اكتشاف فصائل الدم - Blood Types
سنة الاكتشاف: 1897م
ما هذا الاكتشاف؟
- يمتلك البشر أنواعاًً مختلفة من الدم ليست مطابقة جميعاًً لبعض
من مكتشف تعدد أنواع فصائل الدم لدى البشر؟
- كارل لاند شتاينر Karl Landsteiner
لماذا يعد هذا الاكتشاف أحد أهم الإكتشافات في التاريخ؟
الدم هو الدم - أو هكذا ظن العالم. أما الطبيب النمساوي کارل لاندشتاینر، فقد كان له رأي آخر- إذ اكتشف أربعة أنواع من الدم، يمكن مزج بعضها بأمان وبعضها لا. لقد أنقذ ذلك الاكتشاف ملايين البشر من براثن الموت. فمن يوم نشرت فيه نتائج كارل لاندشتاینر، أصبحت عمليات نقل الدم أمينة وجزءاً عديم الضرر من الجراحة، فازدادت فرص الحياة لمرضى العمليات الجراحية بشكل ملفت. وبخلقه لجراحة أكثر أمناً وسلامة جعل لاندشتاینر العديد من الإجراءات الجراحية الجديدة عملية حقاً وممكنة التطبيق.
ساهم اكتشاف لاندشتاينر مساهمة كبيرة في تطوير الفهم البشري لتركيب الدم وكيميائيته، وعبّد الطريق لعدد من الاكتشافات الطبية الهامة بمطلع القرن العشرين.
كيف جاء اكتشاف فصائل الدم لدى البشر؟
كانت مدينة فينا النمساوية عام 1897م مدينة جذابة ساحرة - فهي حديثة حداثة أية مدينة أخرى آنذاك. كان الدكتور كارل لاندشتاینر Karl Landsteiner يعمل هناك في مستشفى جامعة فينا، حيث يجري فحوصات طبية لحالات ما بعد الوفاة.
في أحد أيام شهر نيسان (أبريل) من ذاك العام، فحص لاندشتاینر جثث أربعة مرضى توفوا خلال عمليات جراحية، وجميعهم من السبب ذاته: تخثر الدم. كان كل مريض منهم قد تسلم دماً وتوفي عندما تكثلت كرياته الدموية الحمراء مع نظيراتها من الدم المتسلم، مسببة تخثرات كبيرة سميكة.
كان لاندشتاينر قد أعتاد على رؤية هذه الحالات بين الفترة والأخرى من خلال الآلاف من فحوصات ما بعد الوفاة التي أجراها أثناء مشواره الطبي، وتساءل سبب حدوث هذه المشكلة عند بعض المرضى دون غيرهم.
في تلك الأمسية، عزف لاندشتاینر على البيانو لزوجته وبضعة من أصحابه. لقد كان الشيء الوحيد الذي ظن کارل أنه أتقن أداءه، بينما أجمع معظم من سمعه بأنه يجب أن يترك الطب نحو حياة من النجومية والتألق كعازف بيانو.
في وسط عزفه لمقطوعة موسيقية مألوفة، خطر له فجأة أن الحل يكمن في شيء ما في دم المريض نفسه. ماذا لو لم يكن الدم كله سواء، كما افترض الجميع؟
وفي صبيحة اليوم التالي، جمع لاندشتاینر الدم من عشرين مريضاً، أملاً في توقع أي النماذج صالحة للمزج مع بعضها البعض.
ففي صف طويل من أنابيب الاختبار، قام بمزج قطرات قليلة من دم كل مريض مع قطرات قليلة أخرى من دم كل مريض آخر.
و استعان بميكروسكوبه ليرى أي الكريات الدموية الحمراء قد تكثلت على بعضها، وأيها لم تتكتل. وقبل انتهائه من نصف عدد أنابيب الاختبار، تعجب لاندشتاینر من تمكنه بفصل نماذج الدم إلى مجموعتين بسهولة.
فكريات الدم الحمراء لأي عضو من مجموعة واحدة تعلقت بكريات الدم الحمراء من كل عضو في المجموعة الأخرى، ولكنها لم تتعلق قط بخلايا الدم لغيرها من أعضاء مجموعتها.
أطلق لاندشتاينرعلى هاتين المجموعتين «A» و«B». ليس الدم جميعه مطابقاً للجسم إذن، فهو مختلف باختلاف حَمَلته!
دأب لاندشتاينر على تجاربه، فعثر على نماذج دم لا تتفاعل مع أي من نوعي A وB من كريات الدم الحمر، وأدرك بأنه أمام مجموعة ثالثة من مجاميع الدم. بإمكان أناس هذه المجموعة أن يهبوا الدم بأمان لأي شخص كان. فأطلق على هذه المجموعة الثالثة النوع «O».
بعدها عثر على نموذج من الدم تفاعل مع كل من النوع A وB. فكما أن هناك النوع و الذي لا يتفاعل مع أي من نوعي A و B، هنالك نوع رابع إذن يتفاعل مع كليهما. أطلق كارل لاندشتاینرª على هذا النوع الرابع النوع «AB». .
الدم ليس كله سواء، بل هنالك أربعة أنواع متمايزة. فنقل الدم السليم يحتاج طبيباً يحدد نوع الدم لكل من الواهب والمستلم. ورغم أنها تبدو فكرة بسيطة وواضحة، إلا أنها أنقذت حياة الملايين من البشر حتى الآن.
الهوامش المرجعية:
ª لهذا العالم مشاركات أخرى في الطب أهمها مشاركة إيروين بوبر Erwin Popper في اكتشاف فيروس شلل الأطفال عام 1909م ، و كذلك مشاركة الكسندر فينر Alexender Wiener في اكتشاف العامل الريسي Rh للدم عام 1937م.
حاز على جائزة نوبل في الطب عام 1930م، وتوفي جراء نوبة قلبية و هو لا يزال يعمل بالمختبر عام 1943م عن عمر ناهز الخامسة و السبعين – المترجم.