إذا اخترت أن تتحرر من قيود السلوك الجنسي القهري الذي سمحت له بالسيطرة على حياتك، فسأوضح لك الخطوات التي يمكنك اتباعها للتخلص من هذه الدوافع القهرية. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك أن تتعلم كيفية الشعور بالقرب والحميمية الحقيقية مع زوجتك.
لقد استخدمت تلك التقنيات التي ذكرتها من قبل في أثناء مساعدتي الحالات التي تعاملت معها، بالإضافة إلى طرق أخرى سآتي على ذكرها في الفصول التالية. وقد ثبتت صحة هذه التقنيات مع مرور الوقت، وبعضها كان من اكتشافي، والبعض الآخر كنت قد تعلمته خلال دراستي، سواء من خلال برامج ال12 خطوة، أو على يد العديد من المعلمين الرائعين. ولا بد أن تتذكر أنني كنت مدمنا للجنس في وقت سابق؛ الأمر الذي يعني أنني أعرف جيدا أيا من هذه التقنيات يجدي نفعا، وأيا منها ليست له فائدة على الإطلاق.
وسوف تتعلم في هذا الكتاب الطرق التي استعدت بها أنا والآخرون سيطرتنا على أنفسنا من خلالها. وعندما أقول: استعدت سيطرتي على نفسي، فإن هذا يعني أنني قد تخلصت من سيطرة الحاجة إلى ممارسة العلاقات المحرمة. وهذا لا يعني أنك ستمحو هذه الغريزة من حياتك ومن أفكارك تماما، فمن الطبيعي والصحي بالطبع أن تكون لديك احتياجات جنسية، وأن تمارس الجنس لكن في الإطار الشرعي، لكن ما ليس طبيعيا ولا صحيا هو أن تصبح تلك الرغبة هي شغلك الشاغل، بل لا بد من أن تكون الرغبة الجنسية جزءا من النهج الكبير الذي تتبعه في هذه الحياة. فالهدف هو تحقيق التوازن، ولا بد من أن تدور التعاملات مع شريك الحياة حول الحب والعلاقة الحميمة.
دعني أشرح لك ببساطة أمرا استغرق مني وقتا طويلا لتعلمه، وربما لا تتمكن من استيعابه من خلال قراءة هذه الفقرة فقط إن الإدمان لا يعبر عنك، ولا يعبر عني كذلك . ويجب ألا تحدد هوية أي شخص من خلال سلوكه لإدماني، فأنا أكبر من إدماني كثيرا، وأنت كذلك.
إن إدمانك الآن هو شغلك الشاغل، وربما يحطم معنوياتك. وقد يفسد حياتك، لكنك أكبر من إدمانك. وعندما تدرك ذلك، يمكنك أن تقيم إدمانك تقييما صحيحا، ومن ثم تبدأ التعافي منه. مرة أخرى: أنت سيد قرارك.
أو ربما تكون واحدا من هؤلاء الذين يستمرون في المماطلة، حتى يبدو كأن القرار لم يعد بأيديهم، لكنني أقول مرة أخرى إن الحقيقة هي: أنت دوما سيد قرارك، وسوف أوضح في الفصل العاشر هذا المفهوم بالتفصيل، فدعنا نقل الآن إن هذا الكتاب يوضح لك كيف يمكنك أن تختار الوسيلة التي تحررك من قيود السلوكيات القهرية الجنسية، وكيف يمكنك أن تتمسك بهذا الاختيار للخروج من الأسر، وكيف يمكنك أن تمضي في طريقك لتعيش حياة حافلة بالنجاحات وتحقيق الأهداف.
إنني أعدك بأنك ستستطيع أن تتخلص من هذا الإدمان لدرجة تجعلك تسيطر على نفسك، ومن ثم تمارس العلاقة الحميمة مع زوجتك بشكل طبيعي، لكن لكي أؤدي دوري على النحو الأكمل، علي أن أكرر بعض الخطوات لكي تتمكن من استيعاب تلك المفاهيم تماما: إنني لا أقول إنك شخص غبي، لكن كل ما في الأمر هو أن المدمن الكائن في داخلك ربما يقاوم محاولاتك للتغيير، ويحاول أن يجعلك تحيد عن طريق الحرية (هل تتذكر كل الأوقات التي حاولت لإقلاع فيها عن إدمانك بنفسك؟) .
عندما يحدث ذلك، وتجد نفسك قد انحرفت عن طريق الحرية، هناك شيء آخر غاية في الأهمية عليك أن تتذكره، وهو: أنت ليس كما يقول لك عقلك؛ بعبارة أخرى إنك لست على الصورة التي تظن أنك عليها، أو لست الشخص الذي يصفه لك المدمن الكائن في داخلك دائما. إنك تعيش حياتك كرد فعل لتجاربك السابقة. إننا جميعا نفعل ذلك، وهذا الأمر مقبول في أغلب الأحيان، لكن الشيء غير المقبول هو عندما تسفر سلوكيات جنسية قهرية عن العيش كرد فعل على الماضي.
إذا أدركت الحقيقة الجوهرية بأنك لست كما يقول لك عقلك، يمكنك حينها أن تتخذ القرارات المناسبة في التو واللحظة؛ وهذا يعني أنك تستطيع أن تعيش حياتك دون التفكير في تلك الأفكار التي تخبرك دائما بأنك لا تستطيع أن تكون ناجحا، أو أن تمارس علاقة حميمية حقيقية من زوجتك، كما أن عدم إلقاء البال إلى تلك الأفكار السلبية يعني أنك تستطيع أن تمارس حياتك دون أن تكون مضطرا إلى ممارسة تلك العادات الجنسية السيئة. عندما يكون كل فعل تقوم به هو فعل جديد، غير قائم على تجاربك السابقة، فإن هذا يعني أنه ليست هناك أية تصورات مسبقة، وأنه لم تعد هناك أية أفكار من هذا القبيل. وسوف تختلف حياتك؛ وهذا هو ما فعله بوب في نهاية المطاف، لكنه انتظر حتى تدهورت أحواله، وهوى إلى الحضيض، وطرد من منزله، وانفصل عن زوجته‘ وتم تقييد حقه في رؤية ابنته على نحو هل ستنتظر حتى تهوي إلى الحضيض؟ هل ستنتظر حتى تشعر بأنك لا تملك أي خيار، أم أنك ستتخذ هذا القرار الآن؟ إن لم تكن مستعدا لتغيير حياتك، إذن يجب عليك ألا تشتري هذا الكتاب