منذ وقت ليس ببعيد، كانت النساء اللائي يرغين في الحمل يلقين بوسائل تحديد النسل بعيداً، ويتابعن حياتهن الأسرية العادية. وقليلات من كن يعرفن أي شيء عن موعد تبويضهن أو يفكرن كيف أن نظامهن الغذائي لآ يؤثر على خصوبتهن. كانت فكرة الاستعداد للحمل قد تبدو غريبة.

ولكن الوضع لم يعد كذلك؛ ففي هذه الأيام، صار المزيد والمزيد من النساء يتخذن نهجا استباقياً. فنحن النساء المتشوقات للحمل (لأننا مشغولات جدا) لا نريد الجلوس والانتظار، ولقد صار النظام والإنجاز هما ما يحركاننا؛ ومن خلالهما وصلنا إلى الكلية وحصلنا على وظيفة جيدة وخططنا لزفافنا؛ ولذا تبنينا النهج ذاته الذي يحركه هدفنا في بناء الأسرة. كما أن فكرة العقم صارت تقلقنا؛ بعد أن سمعنا عن زوجات عانين لسنوات مع الحمل، وصرنا نخشى أن نلقى المصير نفسه. بعضنا في الثلاثينات أو الأربعينات من أعمارهن، وليس لدينا أي وقت لنضيعه.

هناك كثير من الفوائد للتخطيط للحمل والاستعداد له؛ فلقد وجدت إحدى الدراسات أن معظم النساء لا يشعرن بأي أعراض للحمل قبل ٠ ٢ يوماً من التبويض؛ أي بعد أسبوع على الأقل من إجراء اختبار حمل موثوق به. وفي هذه الغضون يكون قلب الجنين وجهازه العصبي قد تطورا بالفعل، وأصبحا أكثر عرضة للآثار الجانبية لأي مشروبات ضارة بالصحة، والوصفات الطبية، وغيرها من الأمور التي قد تسبب تشوهات خلقية للجنين.

إن حمض الفوليك، وفيتامين ب اللذين يقللان خطر عيب الحبل الشوكي إلى حد كبير، تزداد فاعليتهما إذا ما تم أخذهما قبل الحمل؛ لذلك فإن التخطيط المسبق وإجراء اختبار الحمل في وقت مبكر (ولكن ليس في وقت مبكر جدا، انظري الفصل ٨) ، لا يجعلك تفكرين أكثر من اللازم - ولكن يجعلك فقط تمارسين الأمومة وتحمين أطفالك قبل حملك بهم.

و لكن استعدي لأن تسمعي أن عليك الاسترخاء فحسب ؛ وهما كلمتان كفيلتان بأن تجعلا المرأة المتلهفة للحمل تنفعل. عندما سألت أليسون (٣٨ عاماً) عما إذا كانت لأمها وجهة نظر مختلفة عن محاولة الحمل قالت: أوه، نعم. وكم هي مزعجة لي! أنا وصديقاتي نتحدث دائماً حول ما تقوله أمهاتنا..
من قبيل نحن لم نعرف أي شيء عن موعد التبويض وما إلى ذلك. كل ما تحتاجين إليه هو الاسترخاء. كفي عن القلق حيال ذلك . وعلى الرغم من أن ذلك صحيح؛ فإن القلق طوال الوقت ليس طريقة لعيش الحياة (وهو ما سنتناوله بالتفصيل لاحقاً)، فإن تناول الفيتامينات قبل الولادة والتخطيط للحمل ليس قلقاً مبالغا فيه؛ ولكنه الذكاء بعينه.

ضرائب على المصنوعات عند ظهور أزمة مالية، يبدأ السياسيون في الحديث عن فرض ضرائب على السلع الضارة والممنوعة، لكن لا تفعلي مثلهم وأنت تحاولين الحمل، وهذا يعني الامتناع التام عن كل ما يرتبط بمشكلات الخصوبة والإجهاض أو تشوهات المواليد؛ مثل التدخين وغيره؛ لذا يجب الامتناع عن ذلك قبل التبويض وبعده. بعد ذلك، إما أن تحصلي على اختبار سلبي، أو اختبار إيجابي للحمل، وتشير معظم الدراسات إلى أن شرب الرجال أيضاً لكل ما هو ممنوع وضار يؤثر سلبا على الخصوبة أكثر منه لدى النساء.

و يجب الإقلاع عن التدخين قبل ثلاثة أشهر على الأقل من محاولة الحمل؛ حتى يتسنى لجسمك أن يتخلص من هذه السموم، فالتدخين يزيد بشكل حاد خطر العقم؛ كما يؤدي إلى انقطاع الطمث في وقت مبكر. إن آثار التدخين تتبدد بسرعة إلى حد ما بعد الإقلاع عنه. ولكن بعض المواد المخدرة تستغرق وقتاً أطول حتى يتخلص الجسم منها؛ وذلك لأن (thc) - وهي المادة الكيميائية النشطة فيها “ تخزن في الخلايا الدهنية. فإذا كنت أنت أو زوجك تواجهان مشكلة في الإقلاع عن التدخين، فاسألي طبيب الرعاية الخاصة بك؛ فهناك الكثير من الخيارات لتلقي العلاج.

وختاماً يرد الكافيين، أعزها إلى قلوبنا جميعا، ف كوب القهوة بالحليب الذي تحتسينه في الصباح، أو تحرياً للدقة؛ ما يحتويه من كافيين؛ هو مخدر، وهذا هو سر إعجابنا به. ولسوء الحظ، تظهر الدراسات وجود علاقة بين الإسراف في تناول الكافيين (كوبين أو أكثر من القهوة يوميا) وأخذ وقت أطول لحدوث الحمل. كما يرتبط تناول كميات متوسطة إلى مرتفعة بالإجهاض، فالنساء غير المدخنات اللائي يتناولن ما بين ٣٠٠ إلى ٦٩٩ ملليجراماً من الكافيين في اليوم (نحو كوبين إلى ه أكواب من القهوة) تنخفض نسبة خصوبتهن إلى ١٢ بز، وأولئك اللائي يتناولن أكثر من ٧٠٠ ملليجراماً تنخفض خصوبتهن لأكثر من الثلث. كما أن تأثير الكافيين على خصوبة الرجال أكثر شدة، مع أولئك الذين يشربون خمسة أكواب أو أكثر من القهوة؛ حيث تنخفض الخصوبة إلى النصف؛ لذلك يمكن أنت وزوجك الذهاب إلى (ستاربكس) مرة واحدة في اليوم. وإذا كنت بحاجة إلى مزيد من الكافيين، فيمكنك الحصول عليه من الشاي (خصوصاً الشاي الأخضر، الذي له فوائد صحية أخرى) ، كما وجدت بعض الدراسات أن الشاي قد يساعد على الخصوبة.

أو يمكنك إجراء تغيير جذري؛ كأن تحصلي على قسط كاف من النوم بحيث لا تحتاجين إلى الكثير من الكافيين. فالحرمان من النوم يفسد كل شيء؛ من المزاج إلى جهاز المناعة. معظم البالغين يحتاجون إلى سبع ساعات من النوم على الأقل، والأفضل ثماني ساعات. وهذا النوم الكثير ليس مضيعة للوقت؛ ولكنه حتمية حيوية للتمتع بصحة جيدة. كما أن التعرض لبعض أشعة الشمس دون واق من الشمس من ه ١ إلى ٠ ٣ دقيقة (الأمر الذي يتوقف على فصول السنة) بضع مرات في الأسبوع في منتصف النهار (بين العاشرة صباحا والثانية ظهرا وخصوصاً في الربيع والصيف والخريف) له تأثير إيجابي على الخصوبة. فأشعة الشمس على بشرتك تولد فيتامين د ، الذي يرتبط بتحسين الخصوبة فضلاً عن فوائده الصحية الأخرى، كما أن فيتامين  د يحتوي على أكثر من ذلك بكثير، واستمداد فيتامين د من أشعة الشمس يجعله يبقى في الجسم مدة أطول مقارنة بتناوله من المكملات الغذائية، ولا يمكنك أن تأخذي جرعة زائدة منه. بالإضافة إلى أن ضوء الشمس يساعد أيضاً على النوم بشكل أفضل (الكتاب يشرح أيضاً أنه يفضل الحصول على أشعة الشمس قليلاً دون واق منها).

و العوامل المرتبطة بنمط الحياة لها تأثير كبير على الخصوبة، فقد وجدت إحدى الدراسات أن الأزواج الذين يجمعون بين أربع عادات سيئة أو أكثر (مثل التدخين وتناول الكافيين بكثرة، وغيرهما) يأخذون ونتا أطول قد يصل لسبعة أضعاف الوقت الطبيعي لحدوث الحمل. وهذا في الواقع خبر جيد: لأنه يعني أن تعزيز خصوبتك إلى حد كبير قد يتم عن طريق العوامل التي يمكن السيطرة عليها. وكما قالت إحدى الصديقات: عندما تحاولين الحمل، احصري عاداتك السيئة في الكسل و الفوضىي نظرا لأن الرجال عليهم أيضاً تغيير عاداتهم، قد يكون لديك بعض الأعمال المقنعة للقيام بها، مثل ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجك بصورة أكبر. ومن ثم، لديك مهمة أكبر الآن: إقناعه بتحليل سائله المنوي - هذه وحدها قادرة على استنفاد كل قواه الزوجية.

تحليل السائل المنوي لزوجك حوالي نصف مشكلات الخصوبة سببها مشكلات الحيوانات المنوية (المصطلح التقني هو العامل الذكوري ). ولأن الرحال يحبون الأسهل دائماً، فإن اختبارات مشكلات الحيوانات المنوية سريعة وغير مكلفة: ما بين ٠ ه دولارا و٠ ٠ ١ دولار في عيادة الطبيب (وهناك أدوات الفحص المنزلي أيضاً، لكنها أقل دقة وأكثر تكلفة. ومعظم الاختبارات تعمل على عد الحيوانات المنوية، ولكنها لا تختبر الحركة أو الشكل، وهما مهمان إلى حد كبير). كما أن التأمين عادة لا يتحمل تكلفة تحليل السائل المنوي، ولكنها كمية صغيرة نسبياً من المال لبعض المعلومات المفيدة جداً. حاولي الحديث مع زوجك عن إمكانية عمل تحليل السائل المنوي قبل البدء في محاولة الحمل.

فإذا كانت الأخبار جيدة - ومن المحتمل أن تكون كذلك - تكونين قد استبعدت نحو ٤٠/ من مشكلات الخصوبة. أما إن لم تكن النتيجة جيدة، فيمكنه زيارة طبيب الخصوبة أو المسالك البولية في أقرب وقت ممكن. وكثيرا ما يمكن حل مشكلات الحيوانات المنوية بالتقنيات الشائعة وغير المكلفة نسبياً مثل التلقيح داخل الرحم (IUI) أو جراحة دوالي الخصية بالعيادات الخارجية (مشكلة تؤدي إلى تدفق الدم في الخصية). وفي أحيان أخرى، قد يعالج تناول المضادات الحيوية لفترة قصيرة مشكلات الحيوانات المنوية.

لقد حاولت كيندال - التي حملت بطفلها الأول بسرعة إلى حد ما - طوال عام حتى يحدث الجمل مرة أخرى- وأجرت هي وزوجها جميع اختبارات العقم باهظة الثمن، وشعرت بالأسى عندما علمت بانخفاض إنتاجها للبويضات في سن ٣٧؛ ولكن أسفرت الاختبارات عن مفاجأة أخرى: وجود علامات العدوى البكتيرية في عينة السائل المنوي لزوجها (مجرد عدوى عادية، لا تنتقل مع الاتصال الجنسي). وقد تناولت كيندال هي وزوجها المضادات الحيوية، وبعد بضعة أشهر، حملت كيندال. بالطبع لا تستجيب جميع مشكلات الحيوانات المنوية بهذه السرعة للعلاج، ولكن قصة كيندال توضح أهمية إجراء تحليل السائل المنوي في أقرب وقت ممكن.

ماذا لو أن زوجك لا يحب فكرة عمل اختبار لحيواناته المنوية، خصوصاً إذا لم تكوني قد بدأت في محاولة إقناعه حتى الآن؟ ذويه بأن أية وسيلة للاستمناء يمكن أن تحل تلك المشكلة. بالطبع ليست فكرة إثارة الرغبة ذاتياً هي التي تجعل بعض الرجال يعارضون فكرة تحليل الحيوانات المنوية، وإنما القلق المصاحب للعملية نفسها. فالرجال في الغالب ترعبهم فكرة أن حيواناتهم المنوية لن ترقى للمستوى المطلوب، وتغمرهم السعادة عندما تصل إلى ذلك. لقد أعلن زوجي حملي الأول لأفراد أسرته بقوله: أولادي يمكنهم السباحة ، وهي عبارة حيرت أغلب أفراد الأسرة. أما أخوه فقد عبر عن حمل زوجته بقوله أحرزت هدفاً في حارس المرمى . وحاول زوجي أن يستخدم العبارة نفسها؛ لكنني ذكرته بأنه لم يكن هناك حارس مرمى (وأن الأمر أقرب إلى أن يكون شخص ما دفعهم إلى الداخل) .حاولي أن تتبني وجهة نظره بشأن الاختبار؛ فاختبارات الحيوانات المنوية جنسية، وليست فقط سريرية مثل اختبارات الخصوبة الخاصة بالنساء، وإحساس الرجل برجولته مرتبط ارتباطا وثيقاً بقدرته الجنسية. بعض الرجال يحرجون كثيرا من فعل ذلك فى عيادات الأطباء، وقد يؤدي تحليل السائل المنوي إلى مشاجرات خطيرة جدا من الصعب فهمها عندما يكون الاختبار غاية في البساطة. وقد قال زوج إحدى السيدات المتشوقات للحمل إنه وجد الاختبار مهيناً، ما أدى إلى مشادة عنيفة مع زوجته جعلتهما أضحوكة كل المتواجدين في العيادة.

إذا اعترفت لشريك حياتك بأنك لا تطيقين صبرا، وسيجن جنونك، فإنه قد يساعدك. وإذا كان محرجاً من تحديد الموعد مع الطبيب، فقولي له عندما يتحدث مع الطبيب بأن يرفع عينيه دائما ويقول إن زوجته مجنونة بعض الشيء - هذا يجدي نفعاً مع الأطباء الذكور؛ حيث يضحكون في الغالب ويقولون: نعم، وزوجتي أيضاً كذلك ، ويبدأ في الكشف- تطوعي بالذهاب معه إذا كان ذلك سيجعله أكثر راحة. اسألي الطبيب كم من الوقت مسموح به للمساعدة (تحدثي معه حول ما سيفعله عندما يصل إلى العيادة: أي شيء على وجه الخصوص قد يشعره بالحرج أو القلق؟ ولكن احذري أن تسخري من مشاعره، بل مازحيه بشيء من الرقة، كما يمكنكما الاستعانة ببعض المواد المرئية المثيرة.

تبنت جينا - وهي زوجة متشوقة أيضا - إستراتيجية مختلفة؛ حيث صرفت الانتباه عن زوجها، وقالت له كي تساعده على التحليل إن الطبيب يمكن أن ينتقل إلى تقييم خصوبتها. وذكرته أيضاً بكل الرجال الآخرين الذين قاموا بهذا الاختبار، ما جعل الأمر يبدو طبيعياً. وفي خطوة ذكية منها، اختارت جينا أن تأخذ ورقة موعد المختبر بنفسها بحيث لا يضطر زوجها لتذكر تحديد الموعد.

إذا كنت تعيشين قريباً بما فيه الكفاية من المختبر، فقد يكون الزوج قادرا على تقديم عينته في راحة وخصوصية، بشكل شخصي وبحرية مطلقة في بيته (أو إذا كانت لديك المقدرة المالية، فاحجزا غرفة في فندق قريب من العيادة).
فعينات السائل المنوي يجب أن تصل إلى المختبر خلال ٤٥ إلى ٦٠ دقيقة من جمعها ، ويجب أن تبقى دافئة خلال الرحلة (لحسن الحظ في كوب بلاستيكي) . وإذا كان المنزل بعيدا جدا، فعليه أن يفعل ذلك في المختبر، رغم شعوره بالحرج (ولكن يمكنه أن يذكر نفسه بأن بقية الأشخاص في العيادة موجودون للشيء ذاته).

إذا كانت الأخبار عن الحيوانات المنوية ليست جيدة، فقد يشعر زوجك وكأنها ضربة لرجولته. وهذا ليس من المستغرب؛ فكثير من النساء يشعرن باستياء شديد إزاء المشكلات الخاصة بخصوبتهن؛ وكأن أجسامهن خانتهن. ولكن كما يشير الدكتور هاري فيش في كتابه The Male Biological
Clock : من المثير للسخرية إلقاء اللوم على شخص لانخفاض حيواناته المنوية أو اضطراب هرموناته، وكأنه يلوم نفسه على ضرس عقله المدفون ، أو كونه يعاني عمى الألوان ذكري زوجك بأن هذا مثل اختبار الدم أو اختبار البول تماماً، ولا داعي للحرج. إذا أظهر تحليل السائل المنوي نتيجة غير طبيعية، فينبغي تكرار الاختبار بعد أسبوع أو اثنين في وقت لاحق. فالسائل المنوي - مثل الرجال - قد يمر بأيام سيئة ؛ حيث ينخفض عدد الحيوانات المنوية بسبب المرض أو لأسباب عشوائية؛ لذلك من الأفضل إجراء هذا الاختبار مرتين، وإذا كانت إحدى المرتين طبيعية، فليس هناك ما يدعو للقلق. الحفاظ على صحة زوجك ...

وارتداء الملابس الداخلية الصحيحة حسناً، ما الذي يمكن لزوجك عمله أيضاً لتسريع وتيرة الأمور؟ كثير من الأشياء التي تفعلينها لتتمتعي بصحة جيدة يمكن أن يفعلها الرجل ، ويفضل أن يكون ذلك قبل عدة أشهر من البدء في المحاولة؛ حيث ينتج الرجال الحيوانات المنوية في دورات تمتد ٧٤ يوماً (أي نحو شهرين ونصف) وهذا يعني عدم التدخين أو الإسراف في تناول الكافيين. قد تكون أيضاً فكرة جيدة بالنسبة له تناول الفيتامينات المتعددة، وتأكدي من أنها تشمل فيتامين والزنك؛ فكلاهما مهم لإنتاج الحيوانات المنوية.

لحسن الحظ، لا يجب على الرجال ارتداء أنواع خاصة من الملابس الداخلية كالتي يرتديها الملاكمون أو لاعبو كرة القدم وهم يحاولون أن يصبحوا آباء.

فالملابس الداخلية الضيقة لا تؤثر سلباً على خصوبة الذكور، وهناك في الواقع دراسة نشرت في مجلة جراحة المسالك البولية ، عنوانها هل سراويل الملاكمين حقاً أفضل؟ ؛ عرضت تحليلاً نقديا لدور نوع الملابس الداخلية في ضعف الخصوبة لدى الذكور . تستخدم الدراسة مصطلحات مثل تنظيم الحرارة في الخصية العليلة ؛ الذي يتضمن دلالة صحيحة لتشريح العضو الذكري مشبهة إياه بصاروخ يحسن تنظيم درجة حرارته.
وبرغم طرافة المصطلحات والموضوع، فقد كانت هذه التجربة مصممة تصميماً جيدا؛ حيث استعرضت درجة حرارة الصفن، وعدد الحيوانات المنوية، والكثير من المتغيرات الأخرى، وأظهرت أن عدد الحيوانات المنوية لم يتأثر بنوع الملابس الداخلية. وقد قدم معدو الدراسة نظرية مثيرة للاهتمام حول السبب وراء عدم أهمية نوع الملابس الداخلية. إن التأثير الداعم للملابس الداخلية الضيقة " الذي يقرب الخصيتين من الجسم، وعدم وجود هذا التأثير مع الملاكمين - يقل لأقل مستوى عند ارتداء سراويل الجينز؛ وعليه فإن نصح مرضى العقم بارتداء نوع معين من الملابس الداخلية، ليس له تأثير يذكر.بعبارة أخرى، فإن المعادل الكبير في معركة الملابس الداخلية هو السراويل.

والحقيقة الأروع هي أن الرجال يمكنهم تحقيق أفضل درجات حرارة لكيس الصفن وبالتالي الوصول إلى الحد الأقصى للخصوبة عن طريق ارتداء التنانير، رغم أنني أشك بشكل أو بآخر في أن هذا سيحدث.

وفي دراسة أخرى أجريت على ١ ٢ رجلاً يرتدون أحزمة الوقاية المصنوعة من البوليستر والمبطنة بالألومنيوم، لمدة عام لمعرفة إذا ما كان ذلك من شأنه التأثير على عدد الحيوانات المنوية، لم يحدث ذلك، على الرغم من أن تصور ارتداء ١ ٢ رجلاً ملابس داخلية ضيقة للغاية ومبطنة بالألومنيوم لمدة عام بعيد عن ذهني (وكيف أنها مرت من خلال أمن المطار؟ إن هذا من شأنه أن يكون مثيرا للاهتمام: أقسم أيها الضابط إنني مشارك في تجربة للملابس الداخلية المعدنية... لماذا لا تصدقني؟ ). بطبيعة الحال، ترتدي كثير من النساء ملابس داخلية غير مريحة كل يوم، وإذا ما تحدثنا عن حمالات الصدر المدعمة، قد يتضمن ذلك تغطيتها بالألومنيوم.

على الرجال عدم قضاء كثير من الوقت في أحواض المياه الساخنة التي تتجاوز درجة حرارتها ٣٧٠٧ درجة مئوية، التي قد تسخن الرجال أكثر من اللازم وتقلل عدد الحيوانات المنوية، ولكن ليس بدرجة كبيرة. قطعاً لا مانع من الاسترخاء في حوض ماء ساخن مرة كل أسبوع أو نحو ذلك، ولكن من قبيل التحوط يمكن تجنب أحواض المياه الساخنة لنحو ثلاثة أشهر قبل محاولة  قابلي الطبيب بنفسك

تنصح كثير من الكتب بزيارة الطبيب قبل حدوث الحمل. أنا شخصيا فعلت ذلك، وعندما أطلعت طبيبي على سبب مقابلته، حدق إلى وجهي وكأنني مجنونة. فليس شائعا الذهاب للطبيب لمجرد التفكير في الحمل. ولتلافي ذلك السؤال عما تحتاجين إلى عمله، هناك عدد مذهل من الأشياء. فعلى سبيل المثال، يمكنك القيام بعمل اختبار للعدوى، وهو واحد من أكثر الأسباب شيوعا وغير المفسرة وراء العقم.

وتحديث التطعيمات الخاصة بك فكرة جيدة أيضاً، فجرعات مرحلة الطفولة أحياناً تحتاج إلى تحديث؛ لأن بعض الأمراض - مثل الحصبة الألمانية - قد تسبب تشوهات خلقية إذا دفعك سوء الحظ لملامستها في فترة الحمل. وتلقي معظم التطعيمات في أثناء الحمل ليست فكرة جيدة، ومن ثم يعد التخطيط للمستقبل مهماً؛ لذلك اسألي طبيبك عما إذا كان ممكناً عمل اختبار للمناعة ضد الحصبة الألمانية. كانت مناعتي للحصبة الألمانية قد تدنت؛ لذلك أخذت جرعات من التطعيم الثلاثي ( MMR ) للتحصين ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية قبل أن أبدأ في محاولة الحمل. وكذلك خذي جرعة منشطة

للثلاثي البكتيري() ضد الدفتيريا، والكزاز، والسعال الديكي، وأيضاً تطعيم الجدري المائي، إذا لم تكوني قد أصبت به فيما مضى.

إن وجود مناعة ضد هذه الأمراض أمر مهم؛ لأن كثيرا منها أصبح واسع الانتشار مرة أخرى، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى انخفاض معدل المناعة.
وخذي لقاح الإنفلونزا كل عام (فهو آمن حتى في حالة الحمل). وتزداد أهمي التطعيمات على وجه الخصوص إذا كنت تعملين في مجتمع مزدحم مثل مستشفى أو مدرسة (بعض معلمات ما قبل المدرسة يمزحن بأن طلابهن ''فيروسات تحيا على الأرض").

قد ترغبين أيضاً في الكشف عن هرمون الغدة الدرقية، والأمر المثير للدهشة أن انخفاض مستويات الغدة الدرقية شائع بين النساء (نحو ١٠/ منهن يعانينها)، وكثير منهن لا يعرفن ذلك. في كثير من الأحيان يرجع ذلك إلى اضطراب مناعي يسمى التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو (الذي يبدو كأنه ينبغي أن يكون على قائمة السوشي )؛ فانخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية قد يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، ومشكلات الخصوبة، ومشكلات في أثناء الحمل. إذا اتضح أنك تعانين انخفاض هرمون الغدة الدرقية، من الممكن علاجه جدا ببديل هرمون الغدة الدرقية الذي يؤخذ على هيئة أقراص (حتى مع الحمل) . إذا أجريت الاختبار، فتأكدي من أن تسألي بالضبط عن مستوى الهرمون المنشط للدرقية(tsh ) لديك. فإذا كان ٣ - وهو الحد المقبول - فعليك أن تقرئي عن مشكلات الغدة الدرقية قبل أن تتحدثي مع طبيبك (الشيء المربك هو أن ارتفاع نسبة(tsh) يعني انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية). ومعظم المختبرات لا توضح أن نسبة( tsh ) غير طبيعية إلا إذا تجاوزت ه أو ٦، ولكن بعض الناس يشعرون بالأعراض حتى عندما تكون ٣ أو ٤ . ومن الناحية المثالية، ينبغي أن يكون TSH الخاص بك بين ٠٠٥ وه.١ إذا كنت تحاولين الحمل.

إذا كنت تعانين حالة طبية أو تأخذين أي أدوية بانتظام، فعليك السؤال عن احتمالية تأثر الحمل بذلك. بعض الأدوية لا ينبغي أن تؤخذ مع الحمل أو حتى عند محاولة الحمل؛ لذلك قد تحتاجين إلى إيجاد بدائل. وبالتأكيد من المهم تحديد موعد مع طبيب الأسنان؛ فالتهابات اللثة وغيرها من مشكلات الأسنان من الأسباب المحتملة للولادة المبكرة (سبب غريب ولكنه حقيقي)؛ لذلك من الجيد المتابعة مع طبيب أسنان.

إذا كانت لديك مخاوف حقيقية تتعلق بدورتك الشهرية “ كأن تكون غير منتظمة على الإطلاق مثلاً- فإن طبيب أمراض النساء والتوليد سيحاول معرفة السبب. بالنسبة لبعض النساء، يكون السبب متلازمة تكيس المبايض ( pCOS )، وهو (اضطراب في كثير من الأحيان (ولكن ليس دائماً) يرتبط بزيادة الوزن. هناك الكثير من علاجات الخصوبة لمتلازمة تكيس المبايض، بما في ذلك خيارات الحمية والأدوية. إذا كنت تعانين حالة صحية مزمنة مثل داء السكري، فيجب إطلاع طبيبك عليها.