون ألف جنيه.
هذا كثير من المال لتخسره بسبب أنك لم تكن كفئا في إيصال رسالتك. صدقني، هذا الأمر مهم جدا. وهو مهم بالنسبة لك ولنجاحك في المستقبل.
وإليك حقيقة قاسية وحزينة في أن واحد: بعض الأشخاص لديهم قيم وآراء يجدها الكثيرون عدائية. لكنهم مع ذلك يجدون من يسمعهم، وينتبه لهم. ليس لمجرد ما يعتقدونه، ولكن بسبب مدى قدرتهم على نقل رسالتهم جيدا.
ويستطيع المجرمون والسياسيون التلاعب بالعقول لأنهم طوروا المهارات الخاصة بمعرفة كيفية إقناع الآخرين. نعم، هناك عوامل ومهارات أخرى يكون لها تأثير، لكنهم إذا لم يكونوا قادرين على التواصل بفاعلية فسيضعف تأثيرهم وتقل احتمالية سماع صوتهم.
إذن كيف يؤثر هذا عليك بشكل محدد؟
حسنا، من المحتمل أنك أضعت ترقية، أو الوظيفة الجديدة، أو فشلت في أن تؤمن عملاً جديدا، وأنت تفعل ذلك ليس بسبب أن الشخص الآخر أفضل منك أو أكثر علما ودراية. أنت تخسر لأنهم أتقنوا المقدرة على التواصل بشكل فعال وأكثر إقناعا منك.
لقد تعلموا كيف يروجون لأنفسهم أو لخدماتهم بطريقة أفضل مما تفعل أنت. هذه هي الحقيقة يا سادة.
لهذا السبب أعتقد أن تطوير مهارتك كمتحدث أمر ضروري. لذا أتقن هذه المهارة وستساعدك على أن ينتبه لك الآخرون، وأن تتوافق مع الآخرين بشكل أفضل وتتقدم في حياتك. هذه حقيقة.
كما ترى، الحقيقة القاسية هي أن الحياة ليست عادلة. فلا نبدأ ولدينا جميعا فرص متكافئة. لكن هناك خبرا سارا؛ فالموضع الذي ننتهي إليه قد يخضع الأشخاص الجيدون الذين لديهم رسالة عظيمة ليس مضمونا أن يكون لديهم جمهور منبهر مقدرتك على أن تتواصل بشكل فعال مع الآخرين. آلاف من الناس يعرفون هذا؛ لهذا السبب كثير من السياسيين والقادة من كل القطاعات يودون أن يطوروا مهاراتهم في هذا المجال، ومستعدون لأن يستثمروا مقدارا كبيرا من الوقت والجهد لفعل ذلك. أظن أنك قررت أن تفعل مثلهم.
استفد من هذا الكتاب بأفضل شكل ممكن لقد تم دفعك، أيا كان السبب، لقراءة هذا الكتاب. جيد. لكن تأكد من أن هذه ليست قراءة سلبية عبر الصفحات التالية.
أريد منك أن تشرك نفسك بينما نستكشف مجموعة كاملة من الأفكار والرؤى.
كيف؟ حسنا، فكر في مواقف محددة تود أن ترقى فيها بذاتك كمتحدث لمستوى الحدث. ربما تكون مع عميل، أو رفيق عمل أو دراسة أو واحد من أطفالك. ربما يكون خطابا إلى جمهور كبير، قيادة اجتماع أو ببساطة محادثة مع شخص آخر٠ أيا كان السياق، أدا كان حجم الجمهور، ابحث عن أفكار ورقى سترقى بتواصلك لمستوى جديد، وفي أثناء قيامك بذلك عليك أن تزيد من نفوذك وتأثيرك.
آه، وإليك شيئا لتكون على علم به. المسألة ليست إذا ما كنت قد صادفت بعضا من هذه الأفكار من قبل، ولا هي مجرد عنونة ما تقرؤه على أنه مجرد أمور منطقية. السؤال هو: إذن ما الذي ستفعله بهذه الأمور؟ . إذا كنت تقرأ هذا الكتاب لتكتسب المزيد من المعرفة، فلا بأس. أتمنى لك كل التوفيق.
فالأشخاص الذين يجمعون كثيرا من المعارف ربما يقومون بعمل جيد في حل أسئلة المسابقات. ويمكنهم أن يبدوا مثيرين للإعجاب وسط أصدقائهم. لكني آمل أنك ترغب في اكتساب ما هو أكثر من ذلك؛ فأنا آمل أنك تود أن تتحسن كشخص، وأن تستغل كل إمكاناتك وتنظر إلى ما مضى من حياتك بإحساس الرضا وليس الندم. صدقني، الأفكار الموجودة في هذا الكتاب ستساعدك - نعم، حتى الأفكار البسيطة البديهية بينها.
ومع ذلك، إليك النقطة التي تستحق أن تتذكرها وإليك شيئا آخر. رجاء لا تعتبر أن هذا الكتاب يهدف فقط لتحفيز ذهنك ومساعدتك على معرفة عدد كبير من النظريات الأكاديمية، فإذا كان هذا هو هدفك الوحيد من قراءة هذا الكتاب، فحينها صدقني، سيخيب أملك. فكما ترى، هذا ليس أسلوبي. راجع العنوان الفرعي على غلاف الكتاب.