يجب بصورة متسقة، أن تكون الصور التي تحتفظ بها في عقلك، هي غالباً الصور التي تكيف عقلك على أن يراها. هناك جزء مؤثر للغاية من مخك، يمكنه أن يعمل أما لصالحك أو ضدك، وهذا ما يسمى ب النظام الشبكي النشط RAS))، وهذا النظام يتصرف كمرشح بالنسبة لمخك، ويجعلك تلاحظ ما تتعلم أن تلاحظه، وأن تستبعد تقريباً كل شيء آخر لم تلاحظه.
وأنت - بالفعل- قد خبرت هذا الجزء من مخك في العمل إذا اتخذت قراراً بأن تشتري سيارة من نوع خاص. عد بذهنك إلى أي لحظة سابقة في حياتك، قررت فيها أن تقتني سيارة جديدة، فبمجرد أن تقرر النوع الذي ترغبه- يتبادر إلى ذهنك سؤال: أين تبدأ رؤية السيارة المناسبة؟ هذا صواب- إذ أنك ترى ذلك في كل مكان! وذلك ليس بسبب أن هذا النوع من السيارات ذو ظهور مفاجئ في البيئة التي تعيش بها، وإنما بسبب أنك - في نهاية الأمر- قد حولت المؤشر (أي ركزت انتباهك- المترجم) لأن تلاحظ ذلك النوع.
وبمجرد أن تصرف انتباهك إلى وجهة أخرى، فإنك لن تستطيع ملاحظته.
الأخبار الجيدة في هذا الصدد، هو أنك تستطيع استخدام النظام الشبكي لإنجاز أهدافك بصورة أكثر سرعة وسهولة عما تستطيع دون هذا الاستخدام. وبالمناسبة، سيمكنك استخدام مصادر متعددة لهذا النظام الشبكي، طوال قراءتك لهذا الكتاب المفيد للغاية عندما يستخدم بصورة سليمة.
المفهوم الحرج: أن مخك يعمل بصورة دائمة، سواء كان يعمل لصالحك أو ضدك، ولكنه يعمل بصورة مستمرة. وإنه لمن المهم أن تستوعب إنه عندما يكون إعداد مخك معيباً في الكيفية التي يعمل بها، فإنه لم يكون مساعداً لك بصورة كافية. وعندما يتعلق الأمر بميول مخك واتجاهاته الطبيعية، فتكون هناك بالفعل أخبار سيئة وأخبار طيبة.