إذا كنت كمثل 99% من البشر، فقد اكتسبت مهارة التعلم من خلال عملية سميت (الحفظ الصم) وهو ببساطة يعنى التعلم بالتكرار. تعلمت بعض الأشياء من المعلم أو من الكتاب، ثم بدأت تكررها أكثر من مرة حتى ثبتت في عقلك, هل هذا الأمر يبدو مألوفا؟
ما الذي استفدته من هذه الطريقة؟ أظن أنك لم تستفيد الكثير. ولكي أثبت لك
ذلك, أجب عن هذه الأسئلة القصيرة: السؤال الأول. - 1 هل درست مادة الأحياء من قبل؟
نعم______ ________ لا
-2 أذكر أسماء كل الكائنات الحية في المملكة الحيوانية، دون أن تبحث عن الإجابة.
في ورشتنا، يجيب الجميع على السؤال الأول بالطبع ، ولا يستطيع أحدا أن يجب على السؤال الثاني وهذا مقبول، فليس علينا جميعاً أن نكون على علم بأسماء الكائنات الحية في المملكة الحيوانية. خلاصة القول أنه إذا درست مادة الأحياء, فأنا أوكد لك أنك درست هذه المعلومة، ولكن السؤال هنا هل حقاً تعلمتها؟ والإجابة بكل تأكيد هي: لا.
لم تتعلمها، فقط قمت بحفظها من اجل الاختبار، وحين جاء الوقت قمت بتفريغ المعلومة في ورقة الاختبار وانتهى الأمر، وهذا كان مقبولا فيما مضى. لكن هل ترى المشكلة في هذه الطريقة الآن؟
بمتابعة العملية الموضحة بالأعلى باستمرار، خلال فترة تعليمك، فقد شكلت لنفسك العادة التي ستتعلم بها كل شيء. أعتقد أن هذه العادة لم تعد تلبى احتياجاتك. يمكنك من خلال التعلم، بالحفظ والتكرار، أن تحصل على درجة مميزة في اختبار تتوقع قدومه، ولكن حياتك لا تتكون من اختبارات تتوقع قدومها، أليس كذلك؟ أنت تحتاج طريقة للتعلم تفيدك أكثر من ذلك. هذا ما ستتعلمه في الفصول الستة الأولى من (درب عقلك من أجل النجاح) هذا إذا اتسع أفق تفكيرك لما يتعلق بعقلك.
القابلية للتعلم هنالك طريقة محددة في التفكير والتصرف للحصول على النتائج الفعالة، يجب علينا أن نتمتع بالمرونة الكافية لتعلم هذه الطريقة.
بيل هاريس، مؤسس منظمة سنتربوينت للبحث العلمي القدر الذي تستفيد به من هذا الكتاب أو من أي خبرة تعليمية أخرى، لديه عامل خاص بك، هو كونك متعلم. ستغير هذه المادة العلمية حياتك في حالة واحدة فقط، وهي أن تستوعبها وتقوم بتطبيقها. لذلك كن على دراية بقابليتك للتعلم، فهو مقياس لمدى استعدادك على التعلم، وسواء كنت تدرك ذلك أم لا، فإنه يلعب دورا مهماً في كل مرة تحاول تعلم مهارة جديدة أو تصل إلى مستوى أعلى من الفهم- هناك محتويان لقابلية التعلم يمكن تقييمهما بسهولة على مقياس من 1 إلى 10 (اعتبارا أن 10 هي الأعلى) المحتوى الأول: رغبتك في التعلم: يجب أن تعلم أنك لن تصل إلى أقصى قدر من الخبرة التعليمية، إلا إذا أردت تعلُم ما يدرس إليك.
الخبر الذي سيسعدك الآن هو أن رغبتك في التعلم مرتفعة للغاية، فهي تتمحور بين 9 أو 10 درجات، تهانينا!
رغم أننا لم نتقابل أبداً، لكنى استطيع أن أقول ذلك بكل ثقة: أعلم أنك ترغب في تطوير ذاتك، فقد ادخرت بعض الأموال لشراء هذا الكتاب (شكراً)، وحتى إن لم تدخر أموالك أنت لشرائه، فأنت على أقل تقدير خصصت بعض الوقت لتصل إلى هنا، لم تكن لتقوم بذلك إذا لم تكن لديك رغبة ملحة للتعلم. تفضل وقم بقياس رغبتك في التعلم من 1 إلى 10-
درجة الرغبة في التعلم
أما عن المحتوى الثاني فهو مخادع قليلاً، وهو يطلق عليه إرادة التغيير ويجب ألا يستهان به أبدا. إن كل من يحضر واحداً من برامجنا أو يقوم بشراء كتاب، (درب عقلك من أجل النجاح) لديه بطبيعته رغبة جامحة للتعلم ولكن لا أحد لديه تلك الإرادة القوية للتغيير، وهذا يرجع لمنطقة الارتياح التي سبق وتحدثنا عنها في المقدمة فنحن على استعداد أن نبقى في مكاننا، حتى وإن كان هذا النمط السلوكي لا يجنى ثمارا نافعة أنا لا أقول أنك لا تستطيع أن تكون لديك إرادة قوية للتغيير؛ لأنك بالطبع تقدر على ذلك، ولكنى أقول إنه إذا أردت أن تزيد من قدرتك على التغيير، فيجب أن تفعل ذلك بوعي ولهدف محدد، فهذا الأمر لن يحدث بمحض الصدفة.
وبما أن لديك الآن بعض الأرقام، فإن الطريقة الصحية لقياس قابليتك للتعلم، هي أن تعرف حاصل ضرب الدرجتين.إن أعلى نتيجة ممكنة هي 100 (حاصل ضرب10*10)، فلماذا لا تفعل ذلك الآن فقط لترى النتيجة.
حاصل ضرب (درجة الرغبة في التعلم X درجة إرادة التغيير) = إجمالي القابلية للتعلم لاحظ إنه إذا كانت رغبتك في التعلم 10 وأرادتك للتغير 0 فإن إجمالي قابليتك للتعلم يصبح صفراً ولكي تتعلم حقاً يجب أن تكون الدرجتين عاليتين، لا تقل فقط أنك تريد التعلم ولكن افعل ذلك.
لقد اشتريت هذا الكتاب لأنك تتنمي أن تصبح حياتك أفضل: هل هذا صحيح أم خاطئ؟ بالطبع إنه صحيح, فإن كنت حقاً تريد ذلك، فإنه يجب أن تفعل شيئا مختلفاً. عرف الصينيون الجنون بأنه هو فعل الشيء نفسه مراراً وتكرارا وتوقع نتيجة مختلفة.
يقول لنا الكثير من عملائنا إن هذا التمرين يعتبر مفيداً، عندما يكون الهدف هو تعلم شيء جديد، فلا داعي أن تتسرع في إبداء الأحكام وتشعر بالحزن، ولكن يجب أن تأخذ في عين الاعتبار أنه إذا كانت درجة قابلية التعلم لدى أحدا ما أعلى منك، فهذا لا يعنى أنهم أفضل منك، ولكنه يعنى أنهم سيقومون بإحراز تقدم أسرع منك.
وباختصار، ففي هذه الفصول المخصصة لتدريب الذاكرة هناك ملحوظة ستساعدك لتحصل على أكبر فائدة منها.
الملحوظة رقم 1 : لا تحكم على ما يحدث حتى تقيّم نتيجته
الطريقة التي ستتعلمها هنا حتما تثمر بالنتائج، ولكنها مختلفة لما تعودته، ولأنها مختلفة فغالباً ما سيفكر عقلك بهذه الفكرة هذا الموضوع غريب كل من يتعلم تدريب الذاكرة يمر بمرحلة واحدة على الأقل، تجعله يشعر أن الأمر برمته يعد خدعا غير مجدية بالنفع، ولكنه ليس كذلك. عندما تمر هذه الفكرة ببالك, أقترح عليك أن تقوم بقياس معدل قابليتك للتعلم، تخط الأمر و أكمل خطاك. لا تضيع وقتاً في تحليل ما يحدث؛ فهناك فيض من الوقت لذلك لاحقاً إذا كنت مهتماً بذلك، ولكنك ستتعلم بشكل أسرع، إذا لم تقم بالحكم المسبق على هذه الطريقة. وفي الوقت نفسه, قم بتقييم نتائجك. هذه هي طريقة تقييمك في مهنتك, أليس كذلك؟
قم بفعل الشيء نفسه هنا: ثق بالطريقة وطبق ما أسألك أن تقوم به فقط لترى النتيجة. أعتقد أنك ستدهش نفسك بسرعتك في تعزيز قدراتك.
الملحوظة رقم 2: استمتع بعقلك! من الأشياء التي نعلمها بالتأكيد أن التعلم وبأفضل حالاته يعتبر ممتعاً. وهناك بعض الجوانب لهذا الأمر.
أولاً, فكر في الشعور بالمتعة التي تشعر به، عندما تتعلم شيئا جديداً. هل لنفسك سوف أتذكر هذا الأمر وتخطه، ثم عد إليه مرة لاحقة.
هذا يكفى لإعادة إشعال بعض الخلايا العصبية، والتي ستقوم بتوجيهك إلى الطريق الصحيح. كن متسع الأفق لما يتعلق بعقلك، إذا كنت تشبه مئات الآلاف من الحاضرين في ورشتنا، فأنت تقدر على الكثير مما تظن، لذا فلنستمتع قليلاً.
تقييم ذاكرتك البدائية قبل أن ننهى هذا الفصل، لنرى من أين سنبدأ. بعد بضع ثوان، سترى قائمة مكونة من 20 كلمة. مهمتك هي أن تقوم بفحص القائمة ببطء ودقة قدر المستطاع, لمدة لا تزيد عن 5 دقائق. قم بأفضل ما عندك لتحفظ القائمة في ذاكرتك في الوقت المتاح. غير مسموح لك أن تكتب الكلمات في مسودة، استخدم عقلك فقط. عندما تنتهي أقلب للاختبار في الصفحة المقبلة، ودون النظر إلى الوراء، اكتب العشرين كلمة التالية بالترتيب، تبعاً لأفضل ما لديك ,جاهز؟ ابدأ: وحيد القرن عيدان الأكل يقوم بعض الأشخاص بتسجيل 10 أو أعلى في تقييم الذاكرة البدائية، وهم بالطبع لا يفعلون ذلك بالحفظ فقط، فهم إما قاموا باختصارها وتأليف قصة ما مكونة من تلك الكلمات، أو لاحظوا النسق المتبع في القائمة، والذي سأقوم بتدريسه لك بعد قليل. اطمئن فإنك وبدون أي نظام أو طريقة متبعة, سيقوم عقلك بالتعامل بفاعلية مع 7 عناصر، بأكثر أو أقل عنصرين.
الاتجاه الثاني: الأسبقية والحداثة واحداً من أكثر الأنماط الشائعة التي نراها في اختبار الذاكرة البدائية، يسمى الأسبقية والحداثة.
وهذا يعنى أنه إذا كنت تريد أن تتذكر مجموعة من المعلومات، فإن عقلك بطبيعته سيكون فعالاً مع المعلومات التي في البداية والنهاية، وسيعانى في المنتصف. هذا لا يعنى أن لديك مشكلة، فالأسبقية والحداثة تعتبر اتجاهاً طبيعيا ٠
فهمك لهذه الاتجاهات يقودنا إلى أهم مبادئنا الأساسية في تنمية عملية التذكر: التقسيم، وهذا يعنى ببساطة أن قدرة عقلك على التذكر سوف تتحسن تلقائيا إذا قمت بتقسيم الأشياء إلى أجزاء صغيرة.
الفصل الثاني تعلم التحدث بلغة عقلك هل تعلم أن ذاكرتك لها لغة؟ لقد أعطينا نبذة عن ذلك في المقدمة، تحدثنا عن فكرة ما تراه هو ما تفهمه . إن لغة ذاكرتك (و كل وظيفة أخرى في عقلك) ما هي إلا صوراً . إحدى الإعدادات الأساسية الأخرى لقدرتك على التعلم، والتي يمكن استخدامها، هي قدرة عقلك القوية على رؤية الصور. كلما قمت بتصور المعلومات، أصبحت المسألة أكثر سهولة لتذكرها.
الأمر الجيد أنك بالفعل تفكر على هيئة صور. يمكن ألا تكون مدركاً لهذا ولكنك تفعل ذلك. إذا طلبت منك أن تتذكر 50 شيئا في غرفة معيشتك الآن، ماذا ستفعل؟
نعم هذا صحيحا، ستتخيل صورة ذهنية لغرفة معيشتك, وبذلك ستكون لديك القدرة على تذكر الكثير من التفاصيل, على الرغم من أنك لم تقم بحفظ محتويات غرفة معيشتك من قبل.