إنك نتاج لبيئتك الأولية. فإذا كانت بيئة منزلك حافلة بمعاقرة المشروبات الكحولية، وتعاطي المخدرات، والشجار، والطلاق، وتغيير بيئتك (تغيير محل سكنك) ، والمواد الإباحية، والعناية المفرطة بالأبناء، أو نقص العناية بالأبناء، من كل هذه المواقف قد تؤدي في الغالب إلى إحداث نوع من أنواع عدم التوازن في حياتك. وربما تأتي بإستراتيجيات تأقلم للتعامل مع ما تشعر به من خوف وخزي وألم وانعدام الثقة بالنفس، وإصدار الأحكام والانتقاد والغضب. وربما تتأقلم وتكون علاقات مع الآخرين لكي تظل متواصلاً معهم، أو ربما تشعر بالعزلة، وفي هذه الحالة قد تعتبر إستراتيجية التأقلم التي تتبعها إدمانا، أو بشكل أكثر تحديدا تكون إستراتيجية التأقلم هي السلوك القهري الجنسي.
ونظرا إلى أن عقل الشاب صغير السن سيشرد دائما إلى التفكير في الأمور الجنسية؛ ما سيشعره باللذة، فربما يفكر في بعض الطرق الخاطئة للتخلص من مشاعر القلق التي تساوره من خلال ممارسة بعض العادات السيئة، أو مشاهدة بعض العروض الجنسية، وغيرها من السلوكيات الجنسية القهرية.
وبطبيعة الحال، بما أنه لا يتم الحديث عن الأمور الجنسية بشكل علني في ثقافتنا، فعليك أن تبقي مثل هذه الأمور سرا.
في برنامج التعافي المكون من ١٢ خطوة هناك عبارة تقول: "إن الضرر النفسي الذي نعانيه يكون بقدر ما نخفيه من أسرار . وهي عبارة صحيحة تماما، لكن من الذي يمكنك أن تخبره بمثل هذا السر؟ ربما لا يوجد أحد يمكنك أن تخبره بذلك. ولا بد من أن والديك لم يتحدثا معك بخصوص هذا الموضوع مثل العديد منا؛ إذ لم يكن حديثا يحمل أي معنى على أية حال.
وربما سمعت بعض الأحاديث التي تدور في غرف خلع الملابس، حيث يتباهى بعض الرجال بعدد العلاقات غير الشرعية التي أقاموها، أو ربما تكونت في ذهنك انطباعات عن هذا الأمر من خلال الصور والعادات الجنسية السلبية، أو من خلال مصادر غير موثقة. وربما تكون قد بدأت تفسير كل تلك الأمور بطريقتك الخاصة، والنتيجة هي أن سلوكك الإدماني أعطاك شعورا بالراحة، وبأنه سلوك جيد بدلاً من إشعارك بأنه سلوك عقيم مثير للاشمئزاز