يتعلق بهذا
الهدف والتأثير الشخصي
لا يمكن أن توجد الشجاعة دون الثقة واليقين، فربح نصف المعركة يكمن في الإيمان بأننا نستطيع أن نحقق ما وضعناه لأنفسنا من أهداف.
أوريسون سويت ماردن
سوف تتيح تنمية الثقة الراسخة بالنفس أمامك فرصاً تفوق كل ما يمكنك أن تتخيله الآن؛ فسوف تتمكن من أن تحلم بتحقيق أشياء أكثر روعه، وتحدد أهدافاً أكبر، وتضع لنفسك التزامات أكبر، وتندفع في الحياة بصدق أكبر من أي وقت مضى.
والثقة بالنفس هي المحور الذي تدور حوله البوابة التي تدخل منها كل الإنجازات. وعندما تصبح ثقتك بنفسك غير محدودة، سوف تتمكن من معرفة امكانياتك الكامنة أكثر مما تستطيع تحت أية ظروف أخرى. منذ أكثر من ٢٠٠٠ سنة مضت كتب أرسطو قائلاً: إن السعادة حالة؛ فهي ليست شيئاً نصل إليه بالسعي إليه مباشرة، ولكنها تحدث نتيجة انخراطنا في الأعمال الهادفة".
قانون الجهد غير المباشر
بطريقة ما، ما سأقوله هو إعادة صياغة لقانون الجهد غير المباشر. ويقول هذا القانون إن كل شيء يحدث لنا في الحياة يتعلق بمن في حياتنا من أشخاص،
وبتجاربنا العاطفية، فهو يحدث بطريقة غير مباشرة ، أكثر مما يحدث بطريقة مباشرة.
فعلى سبيل المثال، إذا حاولنا تحقيق السعادة بطريقة مباشرة ، فسوف تراوغنا، ولكن إذا انشغلنا بفعل شيء مهم لنا فعلاً، وأحرزنا تقدماً في طريق تحقيق أحلامنا وتطلعاتنا، فسوف نجد أنفسنا سعداء حقاً.
وتخضع الثقة بالنفس لقانون الجهد غير المباشر أيضاً؛ حيث نصل إلى مستويات عالية من الثقة بالنفس، ليس عندما نتمناها، ولكن من خلال تحقيق أهدافنا وغاياتنا الأسمى؛ فعندما نتحرك إلى الأمام خطوة خطوة، ونحس
بأنفسنا نتقدم في الحياة، نشعر بأننا أقوى وأفضل، وتزداد قدرتنا على مواجهة تحديات أكبر.
كن أكثر ثقة وكفاءة نستطيع تعزيز الثقة بتحقيق أهداف كبيرة من خلال استثمار طاقتنا في إنجاز الأهداف الصغيرة؛ حيث نبني ثقتنا من خلال إحراز التقدم، حتى نصل إلى مرحلة لا يصبح فيها هناك شيء نعجز عن تحقيقه.
وفي الحقيقة، إن عادة وضع أهداف أكبر فأكبر، والوصول إليها، لا غنى عنها للوصول إلى مستوى أعلى من الثقة بالنفس والتأثير الشخصي؛ إذ لن تستطيع أن تثق بنفسك فعلاً إلا عندما تدرك أن لديك القدرة على الوصول إلى ما وضعته من أهداف.
ولا تأتي الثقة الحقيقية بالنفس من الأمل الإيجابي، أو التمني الإيجابي، أو التفكير الإيجابي، ولكنها تأتي من المعرفة الإيجابية المستندة إلى ما أثبته لنفسك مراراً وتكرارا بأنك تملك ما يتطلبة الأمر لتحقق ما تريد.
وتعد الثقة بالنفس حالة ذهنية؛ فهي توجه. وباعتبارها توجها، تعد أهم من الحقائق، ولكنها يجب أن تبنى على حقائق؛ حتى تستطيع أن تعتمد عليها في الأزمات. ومهمتك هي أن تفعل كل شيء ممكن؛ لكي تقنع نفسك بأنك لا يمكن إيقافك ، وبأنك يمكنك تحقيق أي شيء تسعى إلى تحقيقه.
التفكير إبداع
فإذا كانت الثقة بالنفس توجها ذهنيا، فهي إذن تعتمد على أسس وقوانين عقلية، ويأتي على رأسها.