لماذا يجب أن تهتم بأراء الأخرين عنك:
كل ما تقع عليه عيناك – بما في ذلك أنت ذاتك – لا بد وأن يدلف عبر حدقة العين. وتكمن المشكلة في أن تلك الحدقة قد شوهتها خبراتك ومعتقداتك، وبالقطع حالاتك المزاجية؛ لذا فهي تعوقك عن أن تكون رؤية موضوعية لذاتك. هناك اختلاف كبير في الغالب بين رؤيتك لذاتك ورؤية الآخرين لك. وتعد تلك الفجوة بين رؤيتك لذاتك ورؤية الآخرين لك مصدراً غنياً بالدروس التي سوف تنمي وعيك الذاتي.
إن الوعي الذاتي هو عملية معرفتك لذاتك من الداخل إلى الخارج، ومن الخارج إلى الداخل. والسبيل الوحيد للحصول على الشق الثاني هي معرفة ذاتك من الخارج إلى الداخل، عبر منظار من المراوغة، وذلك بأن تتيح لنفسك الفرصة لتلقي التقييم من الآخرين، بما في ذلك الأصدقاء وزملاء العمل والمرشدون والمفتشون والأسرة.
عندما تسعى لطلب التقييمات منهم، فتأكد من وجود أمثلة ومواقف محددة، وبينما تجمع الإجابات، ركز على أوجه التشابه في المعلومات الواردة.
وجهة نظر الآخرين عنك قد توضّح لك العديد من الأمور:
فوجهات نظر الآخرين قد تبدو أمراً مثيراً للدهشة فيما توضحه أمامك من آراء الآخرين فيك. أما وضع وجهات النظر جميعاً جنباً إلى جنب، فهذا أمر يساعدك على رؤية الصورة كاملة، بما في ذلك أثر مشاعرك وردود أفعالك على الآخرين. إذا جمعت أشلاء شجاعتك لتتمعن فيما يراه الآخرون، فقد تصل إلى مستوى من الوعي الذاتي قلما يصل إليه أحد.