خلال ممارستنا للعمل الاستشاري في القطاعين العام والخاص اتيحت لنا الفرصة للعمل إلى جوار عدد من التنفيذيين فمنهم من كان يمارس دوره القيادي بشغف وحب ويأسر الفريق من حوله ومنهم من يعمل بغير هدى فيحبط كل من يعمل معه.
بهذه المقدمة بدأنا حوارنا مع صديقنا جون والذي قضى 35 عاماً في العمل مع القياديين في كبرى المنظمات الحكومية والخاصة في ٣ قارات مختلفة الثقافة واللغة والعادات وكذلك الطقس، لقد كان الحوار ملهماً لنا وباعثا على التحرك بسرعة لتوثيق ما نراه أساساً في صناعة القائد فنحن نعتقد أن القادة يصنعون وهذا ما يؤكده المختصون، لقد شعرنا بالحماس ونحن نضع اللبنات الأولى لهذا الكتاب، فهي في اعتقادنا قواعد اللعبة كما يحلو للكبار تسميتها.
ولنعود إلى تلك الأمسية مع جون والذي حلق بنا في عالم جميل وهو يؤكد لنا أن القيادة هي تمازج بين السلوكيات والقناعات وأن الوعي والإدراك يحفز ويسرع من الوصول إلى نتائج لهذا التمازج.تولدت لدينا العزيمة لنسهل ونبسط المفاهيم القيادية لكننا لم نلتفت إلى الجوانب النظرية والتي لها روادها في عالمنا العربي، فوددنا أن نبحر في عالم التطبيق لرغبتنا في الاقتراب من الواقع ولعلمنا بمدى وضرورة أن نركز على التطبيق في وقت تقدمت فيه الأمم من حولنا وتركتنا نتسابق على المراكز المتأخرة، والعنصر الأهم الذي يحتاج إلى الاهتمام هو الفرد، فأصبح يعاني من أمراض إدارية وقيادية تجعل منه نموذجاً مشوهاً خالياً من القيم وكذلك من السلوكيات.
قاربت جلستنا الحوارية مع صديقنا جون على الانتهاء في تلك الأمسية ونحن في شوق إلى بلورة الفكرة وهي في أوج توهجها وهو ما حدث بالفعل.
في هذه اللحظة والكتاب بين يديك نشعر بالفخر ونحن نضع خلاصة التجربة التي عشناها خلال عملنا في المجالات الاستشارية مع نخبة من القادة ممن عملنا إلى جوارهم في المنظمات بنوعيها العام والخاص وكذلك في اللجان والغرف التجارية والجمعيات المهنية.