لا أحد يريد أن يعترف بأنه مدمن، لكننا جميعًا لدينا دوافع قهرية أو سلوكيات قهرية كنا نود ألا تكون لدينا.
والاختلاف بين السلوك الإدماني والسلوك القهري هو مجرد فرق لغوي‘ فكل واحد منا سيقول إننا مدمنون على شيء ما، إننا مدمنو معتقدات معينة. وإذا كنت تقرأ هذا الكتاب، فربما تنتمي إلى إحدى فئات المدمنين، المدمن الجنسي، أو ربما تفضل استخدام كلمة "السلوك القهري" على كلمة "السلوك الإدماني". إنني أعرف أنني أفضل ذلك أيضا. في الحقيقة إذا ما نظرنا إلى تعريف الكلمتين الوارد في القاموس، فإن مصطلح السلوك القهري يعتبر مناسبا بشكل أكبر من السلوك الإدماني؛ حيث إن السلوك القهري هو حاجتك إلى القيام بشيء ما. لقد استخدم المؤلف ومتخصص علم النفس باتريك كارنيس عبارة السلوكيات القهرية الجنسية في تعريفه الإدمان الجنسي (كارنيس ٠١٠ ٢). فعلى عكس كلمة السلوك القهري نجد أن مصطلح السلوك الإدماني يرتبط بمدلول سلبي دائما. وعلى الرغم من أنه قد تكون تسمية السلوك الإدماني الجنسي بالسلوك القهري أكثر دقة، فإن السلوك الإدماني هو الأكثر استخداما، وكذلك كلمة مدمن . ولذلك؛ سأستخدم في هذا الكتاب كلأ من السلوك الإدماني والسلوك القهري.
وقد كتب باتريك كارنيس وصفا مناسبا لسلوك المدمن، حيث قال: إن المدمن يجعل العلاقات المرضية تجاه حدث أو موقف ما تحل محل العلاقات السوية مع الآخرين، وتصبح علاقة المدمن بالتجربة التي تغير من حالته المزاجية أمرا محوريا بالنسبة إلى حياته (كارنيس ٢٠٠١. ١٤).
وبالنسبة إلى كان الاعتراف بأنني مدمن يتطلب إدراكي حقيقة بديهية سآتي على ذكرها كثيرا عبر صفحات هذا الكتاب ألا وهي: إنك لن تشبع بما لا يمكنه إشباعك، وسترغب دوما في المزيد٠ وإذا استمررت في القيام بمحاولات من أجل الحصول على هذا الشيء ، أيا ما كانت ماهيته، وحصلت عليه مرارا وتكرارا، لكنك لم تشعر بالرضا في أية مرة، فإنك تكون مدمنا، لكن من أين تنشأ هذه السلوكيات القهرية؟