متى تحتاج إلى اتخاذ إجراء ما؟
نظرا إلى أنك تمتلك الآن كثيرا من المؤشرات التي توضح لك ما إذا كان طفلك متمردا أو غير طيع، فإنه يمكنني أن أقول صراحة إن أهم مؤشر بين هذه المؤشرات هو كيف يؤثر هذا السلوك في طفلك وفي الآخرين كذلك. وإذا أجبت بـ نعم على المجموعتين التاليتين من الأسئلة، فإنك ستستفيد كثيرا من اتباع البرنامج الموجود في هذا الكتاب:
١. هل تسبب السلوك المتمرد المعارض في ضرر بالغ لطفلك؟ هل ابنك لا يستطيع أن يعتني بنفسه كما ينبغي لمن هم في مثل عمره في أمور تتعلق (بالنظافة الشخصية، ارتداء الملابس، وما شابه ذلك)؟ هل ابنتك لا تستطيع القيام بالأعمال المنزلية والواجب المنزلي اللذين يتناسبان مع عمرها؟ هل يجد طفلك صعوبة أكبر في الانسجام مع الأطفال الآخرين، واتباع التعليمات في غيابك مقارنة بغيره من الأطفال ممن هم في مثل عمره؟ هل يدخل طفلك في جدال مع الأشخاص البالغين في مجتمعه ممن يتعامل معهم بشكل متكرر، مثل المدربين، وقادة الكشافة، والمعلمين، ويتحداهم؟ إذا كان سلوك طفلك في مثل هذه المواقف لا يتناسب مع مستوى ذكائه، فلا شك في أنه يعاني خللاً
٢. هل يسبب سلوك طفلك المتمرد التوتر الانفعالي للأطفال الآخرين، ولك خاصة، ولأشقائه وأقرانه؟ إذا تعرض طفلك لنوبة غضب خطيرة، أو مر بتجربة حزينة، أو بتوتر شديد لأكثر من يوم واحد، ولمدة أسبوعين على الأقل، فلا بد من أن تكون منتبها لهذا الأمر. هل يبدو ابنك، أو ابنتك، قلقا، أو مكتئبا، أو منعزلاً؟ وماذا عنك أنت؟ إذا كان يومك يضيع في المعارك اليومية، وتكاد تفقد عقلك لأنك بذلت جهدا كبيرا دون جدوى لإخضاع إرادة طفلك لك، فإن هناك مشكلة ما. هل تشعر بأن معنوياتك منخفضة كأنك لم تقم بأمر صائب على الإطلاق؟ هل بدأت تتجنب التعامل مع طفلك تماما، متخليا عن أبوتك في بعض الأمور؟ هل فقدت النوم؟ هل تشعر بالإحباط والغضب والاستياء؟ لقد حان الوقت لتتخذ إجراء ما حيال تلك المشكلة.
هناك أسباب أبرى تحتم عليك اتخاذ إجراء ما الآن.
١ . يبدو أن السلوك المتمرد يزداد بين الأطفال هذه الأيام. وهذا هو الانطباع السائد بين زملائي، وهذا ما تؤكده الدراسة الحديثة التي تم إجراؤها في جامعة فيرمونت على جيلين من الأطفال من جميع أنحاء الولاية.
٢. إن اضطراب التحدي الاعتراضي هو الحالة الشائعة التي قد تتطور إلى اضطراب السلوك، وهو أكثر حدة من اضطراب التحدي الاعتراضي، وهو ما يظهر عادة في مرحلة المراهقة، ويتكون من مجموعة من السلوكيات، مثل الكذب، والمشاجرة، والسرقة، والهروب، وأشكال أخرى من السلوك المعادي للمجتمع.
٣. مع مرور الوقت يتسبب اضطراب التحدي الاعتراضي في تصاعد الصراع داخل الأسرة، وفي أماكن أخرى. والسماح لهذا السلوك المتمرد في الاستمرار يزيد الأمر سوءا، فيصبح مثل جبل الجليد الذي ينحدر بلا هوادة على الحياة الطيبة التي تنعم بها العائلة، فيقضي عليها، ويدمر العلاقات الاجتماعية، ويجرد الآباء والأطفال من ثقتهم بأنفسهم، ويعكر صفو السلام
والهدوء اللذين يسودان المنزل. وبينما يستمر التمرد، تستمر خلافات الأسرة وموقف الطفل المعادي، ما يؤدي إلى شعور الآباء بالعجز، ويفقد أفراد الأسرة الشعور بالتعاطف فيما بينهم، ويبدأون تجنب الأنشطة المشتركة، وتصبح العائلة منعزلة عن العالم الاجتماعي الكبير كذلك. وعندما يستمر التمرد بلا هوادة، فقد ينتهي بك الأمر بالشعور بالاكتئاب والتوتر والارتباك، وعادة ما تنشأ المشكلات بين الوالدين؛ حيث إن السلوك المتمرد يظهر عادة بين الطفل وأحد الوالدين أكثر من ظهوره بين طفل وآخر. وفي نهاية الأمر يصاب بقية الأطفال، الذين يحصلون...